استراتيجية «الكمائن والهجمات» تكبّد النظام خسائر في الغوطة الشرقية

المعارضة تُفشل محاولات تقدّم الأسد في حلب

ت + ت - الحجم الطبيعي

باءت محاولات نظام الأسد ومسانديه في استعادة ما فقدوا من مناطق في حلب بالفشل الذريع، بعد أن صُدت مساعيهم وتكبّدوا خسائر فادحة رغم القصف الروسي الداعم.

وفيما انتهجت المعارضة استراتيجية جديدة في الغوطة الشرقية، قوامها نصب سلسلة من الكمائن والهجمات أسفرت عن مقتل العشرات من جنود النظام، كشف المجلس العسكري في درعا عن جهود تبذل لإحياء الجبهة الجنوبية، داعياً إلى استغلال حالة الانهيار التي يعانيها جيش الأسد.

وأعلنت غرفة عمليات فتح حلب وجيش الفتح، أنّ قوات النظام والمليشيات التابعة لها منيت بخسائر كبيرة في محاولاتها التقدم لاستعاد السيطرة على المناطق التي خسرتها خلال معارك فك الحصار، مشيرة إلى أنّها صدت تقدمها في كل الاتجاهات رغم الغطاء الجوي الروسي.

ولفت ناشطون في ريف حلب الغربي إلى أنّ قوات الأسد لا تزال تحاول استعادة السيطرة على المناطق التي خسرتها.

مشيراً إلى اندلاع اشتباكات في عدة محاور بين جيش الفتح وفصائل من المعارضة وبين قوات النظام، لاسيّما في مناطق جنوب شرق الراموسة، موضحين أنّ قوات النظام تحاول استدعاء أرتال عسكرية من حماة عبر طريق خناصر، لتشتيت قوات المعارضة على أكثر من محور، وحاولت التقدم عن طريق محور حندرات شمالي المدينة لكنها فشلت.

في الأثناء، شنّت طائرات روسية وسورية غارات مكثّفة على مواقع مدنية في حلب وريفها صباح أمس. ووفقاً لمصادر في الدفاع المدني، فقد قتل 13 شخصاً بقصف الطيران الحربي على حيي كرم النزهة والصاخور وتل الزرازير بمدينة حلب.

وفيما أشارت مصادر مطلعة إلى أنّه تم تحضير قوافل إنسانية جديدة من إدلب، إلّا أنّ فصائل المعارضة لم تعط الضوء الأخضر لانطلاقها لدخول حلب إلى حين تأمين الطريق.

تحذير أممي

في السياق، حذّرت الأمم المتحدة من أنّ ما يفوق مليوني شخص معرضون للحصار في حلب، داعية إلى هدنة إنسانية لتوفير ممرات آمنة إلى المدينة التي تتعرض للقصف الكثيف وتشتد الاشتباكات عند أطرافها.

وكشف منسّق الشؤون الإنسانية للأمم المتحدة في سوريا يعقوب الحلو، والمنسّق الإقليمي كيفن كينيدي، في بيان، عن أنّ مليوني مدني يخشون الحصار في حلب، بمن فيهم نحو 275 ألف شخص محاصرون في الأحياء الشرقية الواقعة تحت سيطرة فصائل المعارضة.

وطالبت الأمم المتحدة في الحد الأدنى بوقف تام لإطلاق النار أو هدنة إنسانية أسبوعية من 48 ساعة للوصول إلى الملايين من الناس الذين هم في أمسّ الحاجة في كل أرجاء حلب، وإعادة تموين مخزونهم من الطعام والأدوية الذي تدنى إلى مستوى الخطر.من جهتها، قالت منظمة الأمم المتحدة للطفولة إن هناك نحو مليوني شخص في حلب لا تصلهم مياه الشرب بسبب استمرار المعارك. وأكدت أن جميع أنحاء المدينة تعيش بدون مياه نقية منذ أربعة أيام.

استراتيجية قتال

إلى ذلك، كشف قيادي سوري في جيش الإسلام في الغوطة الشرقية بريف دمشق، أمس، عن استراتيجية جديدة اتبعها الثوار، تستهدف تكبيد النظام والميليشيات التابعة له أكبر خسائر بشرية في الغوطة، عبر شن سلسلة من الكمائن والهجمات، والعودة إلى القواعد.

وأكد عضو المكتب السياسي في جيش الإسلام محمد بيرقدار، أنّ جيش الإسلام دشن معركته الجديدة عبر هجمات انغماسية منسقة استهدفت مواقع عسكرية قرب كازية المرج والنقاط المجاورة لها، الواقعة على الطريق الرئيسي للغوطة الشرقية، إلى جانب تمركزات ميليشيا حزب الله بمحيط مطار مرج السلطان العسكري.

مشيراً إلى أنّ «العملية خلفت نحو 25 قتيلاً في صفوف قوات النظام وميليشيا حزب الله، حيث تمت السيطرة على عدة نقاط في العملية، قبل أن ينسحب مقاتلو جيش الإسلام إلى قواعدهم في عمق الغوطة».

وتوعد عضو المكتب السياسي القوات النظامية وميليشيا حزب الله بالمزيد من هذه العمليات الانغماسية، لافتاً إلى أنّ العملية التي تمّ تنفيذها مجرد نزهة في مقابل العمليات التي ستنفّذ خلال الفترة المقبلة.

وعيد بالهزيمة

من جهته، أكد قيادي في المجلس العسكري في محافظة درعا العميد عبدالهادي الساري، أنّ الحالة المعنوية لقوات النظام مزرية، موضحاً أنّ انتصارات جيش الفتح في محافظة حلب، وتمكّنه من كسر الحصار المفروض على أجزاء منها، ألحق هزيمة عسكرية ومعنوية بقوات الأسد وحلفائه.

وأوضح الساري في تصريحات صحافية، أمس، أن جهوداً تبذل على نطاق واسع لإحياء الجبهة الجنوبية، تزامناً مع تقدم الثوار في محافظة حلب ومدنها وقراها، موضحاً أنّ الفرصة مواتية تماماً لمهاجمة النظام من الجبهة الجنوبية، وإلحاق هزيمة مدوية به، خصوصاً في ظل الجاهزية الشعبية لمعركة تكون بمثابة ملحمة كبرى لتحرير الجنوب السوري.

وحشية

نفى وزير الخارجية الألماني فرانك-فالتر شتاينماير، عدم بذل ما يلزم من الجهود لحل النزاع السوري. وقال شتاينماير في مقابلة مع صحيفة «بيلد» الألمانية، في إشارة إلى نظرائه الدوليين: «ماذا نفعل إذاً ليل نهار؟ إننا نبحث دون انقطاع عن طرق تدفع أطراف النزاع إلى المفاوضات».

موضحاً أن هذا أمر شاق للغاية، لكن لا يلوح في الأفق حل آخر على حد تعبيره.  وذكر شتاينماير أنه لا يمكن إصدار أوامر بوقف المعارك، مضيفاً أن ما يحدث مأساة، مضيفاً: «ليس هناك ما ينافس الصور القادمة من حلب في وحشيتها». 

 

لمشاهدة الجراف بالحجم الطبيعي .. اضغط هنا

 

Email