المعارضة: النظام يمارس ابتزازاً بشأن المساعدات

واشنطن تتهم الأسد بعرقلة الاتفاق وتهدد بوقف التعاون

■ أحد مقاتلي المعارضة يمشي قرب مبانٍ مدمرة على جانب طريق الكاستيلو | رويترز

ت + ت - الحجم الطبيعي

اتهمت الولايات المتحدة نظام الرئيس السوري بشار الأسد بعرقلة المساعدات فيما هددت بوقف التعاون مع موسكو في سوريا، في حين أعلنت موسكو إ استعدادها لممارسة نفوذها على القيادة السورية لتنفيذ الاتفاق.

في وقت لا تزال شاحنات محملة بالمساعدات الإنسانية عالقة لليوم الرابع للهدنة، عند الحدود التركية السورية بانتظار أن يفتح لها الطريق للتوجه إلى أحياء حلب الشرقية المحاصرة وسط توتر روسي أميركي حول تنفيذ الاتفاق.

واتهمت الولايات المتحدة النظام السوري بعرقلة وصول المساعدات الإنسانية إلى حلب، مهددة بوقف التعاون العسكري مع روسيا إذا سجلت خروقات للهدنة.

وقال الناطق باسم البيت الأبيض، جوش إرنست، إن قوافل المساعدات الإنسانية تواجه صعوبات جمة على الحدود التركية السورية، وذلك بعد مرور ثلاثة أيام على سريان الهدنة. من جهته، عبر المتحدث باسم البنتاغون، بيتر كوك، عن تشاؤمه، مشيراً إلى أن واشنطن لن تلتزم بتعهداتها إذا لم يتم إتمام شروط الهدنة.

اشتباكات

وشهدت الأطراف الشرقية للعاصمة دمشق أمس أعنف اشتباكات منذ بدء سريان الهدنة بين قوات النظام من جهة وفصائل متشددة من جهة ثانية. وتأمل الأمم المتحدة بإدخال 40 شاحنة مساعدات تكفي 80 ألف شخص لمدة شهر واحد في الأحياء الشرقية في مدينة حلب، التي تسيطر عليها الفصائل المعارضة ويعيش فيها 250 ألف شخص.

وقال ديفيد سوانسون، الناطق باسم مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية في مدينة غازي عنتاب التركية، إن الشاحنات لا تزال تنتظر في المنطقة العازلة عند الحدود التركية السورية.

وأضاف «التحدي الذي لا نزال نواجهه، وهو أمر محزن فعلاً، هو ضمان التوافق بين أطراف النزاع والجهات التي تتمتع بنفوذ عليها». ويفترض أن تمر الشاحنات عبر طريق الكاستيلو، التي تشكل خط الإمداد الرئيسي إلى الأحياء الشرقية، وتسيطر عليها قوات النظام منذ أسابيع، ما أتاح لها فرض الحصار على المناطق المعارضة.

طريق الكاستيلو

وفي الأثناء، أوضح مصدر ميداني سوري أن «عملية إخلاء النقاط على طريق الكاستيلو عبارة عن مراحل عدة، بدأت بسحب الآليات الثقيلة».

وأضاف المصدر أن «الجيش السوري نفذ تعهداته وسلّم عدداً من النقاط لفرق المراقبة الروسية» على أن يستكمل ذلك لاحقاً «بانتظار أن يحدث الانسحاب أيضاً من الطرف الآخر». وأكد المرصد السوري أن الفصائل المعارضة المتمركزة في نقاط عند بداية الطريق ونهايتها لم تنسحب من مواقعها حتى الآن.

ومن جهته، قال الكرملين، أمس، إنه يمارس نفوذه لضمان التزام الجيش السوري بتنفيذ اتفاق وقف إطلاق النار تنفيذاً تاماً، كما عبر عن أمله في أن تمارس الولايات المتحدة نفوذها أيضاً على جماعات المعارضة المسلحة للالتزام بالاتفاق.

فيما ذكرت وزارة الدفاع الروسية إن الضباط الروس الذين يراقبون وقف إطلاق النار قرب حلب أكدوا أن الجيش السوري مستعد للانسحاب من مواقع على طريق الكاستيلو بالتزامن مع انسحاب المعارضة.

وأضافت الوزارة أن «هناك فعلياً جانب واحد في حلب مستعد للمفاوضات والالتزام بوقف إطلاق النار وسحب القوات من ممر مساعدات الأمم المتحدة الإنسانية - إنه جيش الحكومة السورية». وأعلنت الوزارة في وقت لاحق أنها مستعدة لتمديد الهدنة في سوريا 72 ساعة إضافية، رغم «العديد من الانتهاكات» لوقف إطلاق النار، كما أعلن المسؤول الكبير في هيئة الأركان الروسية الجنرال فيكتور بوزنيخير.

وقال بوزنيخير في تصريح بثه التلفزيون الروسي «نحن مستعدون لتمديد الهدنة 72 ساعة إضافية»، داعياً في الوقت نفسه الولايات المتحدة إلى اتخاذ «إجراءات حاسمة» لكي تحترم فصائل المعارضة السورية وقف إطلاق النار.

مفاوضات جنيف

وإلى ذلك، أكد الناطق باسم الهيئة العليا للمفاوضات السورية، منذر ماخوس، أن النظام السوري لم يعط التراخيص اللازمة لدخول شاحنات المساعدات، متهماً النظام بممارسة الابتزاز الواضح بشأن إدخالها.

وأكد ماخوس في مقابلة مع قناة «الحدث» أنه لم تحدد أي مواعيد لاستئناف مفاوضات جنيف بعد، مضيفاً أن الوسيط الدولي ستيفان دي ميستورا يعلم أن تعثر وصول المساعدات سيؤدي لنسف الاتفاق.

دعوة

قالت وزارة الخارجية الروسية إن وزير الخارجية سيرغي لافروف حض نظيره الأميركي جون كيري، أمس، على الوفاء بوعده فصل المعارضة السورية المعتدلة عن «جبهة النصرة» (التي غيّرت اسمها إلى جبهة فتح الشام حالياً) و«الجماعات الإرهابية» الأخرى. وأضافت الوزارة أن لافروف أكد في محادثة هاتفية مع كيري أيضاً على ضرورة نشر «الحزمة الكاملة» لاتفاق وقف إطلاق النار بسوريا.

 

Email