تقارير "البيان":

لبنان.. الفراغ سيد المكان ومصر على خط الأزمة

■ سلام مجتمعاً مع وزراء حكومته في بيروت | دالاتي ونهرا

ت + ت - الحجم الطبيعي

تستمر حالة الجمود السياسي في لبنان ولا يبدو من أفق للخروج منها طوال ما تبّقى من شهر أغسطس، فالأنظار متجهة وبشكل كبير نحو موعد انعقاد طاولة الحوار في الخامس من سبتمبر المقبل، والذي يؤمل أن يحمل نوعاً من الانفراج، تبعاً للحراك الإقليمي المتفاعل على صعيد الأزمة في سوريا بين كل من أنقرة وطهران وموسكو، وكل ما عدا ذلك لا يخرج وفق مصادر، عن عملية إلهاء للرأي العام واستهلاك للمواقف، إذ لا تزال الأبواب موصدة أمام الاستحقاق الرئاسي وملفات أخرى أبرزها قانون الانتخاب. ولا تستبعد المصادر إمكانية حدوث اختراق يتّصل بتمرير التعيينات الأمنية تحت ضغط الضرورات الطارئة على جبهة المواجهة العسكرية مع المتطرّفين على حدود مع سوريا.

تحرّك مصري

ووسط الآفاق المقفلة والمعالجات المتعثرة، برز مسعى مصري لتحريك الجمود، إذ يمكن أن تعطي زيارة وزير الخارجية المصري سامح شكري إلى بيروت الثلاثاء المقبل، مؤشّراً إلى نوع من الضغط العربي لتحريك مسألة الاستحقاق الرئاسي وصولاً إلى إنهاء الفراغ.

في السياق، علمت «البيان» أن الخطوة المصرية تأتي بعد تأجيلها مرتين، وتلقى دعماً من فرنسا، فيما أعلن السفير المصري محمد بدر الدين أنّ زيارة شكري تأتي في توقيت مهمّ للغاية، وستؤكّد على معان عدّة وتوجّهات محدّدة، أهمّها ضرورة إنهاء الفراغ الرئاسي وتأكيد العلاقات التي تربط مصر بكلّ مكوّنات لبنان.

تمديد بالتقسيط

إلى ذلك، علمت «البيان» أنّ التعيينات العسكرية أو التمديد لقيادات عسكريّة، ستمرّ بالتقسيط أسبوعاً بعد آخر، قبل منتصف سبتمبر، فتكون الدفعة الأولى خلال أغسطس بتعيين الرئيس الجديد لأركان الجيش، يليها تعيين الأمين العام لمجلس الدفاع الأعلى، على أن يُبتّ في الدفعة الأخيرة التمديد لقائد الجيش العماد جان قهوجي، والذي تشير مجمل المعطيات إلى تعذّر تعيين قائد جديد مكانه نظراً لاستمرار أزمة الفراغ الرئاسي، وعدم ممانعة معظم القوى في التمديد عاماً أخيراً.

تعويل ورهانات

وفي خضمّ رتابة المشهد السياسي الغارق في قلّة الإنجازات ومتاهات المنطقة والحسابات الإقليمية، أكّدت أوساط رئيس مجلس النواب نبيه برّي لـ«البيان» استمراره في التعويل على الحوار الوطني، والذي يفرض نفسه وسط رهانات على تحريك عجلة عمل المؤسّسات، مشيرة إلى أنّ موعد 5 سبتمبر المقبل، الذي حدّده برّي ليتسلّم من القوى السياسية أسماء ممثّليها للجنة إنشاء مجلس الشيوخ، قد لا يشكّل الأولويّة الملحّة أمام الأولوية الجديدة - القديمة بإنتاج قانون انتخابي جديد.

وفيما لا يبدو الجمود الذي أصاب المشهد الداخلي على موعد مع نهاية وشيكة، في ظلّ الإجازة الطويلة التي اقتطعتها القوى السياسية، أقلّه حتى موعد جولة الحوار، رأت مصادر مطلعة أنّ ما تبقّى من هذه الإجازة لا يبشرّ بأيّ ملامح انفراج في الجولة المقبلة من الحوار، ما دامت المعطيات لا تتبدّل ولا تبدو قابلة لأيّ اختراق.

ملف تمديد

على صعيد آخر، علمت «البيان» من مصادر مطلعة، أنّ ملفّ التعيينات العسكرية قد وضِع على نار حامية، وأنّ البارز فيها موضوع التمديد لقائد الجيش العماد جان قهوجي، الذي ينتظر مبادرة وزير الدفاع سمير مقبل في هذا الشأن، لاسيّما أنّ هناك بعض الصيغ التي يتمّ تداولها لإخراج هذا الأمر.

ولفتت المصادر إلى أنّ اعتراض التيار الوطني الحرّ على التمديد لقائد الجيش قد لا يكون عائقاً أمام قرار التمديد، في ظلّ شبه إجماع القوى السياسية عليه تجنّباً للفراغ في رأس المؤسّسة العسكرية، لاسيّما مع استحالة تعيين قائد جديد للجيش في غياب رئيس الجمهورية.

وشدّدت مصادر وزارية لـ «البيان» على أنّه وفي ظل غياب التوافق على تعيين قائد للجيش، فإنّ التمديد له في الظروف الراهنة يبقى وارداً، مشيرة إلى عدم وجود أكثرية وزاريّة ممانعة للتمديد لقهوجي الذي أثبت امتلاكه استراتيجية لمواجهة الإرهاب، ما يجعل التمديد يبقى أفضل الخيارات الممكنة.

Email