ليبيا.. منطقة الصراع الجديدة بين أميركا وأوروبا

ت + ت - الحجم الطبيعي

مع تسارع الأحداث في الشرق الأوسط، تحاول واشنطن تحييد شركائها الأوروبيين والاستفراد بالملف الليبي على وضع قدمها على بوابة أفريقيا، لكن إيطاليا وفرنسا لم تتركا الساحة لواشنطن لوحدها.

حيث حرصتا على اللعب على النشاط المخابراتي لمنع وصاية الولايات المتحدة الأميركية على هذا البلد، والذي سبق وأن دمرته بالتنسيق معهما بحجة القضاء على الزعيم الليبي السابق معمر القذافي.

في مارس 2011 بدأت الولايات المتحدة الأميركية وبريطانيا وفرنسا هجوماً على ليبيا، تطبيقاً لقرار «الأمم المتحدة» بإعلان منطقة حظر طيران فوق ليبيا، بعد اندلاع الثورة المسلحة ضد نظام معمر القذافي، التحرك الذي أكدت تقارير غربية وسياسيون ليبيون أنه سبب المعاناة التي يعيشها الليبيون حالياً، حيث سمحوا بتسليح الليبيين ما جعل هذا البلد جبهة للصراع المسلح الذي استغله تنظيم داعش للتمدد فيه. وقاد ليبيا إلى الفوضى ودمر اقتصادها.

وتخضع ليبيا إلى دائرة اهتمام القيادة المركزية الأميركية «سانتكوم» والقيادة الجنوبية لحلف شمال الأطلسي ناتو (القيادة الأوروبية)، فضلاً عن أجهزة الاستخبارات الغربية عموماً. ولكن لا يقتصر الأمر على القوات الأميركية، ففي مايو الماضي نقلت صحيفة «تايمز» البريطانية عن شهود عيان قولهم إن قوات بريطانية خاصة قدمت مساعدة عسكرية، لوقف تقدم تنظيم داعش.

فيما كشفت «لوموند» الفرنسية في يناير الماضي عن تواجد قوات فرنسية في ليبيا، لكن باريس نفت هذه الأنباء، لكن مقتل 3 من جنودها الشهر الماضي في ليبيا كشف ما كانت تخفيه باريس عن تغلغلها في ليبيا لمواجهة أي تحرك أميركي للوصاية على هذا البلد.

التدخل الغربي

فالتدخل الغربي في ليبيا بات شعاراً يرفعه الغرب وتصر عليه بعض دول الاتحاد الأوروبي، إما بحثاً عن المطامع والمصالح، أو استراتيجية جديدة من الغرب لاسترجاع سيطرته على ليبيا بعد التوغل الأميركي. فليبيا كما نعلم غنية بالثروات وخاصة النفط حتى يقال إنها تعوم فوق بحر منه، وقد كانت خاضعة لنفوذ أوروبا وتحديداً بريطانيا زمن القذافي، ووسطها السياسي في أغلبه أوروبي الولاء..

وهذا يجعل أي حل سياسي لصالح أوروبا، أما أميركا فحريصة على التغلغل من بوابة مساعدات القوات الحكومية في دحر تنظيم داعش من سرت، وقد أوجدت لها قدماً في ليبيا الآن وتستطيع التدخل عسكرياً بزعم الحرب على الإرهاب، وقد فعلت منذ أيام عندما قصفت طائراتها سرت بهدف القضاء على تنظيم داعش.

وأميركا قد زادت من قواتها في أفريقيا، في الوقت الذي قامت فرنسا بزيادة طائراتها دون طيار على الحدود بين ليبيا والجزائر وتونس. تأتي هذه الخطوات رداً أيضاً على روسيا التي بدأت توجه أنظارها إلى ليبيا، حيث عمدت إلى توجيه أحد أقمارها الصناعية لمراقبة ما يجري في الأراضي الليبية.

5+1

عرضت الولايات المتحدة وخمس دول أوروبية، الأسبوع الماضي المساعدة على حكومة الوفاق الوطني الليبية، في إيقاف عمليات البيع غير المشروعة للنفط، داعين الليبيين إلى الوحدة والعمل سوياً من أجل إعادة إنتاج وتصدير نفط البلاد.

Email