"النهضة" تطلب تمثيلاً يناسب وزنها الانتخابي

الشاهد نحو الإبقاء على قيادات الأمن التونسي

ت + ت - الحجم الطبيعي

دخل الحراك في تونس مراحل جديدة، ففيما قرّر رئيس الحكومة المكلّف يوسف الشاهد الإبقاء على القيادات الأمنية وإعادة المبعدين منذ سنوات، طالبت حركة النهضة بحجم تمثيل يناسب وزنها الانتخابي.

وعلمت «البيان» أن رئيس الحكومة المكلف يوسف الشاهد قرّر الإبقاء على مدير الأمن الوطني عبد الرحمن الحاج علي وكبار المسؤولين الأمنيين في مناصبهم، بعد النجاح الذي تحقق خلال الأشهر في المعركة ضد الإرهاب، ووعد بإعادة عدد من القيادات الأمنية السابقة إلى عملها التي استبعدت منه في 2011 و2012.

ووفق مصادر مطلعة، فإن الشاهد تلقى إشارات ضمنية من الرئيس الباجي قائد السبسي بضرورة الإبقاء على القيادات الأمنية وعدم المساس بها خلال التشكيل الحكومي الجديد. على صعيد متصل، كشفت مصادر مطلعة لـ«البيان» عن أنّ الرئيس السبسي بصدد إحداث تغييرات في فريقه الرئاسي من أجل إدخال تعيينات جديدة في قصر قرطاج خلال أيام قلائل.

مطالب

في الأثناء، أوضح رئيس حركة النهضة راشد الغنوشي، أن حركته تطالب بتمثيل في حكومة يوسف الشاهد أكثر من الذي حظيت به في حكومة الحبيب الصيد، بما يعكس حجمها وفق بحسب نتائج انتخابات أكتوبر 2014.

وأضاف الغنوشي: «سنعمل على إنجاح حكومة الشاهد سواء كنّا فيها أو خارجها»، مضيفاً أنّ حركته التي تمتلك الكتلة الأولى بالبرلمان «69 نائباً» لا تطالب بأن يكون وزنها الأول في الحكومة، بل أن يكون وزنها الثاني وفق ما حققت في انتخابات 2014 وليس العاشر، على حد قوله.

وأردف الغنوشي: «لم نعد نقبل مشاركة رمزية غير مؤثرة، لم يعد هناك مبرر لهذه المشاركة الرمزية، مصلحة تونس أن تكون الأحزاب ممثلة وأن تتحمل مسؤوليتها كاملة حتى يحاسبها الشعب على ما قدمته، ولا يمكن أن نحملها مسؤولية ما يقدمه مجموعة من التكنوقراط أو المستقلين، وهذه هي الديمقراطية، هي حكم الأحزاب».

من جهته، قال الناطق باسم حركة النهضة عماد الحمّامي، إنّ الحركة تتوقع أن يكون تمثيلها أكبر في حكومة الوحدة الوطنية المقبلة، مشيراً إلى أنّ حكومة يوسف الشاهد المُقبلة مطالبة باجتثاث الإرهاب ومحاربة الفساد، مؤكداً أنّها لن تستطيع حل جميع مشاكل التونسيين قبل الانتخابات البرلمانية المقبلة في 2019. ونفى الحمّامي ما أُشيع حول تخلي حركته عن الحبيب الصيد بعدما أكدت دعمها اللامحدود له، مشيراً إلى أن الحكومة السابقة بلغت مداها، ولا مانع من تكليف الصيد بمهام أخرى مستقبلاً.

استبعاد

وفيما يواصل رئيس الحكومة المكلّف مشاوراته لتوزيع الحقائب الوزارية، أعلن المكتب السياسي لحزب آفاق تونس، أحد أحزاب الائتلاف الحاكم، أنه قرر عدم إشراك رئيسه ياسين إبراهيم في الحكومة القادمة، ودعاه إلى التفرغ كلياً لدعم بناء الحزب والتحضير للاستحقاقات السياسية المقبلة. وأوصى الحزب فريقه المفاوض بمواصلة التشاور مع رئيس الحكومة المكلف وبقية الأحزاب والمنظمات الوطنية، مشدّداً على ضرورة الاتفاق حول التشكيل الحكومي الجديد، وتعزيزه بكفاءات حزبية وسياسية بعيداً عن الترضيات.

رفض

في المقابل، أكد المجلس المركزي لائتلاف الجبهة الشعبية اليساري، رفضه دعوة الشاهد لعقد لقاء مع ممثليها. وأكّد المجلس في بيان أنّ الجبهة لا ترى أي فائدة في هذا اللقاء الشكلي الذي يتعلق بهيكلة وتشكيلة حكومة الرباعي الحاكم الجديدة.

أولويات

كشف رئيس الحكومة المكلّف يوسف الشاهد أنّ تونس تمر بمرحلة دقيقة تحتاج قرارات استثنائية وتضحيات، مشيراً إلى أنّ أولويته ستكون مكافحة الفساد وكسب الحرب على الإرهاب ودفع النمو وإيجاد توازنات مالية. وأكّد الشاهد أنّه سيصارح التونسيين بحقيقة الوضع المالي والاقتصادي للبلاد.

Email