إسرائيل تستغل الصمت الدولي كضوء أخضر

■ الاحتلال يفصل بين بلدتي حوارة وعينبوس جنوب نابلس بالمكعّبات الإسمنتية | إي.بي.إيه

ت + ت - الحجم الطبيعي

تستغل إسرائيل صمت المجتمع الدولي وتتعامل معه باعتباره ضوءاً أخضر لها لتواصل سياسة قتل الفلسطينيين ومصادرة أرضهم وتوسيع المستوطنات المقامة عليها خلافاً للقوانين الدولية ومواقف الغالبية الساحقة من دول العالم.

في القدس المحتلة قتلت قوات الاحتلال، أمس، شاباً فلسطينياً وأصابت آخر من مخيم شعفاط شرقي المدينة، بعدما أطلقت النار على سيارتهما خلال اقتحام المخيم.

واقتحمت قوة من جيش الاحتلال المخيم وطاردت سيارة وأطلقت النار عليها مما أدى إلى استشهاد الشاب على الفور وإصابة آخر وقامت باعتقاله.

واعتقلت قوات الاحتلال فلسطينية بدعوى حيازتها سكيناً على مدخل المسجد الأقصى في القدس المحتلة، فيما أصيب شابان برصاص قوات الاحتلال خلال مواجهات في بلدة سبسطية شمال نابلس.

فتح باب الاستيطان

في الأثناء، رأى رئيس الحكومة الفلسطينية رامي الحمدالله، أن استمرار الاستيطان «يقضي على حل الدولتين ويدفع باتجاه الدولة الواحدة ذات ممارسات ونظام فصل عنصري». وشدد، خلال استقباله وزيرة خارجية أستراليا جولي بيشوف، على ضرورة أن يقوم المجتمع الدولي بالضغط على السلطات الإسرائيلية، لوقف سيطرتها على المناطق المسماة (ج)، التي تشكل 64 في المئة من مساحة الضفة الغربية.

وتعاود إسرائيل فتح باب الاستيطان على مصراعيه في تحالف بين الجمعيات والمؤسسات الاستيطانية التي ترسم المشاريع والحكومة التي تصادق عليها وتضمن تمريرها وفقاً لخطة إسرائيل الكبرى.

وتعمل تلك المؤسسات على إعادة إحياء ما لم تتمكن الحكومات السابقة من تنفيذه. فعلى سبيل المثال، تجتهد جمعية استيطانية في تسويق قطع من الأراضي مخصّصة لإقامة تجمع استيطاني جديد بالقرب من مستوطنة معاليه ادوميم، يحمل اسم «غفعات أدوميم»، ويبعد عن القدس حوالي 7 كيلومترات، لتعزيز فصل القدس عن محيطها الفلسطيني.

استهتار بالمجتمع الدولي

وتنظر الخارجية الفلسطينية بعين القلق الشديد لما يدور من تحرّكات استيطانية وسط الركود الذي يبديه المجتمع الدولي إزاء الاستيطان، وتؤكد وجود عشرات المخططات لإقامة الآلاف من الوحدات الاستيطانية الجديدة في الضفة، بانتظار مصادقة الجهات المعنية في إسرائيل عليها.

وعلى الرغم من الإدانات الدولية لهذه السياسة غير أن المراقبين والمحلّلين والمسؤولين الفلسطينيين باتوا يرون في هذه الإدانات الناعمة تشجيعاً لإسرائيل على مواصلة الاستيطان، لاسيما وأن المجتمع الدولي اعتاد الإدانة فقط وإسرائيل تعوّدت عليها أيضاً، واطمأنّت إلى أن المجتمع الدولي لن يتخطى حدود الإدانة. ويقول محلّلون لـ«البيان» إن إسرائيل باتت أوقح من ذي قبل في احتقارها للمجتمع الدولي وقراراته ومواقفه.

Email