زيارة سامح شكري مهمة استطلاع لحل أزمات لبنان

ت + ت - الحجم الطبيعي

شكّلت زيارة وزير الخارجية المصري سامح شكري إلى لبنان، فرصة لفتح ملف الاستحقاق الرئاسي العالق على حبال التعقيدات الداخلية والإقليمية، من منطلق مهمة الاستطلاع والتقصّي التي ميّزت الزيارة التي لم ترقَ لمستوى مبادرة، إلّا أنّها أتاحت للدبلوماسية المصرية تقليب صفحات الأزمة السياسية في لبنان.

ووسط الآفاق المقفلة والمعالجات المتعثرة، برز المسعى المصري لتحريك الجمود، انطلاقاً من الدور الذي تضطلع به القاهرة إقليمياً، ذلك أن زيارة شكري إلى بيروت، وفق مصادر مراقبة، يمكن أن تعطي مؤشراً إلى نوع من ضغط عربي لتحريك مسألة الاستحقاق الرئاسي، وصولاً إلى إنهاء الفراغ الممتدّ منذ 25 مايو 2014.

وقد بدا لافتاً أن شكري قام بجولة على عدد من الأقطاب السياسيّين، وأراد الوقوف بعمق على توجّهات الزعماء، لا سيما منهم الأقطاب المسيحيين، في شأن الأزمة الرئاسية، وما يمكن مصر القيام به من دور مسهّل للتوافق الداخلي، ومن ثم الاضطلاع بجهود على المستوى الإقليمي للدفع نحو إنهاء الأزمة الرئاسية.

ووفق مصادر لبنانية لـ «البيان»، فإنّ فحوى الرسالة التي نقلها شكري في مجمل لقاءاته، هي ضرورة استعجال الحل الرئاسي، لأنه اليوم أفضل وأسهل من الغد، في ظلّ التدهور المتصاعد في المنطقة، فيما شدّد في مرات عدّة، على ضرورة تحييد لبنان عن صراعات المنطقة، وسيلة لا غنى عنها لإنهاء الأزمة.

من جهته، وصف مرجع دبلوماسي، تحرّك وزير الخارجية المصري، بأنه أكبر من استطلاع، وأصغر من مبادرة، مشيراً إلى أنّ هذا التحرّك سيثمر مبادرة قريباً، لافتاً إلى أن شكري خرج بخلاصة من تحرّكه بأنّ القيادات اللبنانية تلتقي على أهمية تسريع البت بكل الأمور التي تشبه اتفاق الدوحة، لكن هذه المرة سيكون اتفاق القاهرة.

على صعيد متصل، يستعدّ السفير المصري، محمد بدر الدين زايد، لمغادرة لبنان أواخر أغسطس الجاري، على أن يتسلّم السفير الجديد مهمّاته في الأول من سبتمبر المقبل. واختير لهذه المهمة السفير محمد بخاري، الذي أمضى سنوات من خدمته الديبلوماسية في بيروت، ويعرف كثيراً في تفاصيل الأزمة اللبنانية، ويتابعها عن كثب منذ اختياره للمهمّة في المستقبل.

إلى ذلك، أفادت مصادر مطلعة لـ «البيان»، بأنّ التواصل اللبناني- المصري قد يُستكمل عبر زيارات لمسؤولين وقادة لبنانيّين إلى القاهرة، فيما لامس مراقبون في جولة شكري، وكأنّه يستعدّ لتولّي الشقّ العربي من مسعى طرفه الثاني أوروبي- دولي، ومهمته استكشاف إمكانية تطوير التوافق الدولي حول لبنان من منع انفجاره أمنياً، إلى اتفاق على ملء الفراغ في هرم الدولة، بدءاً من انتخاب رئيس للجمهورية وإعادة تشغيل المؤسّسات.

وتتجه الأنظار إلى حركة أوروبية مكمّلة ستبدأ بالظهور، وتقودها فرنسا انطلاقاً من الفاتيكان. وذلك، في ظلّ ارتفاع منسوب الحديث عن مساعٍ تبذلها دول صديقة للبنان، منها فرنسا والفاتيكان ومصر لدى الأطراف الدوليين والإقليميين، لحشد الجهود قبل اجتماع مجموعة الدعم الدولية في نيويورك على هامش دورة الجمعية العمومية للأمم المتحدة أواخر شهر سبتمبر المقبل، لإخراج الرئاسة اللبنانية من عنق الزجاجة، أي قبل أن يتسلّم رئيس أميركي جديد مهماته مطلع العام المقبل، ويرسم سياسة أميركية جديدة للمنطقة.

Email