قضية الجنود المفقودين تشعل غضب الإسرائيليين

جدار الصمت الإسرائيلي تجاه الجنود المفقودين بدأ يتهاوى بعد سكوت دام أكثر من عامين

ت + ت - الحجم الطبيعي

تسود حالة من الغليان في الشارع الإسرائيلي، جراء تصاعد الفعاليات الاحتجاجية التي تقوم بها عائلات جنود الاحتلال الأسرى لدى المقاومة في قطاع غزة خلال الأيام الماضية، وتهاوي جدار الصمت الإسرائيلي تجاه القضية بعد سكوت دام أكثر من عامين، التي زادت حدتها بعد اتفاق المصالحة الإسرائيلية التركية، وعدم تضمين المصالحة قضية الجنود.

غليان وتهاو جاء مصاحباً لقرار جيش الاحتلال بتغيير توصيف جنوده الذي أعلن عن مقتلهم في عدوان غزة الأخير بأنهم مفقودين وليس قتلى، تبعه قرار رئيس هيئة الأركان بجيش الاحتلال غادي ايزنكون بإلغاء قانون «هنيبعل» من أوامر الجيش، الذي يسمح بقتل الجندي عند أسره في المعركة، بعد الفشل في منع سقوط الجنود أسرى لدى المقاومة.

إثباتات

وفجرت والدة الجندي الأسير بقطاع غزة ارون شاؤول قنبلة مدوية، عندما أكدت أن ابنها ما زال حياً وان لديها إثباتات على ذلك بعكس ما تتحدث حكومة الاحتلال، الذي لا يزال يخفي المعلومات عن ذوي الجنود المفقودين في غزة. وقالت في مؤتمر صحفي: «أنا كأم أشعر بأن ابني حي، وأمتلك أدلة قاطعة، والآن لن أعطي شيئاً، ولكن سأقدم الأدلة بالوقت المناسب».

وجاءت هذه التصريحات بعد أقل من شهرين من تصريحات عائلة الضابط الإسرائيلي المفقود في غزة هدار جولدن، حيث هددت بإحداث زلزال شعبي في حال لم تعمل إسرائيل على إعادة ابنها، وتزامن التصعيد وقلب الطاولة على رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو عقب اتفاق المصالحة الإسرائيلي التركي.

المحلل السياسي المتخصص في الشأن الإسرائيلي إبراهيم جابر، قال إن عائلات الجنود الإسرائيليين بدأت تفقد صبرها تجاه سياسة إسرائيل في التعامل مع أبنائهم، وأن الأمور تتجه للتصعيد الشعبي في إسرائيل، لأن الجيش والمؤسسات الرسمية فشلت بإحراز تقدم في هذا الملف.

ضغط

وأوضح أن عائلات الجنود المفقودين يرون أنه دون ضغط شعبي على قادة الاحتلال فلن يكون هناك أي تحرك رسمي إسرائيلي، كما أن العائلات تخشى من تكرار سيناريو الأسير الإسرائيلي السابق جلعاد شاليط، ولعب عامل الوقت دون أي نتيجة، وبناء على ذلك تحركت العائلات لنقل الملف من مرحلة الصمت الرسمي إلى مرحلة العمل والدفاع باتجاه تحرير أبنائهم.

وتتعامل حكومة الاحتلال ببرود مع هذه القضية مستغلة عامل الوقت من أجل إنجاح منح فرصة للأجهزة الاستخباراتية للحصول على أي معلومة عن الجنود، كما حدث تماماً مع الجندي السابق شاليط، ولكن الشارع الإسرائيلي يسير عكس ما ترغب به الحكومة باقترابه من الغليان شيئاً فشيئاً، ما ينذر بتهاوي جدار الصمت.

من جهته، قال المحلل السياسي أكرم عطالله، إن حديث والدة الجندي شاؤول بداية لكسر صمت الشارع الإسرائيلي الذي تخشاه حكومة الاحتلال، وهو ذاته الذي شكل عامل الضغط الأبرز على نتانياهو وأجبره على إتمام صفقة تبادل مع المقاومة لإطلاق سراح الجندي شاليط سابقاً.

صفقة

قال الكاتب المختص في الشأن الإسرائيلي د. عمر جعارة إن صفقة تبادل الأسرى بدأت مسارها الحقيقي، وستتضمن قريباً الإفراج عن آلاف الأسرى الفلسطينيين، لاسيما أن الإسرائيليين يتحدثون في إعلامهم عن أسرى ومفقودين وجثث، وكلما زاد الضغط الذي يمارسه الشارع الإسرائيلي وعائلات المفقودين، فنحن نقترب أكثر من إنجاز صفقة تبادل ويسرع بتحقيقها بكل يقين.

وبحسب الإعلام الإسرائيلي توافد إلى الخيمة التي نصبها عوائل الأسرى وزراء في حكومة الاحتلال وشخصيات بارزة ورئيس وأعضاء الكنيست، وعزموا ألا يعودوا إلا بعودة أبنائهم من قطاع غزة، وهذا يمثل ضغطاً حقيقياً على حكومة نتانياهو.

Email