كتاب جديد حول دور أشرف مروان في تضليلها

إسرائيل تنفي تعرضها للخداع الاستراتيجي في حرب أكتوبر

ت + ت - الحجم الطبيعي

مع اقتراب ذكرى حرب أكتوبر (1973)، بادرت إسرائيل مجدداً إلى نفي تعرضها للخداع الاستراتيجي على يد القيادات العربية وفي مقدمتها الرئيس المصري آنذاك أنور السادات الذي أعطى أهمية بالغة لهذا البعد في الحرب.

وقال أستاذ العلوم السياسية في جامعة حيفا والخبير الإسرائيلي في شؤون المخابرات بروفيسور أوري بار جوزيف، في كتاب أصدره حديثاً بعنوان: «الملاك: الجاسوس المصري الذي أنقذ إسرائيل» أن أشرف مروان، الذي كان أحد مساعدي السادات اتصل في وقت متأخر من أصيل يوم الخميس الرابع من أكتوبر 1973 هاتفياً برقم في لندن ..

وقال إنه يريد أن يتحدث مع ألكس عن الكثير من المواد الكيماوية، وهو رمز متفق عليه ويعني أن الحرب توشك أن تندلع في الشرق الأوسط. وأكد المؤلف الإسرائيلي مجدداً أن إسرائيل لم تقع في شبكة الخداع التي أعدتها لها القيادات المصرية، وأن أشرف مروان كان يعمل لحساب إسرائيل، في محاولة إسرائيلية جديدة لنفي وقوعها في هذه الشبكة.

وأوضح أوري بار جوزيف أن أشرف مروان قدم لإسرائيل معلومات بالغة الأهمية عن خطط المعركة بما في ذلك 38 دقيقة من القصف المكثف على النقاط الحصينة الإسرائيلية وعبور خمس فرق مصرية قناة السويس. وكذلك بعض التصورات الاستراتيجية، وأهمها أن مصر لن تخوض الحرب إلا بعد حصولها على طائرات وصواريخ سوفييتية متقدمة، وهو ما اصطلحت إسرائيل على تسميته باسم «المفهوم».

غير أن المصادر العسكرية المصرية تؤكد أن ابتلاع إسرائيل لـ «المفهوم» على يد مروان كان أحد الأسباب الرئيسية في سقوطها في شبكة الخداع الاستراتيجي العربية.

ويطرح الكتاب الإسرائيلي التساؤل التالي: ما هو تأثير أشرف مروان المباشر على نتيجة القتال في الحرب؟ ويشير إلى أنه في ضوء الاتصال الذي أجراه مروان هاتفياً لتعطيل الاستدعاء الإسرائيلي لقوات الاحتياط أربع ساعات على الأقل، فإن ذلك أتاح للقوات السورية الوقت الكافي للوصول إلى منعطف مهم في هضبة الجولان يتيح لها حسم المعركة على الجبهة الشمالية لصالحها.

غير أن الخبراء الدوليين يجمعون على أن مروان لعب دوراً بالغ الأهمية في إيقاع إسرائيل وأنه كان يتصرف بتوجيه مباشر من السادات. وقالت صحيفة «وول ستريت جورنال» الأميركية في عرضها للكتاب، إن «المفهوم» الذي ساهم أشرف مروان في بلورته عن نوايا مصر قبيل الحرب كان دقيقاً.

ولكن المصريين استخدموه للتلاعب بمواقف القيادة العسكرية الإسرائيلية وتأهبها للقتال، الأمر الذي أدى في النهاية إلى نتائج كارثية بالنسبة لإسرائيل في مقدمتها مصرع 2500 ضابط وجندي إسرائيلي على الأقل في الحرب.

وأشارت الصحيفة الأميركية إلى أن إسرائيل كان يمكن أن تتخذ قرارات أكثر دقة لولا تعرّضها للتضليل على يد أشرف مروان الذي وصفه أحد قادة جهاز الموساد بأنه ظاهرة لا تحدث إلا مرة كل ألف عام، من دون أن يدري أنه كان أداة أساسية لمصر لتوريط إسرائيل في حرب يجمع القادة الإسرائيليون على أنها كانت كارثية على تل أبيب.

Email