الفصائل تتقدّم في القنيطرة.. ومقتل 25 بقصف على إدلب

المعارك تحتدم في حلب وجنون الغارات يتصاعد

ت + ت - الحجم الطبيعي

احتدم الصراع في سوريا أمس، بعد ساعات من إعلان الولايات المتحدة وروسيا التوصل لاتفاق بشأن هدنة وإعادة إحياء محادثات الحل السلمي، حيث قصف الطيران السوري والروسي مناطق في حلب، فيما خلف قصف على سوق بإدلب أكثر من 25 قتيلاً، بينما تقدمت المعارضة المسلحة على جبهة القنيطرة، وقصفت إسرائيل موقعاً للجيش السوري في المنطقة المذكورة.

وهاجم الجيش السوري مناطق خاضعة لسيطرة المعارضة لتحقيق أكبر قدر من المكاسب قبل دخول وقف جديد لإطلاق النار في أرجاء سوريا حيز التنفيذ يوم غدٍ (الاثنين). وقال مقاتلو معارضة إنهم يخططون لهجوم مضاد.

وأفاد طرفا الصراع أن الجيش وجماعات مسلحة موالية له تقدموا من منطقة الراموسة في مدينة حلب باتجاه جيوب لمقاتلي المعارضة بمنطقة العامرية.

وقال الناطق العسكري باسم كتائب نور الدين الزنكي المعارضة النقيب عبد السلام عبد الرزاق إن القتال يتصاعد على كل جبهات جنوب حلب لكن الاشتباكات في العامرية هي الأعنف.

قصف

وأعلن المرصد السوري لحقوق الإنسان، من جهته، أن طائرات يعتقد أنها إما سورية أو روسية قصفت بلدات تحت سيطرة المعارضة في ريف حلب الشمالي بما في ذلك عندان وحريتان بالإضافة إلى طرق إمداد مهمة لمقاتلي المعارضة.

وأكد المرصد تقارير سكان ونشطاء في شرق حلب، قالوا إن طائرات مروحية تابعة للنظام أسقطت براميل متفجرة على مناطق سكنية للمدنيين في بضع مناطق.

وأشار عمال إنقاذ وسكان إلى أن طائرات قصفت سوقا مزدحمة في مدينة إدلب، ما أسفر عن سقوط 25 قتيلا على الأقل بينهم نساء وأطفال. وقال اثنان من العاملين في الدفاع المدني إن العمل ما زال جارياً لانتشال الجثث من تحت أنقاض مبانٍ منهارة في السوق بإدلب.

ورجح أحد السكان وعمال إنقاذ أن تكون الطائرات روسية لأنها كانت تحلق على ارتفاع عالٍ على عكس مروحيات النظام التي تحلق على ارتفاع منخفض.

جبهة القنيطرة

وحققت فصائل المعارضة في محافظة القنيطرة جنوباً تقدما مهماً وسيطرت على منطقة استراتيجية شمال بلدة جباتا الخشب ضمن معركة قادسية الجنوب.

وقال مصدر إعلامي مقرب من فصائل الجبهة الجنوبية إن مقاتلي حركة أحرار الشام وجبهة فتح الشام وأحرار بيت المقدس وعدد من الفصائل سيطروا أمس، على تلة الحميرية شمال بلدة جباتا الخشب بعد معارك عنيفة مع القوات الحكومية، سقط خلالها عشرات القتلى والجرحى بين الجانبين.

وأكدت المصادر أن السيطرة على تلة الحميرية تعد خطوة مهمة ضمن عملية عسكرية واسعة النطاق أطلقتها المعارضة بالقنيطرة أمس تحت اسم «قادسية الجنوب».

يأتي ذلك بالتوازي مع المعركة التي أطلقتها فصائل الجبهة الجنوبية في منطقة ابطع في ريف درعا الشمالي لتشتيت جهد القوات الحكومية وتوسيع النطاق الجغرافي للمعارك.

إلى ذلك، أعلن جيش الاحتلال الإسرائيلي انه استهدف مواقع عسكرية سورية بعد قصف تعرض له القسم المحتل من هضبة الجولان مصدره الأراضي السورية. وأورد بيان للجيش أن غارة جوية إسرائيلية استهدفت مواقع لمدفعية النظام السوري رداً على قصف طال شمال الجولان من دون أن يخلف ضحايا أو أضراراً.

حكومة مركزية

اعتبر مدير وكالة الاستخبارات المركزية الأميركية (سي.آي.أي) جون برينان أن هناك احتمالات تشير لإمكانية تقسيم سوريا والعراق، معرباً عن عدم ثقته بإمكانية إنشاء حكومة مركزية في كلا البلدين تدير الأمور بشكل عادل.

وقال برينان في مقابلة مع مركز «سي.تي.سي سنتينيال» للأبحاث (غير حكومي) بمدينة نيويورك الأميركية أمس، إن «سوريا والعراق شهدا إراقة الكثير من الدماء، فضلاً عن الكم الهائل من الدمار، والانقسام الطائفي، لذا فهناك احتمالات تشير إلى إمكانية انقسام هذين البلدين».

وذكر المسؤول الأميركي أنه لا يعرف مدى إمكانية رأب الصدع وإعادة توحيد سوريا والعراق، وأشار إلى أنه غير متأكد من إمكانية تطبيق نموذج حكومة مركزية ومناطق حكم ذاتي تنضوي جميعها تحت جسم اتحادي.

وأكد برينان أن بلاده لا تريد حكومات مركزية استبدادية في سوريا والعراق، وأن المشكلات التي شهدتها المنطقة كانت بسبب تلك الإدارات، معتبرا أن تأسيس ديمقراطية على النمط الغربي بالعراق صعب للغاية.

Email