إسرائيل توظف "الإعلام الجديد" لاستمالة العرب

ت + ت - الحجم الطبيعي

قررت وزارة الحرب الإسرائيلية مؤخراً البدء بخطة إعلام موجه بالعربية للفلسطينيين والعرب في فلسطين والدول المجاورة، تستهدف فيها أيضاً التواجد الفلسطيني بالخارج، حيث تم إعلانها من قبل منسق شؤون المناطق في الحكومة الإسرائيلية يؤاف موردخاي.

وأعلن موردخاي أن الوحدة ستضم خبراء في الإعلام المكتوب والمرئي وخبراء في شبكات التواصل الاجتماعي والإعلام الجديد على حد زعمه، وجاء القرار لإنشاء هذه الوحدة بناء على توصيات العديد من الخبراء الأمنيين الإسرائيليين الذين يرون أن على إسرائيل بث مضامينها وتعزيز الدعاية الموجهة للمجتمع الفلسطيني من أجل مصالحها الأمنية، خاصة في ظل الانغلاق السياسي وعدم قبول الفلسطينيين بالتفاوض مع إسرائيل بلا أسس ولا مرجعيات ولا تنفيذ لاتفاقيات وتفاهمات سابقة.

ويعمل في الوحدة عشرات الخبراء في علوم التواصل الاجتماعي واستخدام اللغة المكتوبة سواء تقارير صحافية أو مقالات، والصورة، والفيديو المعد بدقة، أو أغان، أو نكات ساخرة. ويضيف د. العقاد أنّه «على الرغم من تقدم إسرائيل في هذا المجال وتوظيفها لطاقات وخبرات عشرات الخبراء إلا أن الشعب لن ينخدع في كلام قادة إسرائيل المعسول أو تقاريرهم أو صورهم أو تزويرهم للحقائق، إلا إننا قد لا نضمن كل أبناء الشعب الفلسطيني لأن منهم البعض الذي ينصت وينجذب بالفعل لمثل تلك التقارير، ويعمل على نشرها جهلاً بخطورتها».

وأفاد أن خطورة وحدة «نيو ميديا» بدأت بالفعل بالعمل في أول مخاطبة إسرائيلية للجماهير الفلسطينية بفيديو خبيث يخاطب فيه رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو الشارع الفلسطيني ليقول لهم: «أنا رئيس الحكومة الإسرائيلية اهتم برفاهيتكم أكثر من زعمائكم»، في محاولة لتوجيه الشارع وسرقته من انتماءاته الوطنية.

وأشار إلى أن الهدف خطير وماكر لا يبشر بخير بالمطلق، بمحاولة إسرائيل التأثير على فكر المواطنين في الضفة الغربية لإقناعهم بأن الاحتلال الإسرائيلي أفضل من السلطة الوطنية، وهو من يخلق لهم فرص العمل عبر منح آلاف التصاريح داخل إسرائيل بأجور مرتفعة.

وأكد المتابع للشأن الإسرائيلي، أن الغرض الخطير من وراء هذا العمل تنفيذ خطة إسرائيلية بعيدة المدى مدعومة بملايين الشيكلات من قبل الحكومة الإسرائيلية، تعمل على توجيه الفلسطينيين والتأثير عليهم نفسياً واجتماعياً وعلى أعلى درجات الإسقاط الفكري القائم على دراسة احتياجات الفلسطينيين التي لا يستطع أن يوفرها أحد سوى الاحتلال الإسرائيلي، واللعب على تناقضات الموقف والوضع في المناطق الفلسطينية المحتلة.

واعتبر د. العقاد هذه الوحدة من أخطر وحدات الجيش الإسرائيلية، لأنها تعمل على التشويش على المواطن الفلسطيني بهدف زرع أفكار تبيض صفحة الاحتلال وتساعده على قبول الفلسطينيين للتعايش معه دون مقاومة أو رفض. وبيّن أن الانتظار لا يجدي نفعاً لمشاهدة تأثير هذه الوحدة، وشدّد على وجوب مواجهة كل المحاولات الإسرائيلية لتخريب المجتمع الفلسطيني ومسح ذاكرة الأجيال الجديدة، من خلال إدارة برامج إعلامية مواجهة لفضح كل كلمة تنشر على مواقع التواصل الاجتماعي وتشخيص تلك المواقع وتنبيه الجمهور الفلسطيني لها.

Email