حصيلة مظفرة لحرب الشرعية والتحالف على الإرهاب

ت + ت - الحجم الطبيعي

حققت القوات الأمنية اليمنية في المحافظات المحررة، إنجازات متلاحقة ومستمرة، بدعم من قبل قوات التحالف، في ملاحقة وتعقب الجماعات الإرهابية في المحافظات المحررة.

وبعد أن كانت الجماعات الإرهابية تُسيطر على أجزاء كبيرة من المحافظات الجنوبية المحررة خلال الفترة الماضية، مستغلة غياب سلطات الدولة، وانشغال قوات الشرعية باستكمال تحرير ما تبقى من محافظات تخضع لسيطرة الانقلابيين، باتت اليوم مطاردة في المناطق الجبلية والبعيدة عن المدن.

استراتيجية ناجحة

منذُ تحرير المحافظات الجنوبية قبل أكثر من عام، لم تغفل قيادة الشرعية وقوات التحالف عن تأمين هذه المحافظات، التي تعرض الجهاز الأمني والعسكري للتدمير الكامل فيها من قبل المخلوع صالح، حيث أعدت قوات التحالف، خطة شاملة لإعادة دمج وتأهيل المقاومة وضمها لقوات الجيش والأمن..

وهو المشروع الذي استمر أكثر من عام، وبدأ يؤتي ثماره مؤخراً، حيث تم تشكيل خمسة ألوية تابعة للجيش، وعدد من الوحدات الأمنية، ليتم نشرها في هذه المحافظات، بهدف تأمينها وملاحقة عناصر «القاعدة».

ضربات موجعة

كانت أولى الضربات التي تلقاها تنظيم القاعدة في محافظتي عدن ولحج، وذلك بعد نشر قوات الحزام الأمني في شهر مارس الماضي، والذي تم تشكيله من عناصر المقاومة، وتشرف عليه قوات التحالف العربي. وتمكنت قوات الحزام الأمني من طرد عناصر القاعدة من مديرية المنصورة في العاصمة المؤقتة عدن، ومدينة الحوطة في محافظة لحج.

ثم قامت قوات الحزام الأمني بتنفيذ حملة اعتقالات ومداهمات للعناصر المشتبه بها في المحافظتين، وتمكنت من اعتقال أخطر الخلايا التي نفذت اغتيالات وتفجيرات خلال الفترة الماضية، وعثرت على كميات كبيرة من الأسلحة والمتفجرات والعبوات الناسفة، وهو ما أضعف هذه الجماعات في عدن ولحج، وانخفضت جرائم الاغتيالات والتفجيرات إلى حدودها الدنيا، بعد أن كانت شبه يومية.

تحرير المكلا

تحرير المكلا كانت الضربة الثانية التي قصمت ظهر تنظيم القاعدة في محافظة حضرموت، حيث تمكنت قوات الجيش الوطني، مدعومة بقوات التحالف، في أبريل الماضي، من السيطرة على مدينة المكلا، وطرد عناصر القاعدة منها وملاحقتهم، ليخسر أهم المناطق التي كان يسيطر عليها، ويستفيد من عائداتها النفطية، وموارد الميناء.

أبين.. معركة فاصلة

وحررت قوات الجيش الوطني، مدعومة بقوات التحالف العربي، أحد أهم معاقل تنظيم القاعدة، وهي محافظة أبين، التي ظلت وكراً للتنظيم خلال السنوات الماضية، بسبب تساهل الرئيس المخلوع صالح مع هذه الجماعات. وبخسارة هذه المحافظة، يكون التنظيم خسر كل المحافظات التي كان يسيطر عليها، في ظل استمرار ملاحقة عناصره إلى الأرياف، وفقدانه للموارد المالية التي كان يحصل عليها.

بعد الانتصارات

ويرى متابعون أن عناصر «القاعدة»، وعلى الرغم من خسارتها كل المحافظات، وفقدت عدداً من قياداتها، إلا أنها ستحاول تنفيذ عمليات بين الفينة والأخرى، بهدف إيصال رسائل أنها ما زالت موجودة، حيث ستحاول لملمة صفوفها في المناطق الجبلية بعيداً عن قوات الجيش.

وتحسباً لهذه الخطوة، أكد مصدر في قيادة المنطقة الرابعة، أن قوات الجيش سوف تنتشر وتصل إلى كافة المناطق الجبلية، وذلك لعدم ترك فرصة لهذه العناصر تجميع قواتهم، وأضاف أن قوات الجيش سوف تستعين بطائرات الأباتشي التابعة لقوات الحالف في مطاردة هذه العناصر.

تطهير جذري

يقول المحلل الاستراتيجي، العميد ثابت حسين صالح لـ «البيان»، إن الجهود التي بذلت في الحرب علی الإرهاب في الجنوب، أثمرت عن توجيه ضربات موجعة وقوية لجماعات الإرهاب، وأدت قوات التحالف، وخاصة دولة الإمارات العربية المتحدة، دوراً محورياً في هذه الحرب.

وأضاف: «ينبغي أن يكون تطهير محافظة أبين نهائياً وجذرياً وحاسماً، مع استكمال ملاحقة هذه الجماعات والعناصر في المناطق المجاورة، واتخاذ التدابير الإدارية والأمنية والسياسية للحيلولة دون عودتها من جديد، كما كان يحصل بعد انتهاء الحملات الأمنية خلال السنوات الماضية».

Email