تقارير البيان

مأساة غزة تتفاقم و«الأونروا» تعاني مالياً

ت + ت - الحجم الطبيعي

تعاني الوكالة الدولية لغوث وتشغيل اللاجئين «الأونروا» من أزمة مالية قد تؤدي مجدّداً لتعطيل الخدمات الإنسانية التي تقدمها المنظمة في مناطق عملياتها في فلسطين ولبنان وسوريا والأردن، حيث يقدر العجز بـ 74 مليون دولار. وتبذل جهود من جانب الوكالة لجلب الأموال خلال الأسابيع المقبلة ليتم افتتاح العام الدراسي من دون معوّقات.

وقال المستشار الإعلامي للمنظمة في غزة عدنان أبو حسنة: «لا نريد أن نصل للعام الدراسي الجديد بأزمة مالية تعطل المسيرة التعليمية في مناطق عمليات الأونروا، لذلك نعمل على توفير الأموال من المانحين، لنتمكن من مواصلة خدماتنا التي يعتمد عليها اللاجئون بشكل أساسي، لا سيما في القطاع الذي يتعرض لحصار خانق منذ أكثر من 10 أعوام».

وأرجع أبو حسنة سبب الأزمة المالية للمشاريع الضخمة والكبيرة التي تنفذها المنظمة والتي كلفت وتكلف مليارات الدولارات، وزيادة الخدمات والمشاريع نتيجة ازدياد حاجات وأعداد اللاجئين بالإضافة للأزمة في سوريا والعراق واليمن، حيث عملت الأونروا على تقليص رحلات السفر لتخفيف الأزمة المالية للمنظمة.

حصار مستمر

وحول مأساوية الوضع في قطاع غزة الذي سيصبح مكاناً غير صالح للسكن عام 2020 حسب تقدير صادر عن الأمم المتحدة قال أبو حسنة: «غزة تتعرض لحصار مستمر منذ أكثر من 10 أعوام وهناك انهيار على جميع المستويات الحياتية، يرافقه ارتفاع البطالة بنسبة 41 بالمائة بصفة عامة و60 بالمائة في فئة الشباب، وهناك منع لحرية الحركة ومنع التصدير ومياه غير صالحة للشرب وهواء ملوث وتربة ملوثة، وكل هذه الأمور تجعل غزة في حالة تدهور دراماتيكي».

وأوضح أبو حسنة بأن 80 بالمائة من سكان القطاع يعتمدون على المساعدات وهذا الرقم مرشح للزيادة ليصل إلى 90 بالمائة خلال شهر أو شهرين، وتقدم الأونروا مساعدات لقرابة 960 ألف لاجئ في القطاع، ومن المتوقع أن يصل هذا الرقم إلى نحو مليون لاجئ خلال الفترة المقبلة.

إعادة الإعمار

وانتقد أبو حسنة عدم توفير الأموال التي طلبتها منظمة الاونروا بمؤتمر القاهرة لإعادة أعمار غزة في أكتوبر 2014، وقال: «طلبنا 724 مليون دولار بمؤتمر القاهرة، وللآن بعد نحو عامين لم نحصل إلا على 247 مليون دولار فقط وهذه كارثة حقيقية».

وحذر من أن الوضع في غزة مرجح للتدهور أكثر فأكثر «في ظل تراكم خطير في نفوس السكان، وهذا قد يؤدي لانفجار لا نعرف كيف وأين؟ وليس من وظيفتنا أن نحدد الاتجاه، ولكن نحن لا نستبعد ذلك، بعدما أصبحت الحياة تتساوى مع الموت، فمن يملك مليون دولار ومن يملك دولار يعاني نفس المعاناة ويمنع من السفر، في ظل القيود على الحركة».

وقال: «قطاع غزة هو الأخطر والأكثر اصطفافاً والأكثر ازدحاماً في العالم، يعاني من مشاكل مركبة ومتراكمة ستؤدي حتماً إلى حدث كبير قد يكون عنفاً، لكن لا نعرف كيف وفي أي اتجاه؟ ولكن نشعر ونلمس من خلال الباحثين والموظفين في اونروا الذين يرصدون أوضاع سكان القطاع».

Email