بقايا الأذرع المتطرفة لا تزال تشكل خطراً

الأمن يواصل كسر شوكة الإرهاب في مصر

تعزيزات أمنية في سيناء

ت + ت - الحجم الطبيعي

دأبت قوات إنفاذ القانون في مصر منذ ثورة 30 يونيو 2013 وحتى الآن على تنفيذ عمليات قاصمة استهدفت البؤر والعناصر الإرهابية في العاصمة القاهرة والمحافظات، لاسيما شمال سيناء، ونجحت هذه الضربات في كسر الجماعات الإرهابية وتقليص خطورتها، إلا أن «بقايا» لهذه الأذرع الإرهابية تُشكل خطرا.

وبقايا الأذرع الإرهابية المنتشرة في عمق المحافظات المصرية، التي يعتبرها مراقبون «خلايا نائمة»، هي «المخزون الاستراتيجي» للجماعات الإرهابية التي تستخدمها من آن لآخر في تنفيذ عمليات خاطفة في المحافظات ثم العودة سريعاً إلى قواعدها ومناطق تمركزها وسط الأهالي في هذه المحافظات، بعيداً عن أعين الأمن، لاسيما وأن كثيراً منهم من غير المعروف انتمائهم إلى أي تنظيمات، وبالتالي يتعايشون وسط الأهالي بصورة طبيعية، بما يصعب مهمة الإيقاع بهم.

بقايا

محافظة الجيزة التي تعتبر ثاني أكبر المحافظات المصرية من حيث عدد السكان، حيث يقطنها نحو ثمانية ملايين نسمة، تزخر بتشكيلة منوعة من «بقايا الأذرع الإرهابية»، فيها عناصر منتمية إلى تنظيم أجناد مصر الذي نجحت قوات الأمن في تصفية قائده في أبريل 2015، والإيقاع بخلاياه، بينما لم يتبق سوى «فلول التنظيم» وأذرعه النائمة في المحافظة ذاتها التي تعد معقل «أجناد مصر».

كما إن المحافظة تشهد تواجداً لعناصر متطرفة وفصائل إخوانية، ويشير إليه الباحث في شؤون الجماعات المتطرفة كمال حبيب، الذي يقول في تصريحات خصوصاً لـ «البيان» إن محافظة الجيزة، على سبيل المثال، فيها بعض بقايا التنظيمات الإرهابية، مثل تنظيم «أجناد مصر» الذي انتهى فعلياً بفعل عمليات أجهزة الأمن، لكن من المرجح أن يكون هناك بعض الأفراد ذوو الصلة بالتنظيم وآخرون لديهم صلة بتنظيم داعش يعملون بشكل غير منضبط لاستهداف رجال الأمن والقيام بعمليات إرهابية.

ويتابع: «كما أن هناك العديد من العناصر الشبابية الإخوانية في مدن المحافظة وضواحيها من أولئك الذين يرفضون فكرة السلمية ويؤمنون بمبدأ العنف، وبالتالي يتخذون خطوات وإجراءات تصعيدية وعمليات إرهابية غير محسوبة وأعمالاً فيها نوع من الشطط»؛ ومن ثم فإن محافظة الجيزة تحفل بتواجد للعناصر الإرهابية المختبئة وسط الأهالي ويتم استخدامهم في تنفيذ عمليات خاطفة مثل عملية محاولة اغتيال مفتي الديار السابق فضيلة الشيخ الدكتور علي جمعة.

بؤر

والجيزة، بحسب الدكتور كمال حبيب، تحتوي على بعض البؤر والمناطق الخطيرة، لاسيما في مناطق كرداسة وناهيا، وفيها مناطق بالصيغة الأمنية تأتي في إطار «حزام الخطر»، كما أن فيها بقايا لعناصر تنظيم الجهاد القديم وعناصر الإخوان بكثافة كبيرة جدًا يقومون بعمليات عشوائية غير محسوبة أو غير مخطط لها بالشكل الكافي وتتسم بالخطورة في الوقت ذاته.

ورغم هدوء الأوضاع النسبية في محافظات مصر مقارنة بالأعوام الماضية، فإنه تظهر هناك من آن لآخر عمليات خاطفة ومحاولات لزرع عبوات ناسفة، تشير أصابع الاتهام فيها إلى بقايا هذه التنظيمات التي لم يتم إلقاء القبض على عناصرهم ويستخدمون كخلايا نائمة تنشط في فترة من الفترات ثم تعاود السكون حتى تنفيذ عمليات تالية.

تحذير

وفي هذا الإطار، حذّر الخبير العسكري والاستراتيجي اللواء علاء عز الدين من ضلوع بقايا العناصر الإرهابية في شمال سيناء والمحافظات في تنفيذ عمليات إرهابية مخطط لها تستهدف إثبات التواجد وإعطاء دفعة معنوية لعناصر التنظيمات المتطرفة في مصر، لاسيما عقب حالة الوهن الممزوجة بالإحباط التي أصابت هذه العناصر عقب الضربات القاصمة التي تلقوها من قبل الأجهزة الأمنية خلال الفترات الماضية.

ادوار

تحدث مراقبون عن وجود عناصر تابعة للتنظيمات المتطرفة ينتشرون في المحافظات دون أن يكون معروفاً انتماؤهم إليها ويقومون بمحاولة استقطاب عناصر جديدة لتقوية هذه التنظيمات، ونشر الشائعات، في محاولة من أجل نزع ثقة المصريين في السلطات الحاكمة، وأخيرًا تنفيذ عمليات خاطفة.

Email