تقارير «البيان»

معبرا رفح وبيت حانون يجسدان مأساة أهالي غزة

ت + ت - الحجم الطبيعي

على أعتاب معبري رفح جنوب قطاع غزة، وبيت حانون (ايريز) شمال القطاع تنقلب حياة أغلب سكان قطاع غزة وتتحطم آمالهم وأحلامهم بسبب إغلاق معبر رفح لفترات طويلة، وعدم الحصول على تصاريح سفر كافية وبسهولة عبر معبر بيت حانون مع إسرائيل، ما أدى لوفاة الكثير من المرضى لعدم تمكنهم من التوجه خارج القطاع لتلقي العلاج، لفقدان مستشفيات غزة للطواقم المختصة لإجراء عمليات كبيرة.

ففي كل مرة تسمح فيها السلطات المصرية بفتح بوابة معبر رفح البري بعد أشهر طويلة من الإغلاق بسبب الأوضاع الأمنية في شبه جزيرة سيناء، تبدأ المعاناة من جديد أمام البوابة السوداء التي تتجسد أمامها مأساة سكان قطاع غزة، فهناك يصارع الطفل ووالدته من أجل الدخول للالتحاق بأسرهم، وشاب يحاول أن يبدأ حياته من جديد بمجرد خروجه من بوابة القطاع، وآخر اقترب من فقدان عمله في الخارج نتيجة تأخره عن موعد العمل لأيام وربما لأسابيع وأشهر.

فلم يتوقع الشاب أحمد دلول أن يفقد عمله في دولة خليجية بعدما كان يعمل مديراً لشركة تكييف وتبريد هناك، وذلك بعدما حصل على إجازة لمدة شهر لزيارة أهله في غزة، ولكن الحصار فرض عليه أن يقبع داخل أسوار القطاع لأكثر من عام، بانتظار وصول اسمه لقائمة الانتظار للسفر عبر المعبر.

أمل

واستبدل الأمل باليأس ولم يتخيل أن تنقلب حياته من جديد، بعدما قدمت له شركة أخرى مغريات كثيرة لإدارتها ورفض جميع العروض، ولكن إغلاق معبر رفح أنهى عمله كلياً وتم استبداله بموظف آخر لتأخره.

أحمد هو نموذج واحد من آلاف النماذج من الشباب التي بدأت تهاجر من غزة من أجل البحث عن الحياة خارج أسوار القطاع، كما أن هناك آلاف النماذج التي تشابه أحمد بفقدانهم لوظائفهم في الخارج نتيجة عدم قدرتهم على السفر من معبر رفح.

أما فادي أحد المسافرين الذين ينتظرون السماح لهم بالسفر عبر بوابة رفح، تعاني زوجته من أورام في الغدة الدرقية، قال: «كل ستة شهور يجب أن أغادر عبر معبر رفح إلى مستشفى في مصر لأعالج زوجتي، وأنا مسجل من فترة طويلة في وزارة الداخلية في غزة التي تسيطر عليها حركة حماس، ولأربع مرات جددت التحويلة الطبية وحتى اللحظة لم أغادر وكل مرة يقولون اسمك غير مدرج».

وتساءل: «لماذا لا يوجد حل. كان في السابق قبل استيلاء حماس على غزة بالقوة، تأخذنا سيارة الإسعاف من المستشفى إلى الجانب المصري من المعبر مباشرة من دون مشكلات، والآن الأمور فوضى».

معبر بيت حانون

أما أم أحمد منصور مسنة مريضة بالسرطان، فتقول إن معاناتها كبيرة جراء مرضها، وأضافت: «أربعة شهور انتظر وبمعاناة حصولنا على التحويلة الطبية، وبمعاناة أخرى حصلنا على عدم ممانعة من السلطات الأردنية وتم الحجز للسفر، وقدمت التصاريح للشؤون المدنية للسفر عن طريق معبر بيت حانون (ايريز) مع الجانب الإسرائيلي، ولكن لم يتم الموافقة لنا بالسفر، وفي كل يوم يزداد الورم ويتطور، وأنا احتاج لعملية استئصال سريعة حتى لا ينتشر المرض في جسدي».

مباحثات

قال القيادي في حركة فتح يحيي رباح، إن ملف إغلاق معبر رفح تم بحثه بشكل موسع مع القيادة المصرية خلال زيارة الرئيس محمود عباس الأخيرة إلى مصر، وأبدت الأخيرة رغبتها بفتح المعبر بشكل مستمر، ولكن بشرط تولي السلطة الفلسطينية المسؤولية الإدارية والأمنية على المعبر، باعتبارها السلطة الشرعية، ولن تتعامل مع سلطة الأمر الواقع في قطاع غزة.

Email