تقارير البيان

إسرائيل تدفن ملف حرق عائلة دوابشة بالإفراج عن المتهمين

ت + ت - الحجم الطبيعي

نجح الإعلام الإسرائيلي بتوجيه الاهتمام الإعلامي بقضية الطفل الرضيع الناجي من المحرقة الإسرائيلية التي أدت لإحراق أسرة دوابشة واستشهاد باقي الأسرة بعد أكثر من عام على الهجوم الإرهابي، بإبراز إسرائيل كدولة «إنسانية» قامت بعلاج الطفل في مستشفياتها، وإخفاء حقيقة الأمر بتحمل الفلسطينيين لتكاليف العلاج بالكامل.

واعتمدت إسرائيل على استراتيجية مكونة من مراحل عدة للتعاطي مع ملف الهجوم الإرهابي، بهدف خداع الرأي العام العالمي وتضليل الفلسطينيين وإرضاء اليمين الإسرائيلي الذي يرفض اعتقال منفذي الجريمة، تمهيداً للإفراج عن الإرهابيين القتلة.

استراتيجية

وقال الخبير في الشؤون الإسرائيلية أنس أبو عرقوب، إن إسرائيل اعتمدت استراتيجية في التعاطي مع هذا الملف على مراحل عدة، أولها بعد الهجوم باستنكار إسرائيل والشجب والتعهد باعتقال ومحاكمة الأشخاص الضالعين بالهجوم، تاركاً انطباعاً أن الهجوم نفذته عناصر متطرفة وليس تنظيماً إرهابياً له هيكلية محددة ويملك قيادات مدربة تختار الأهداف وتدرب الإرهابيين، وقيادات أخرى توفر المبررات الدينية التي تبيح قتل الفلسطينيين وحتى الرضع منهم، وانطلت الحيلة على وسائل الإعلام العالمية، وتحاشت إسرائيل بذلك أي مطالبة من المجتمع الدولي تلزمها بتفكيك تنظيم جباية الثمن الإرهابي.

وعن المرحلة الثانية قال أبو عرقوب: «بعد شهور عدة من الجريمة سربت وزارة الجيش الإسرائيلي لوسائل الإعلام الإسرائيلية أقوالاً لوزير جيش الاحتلال موشيه يعالون جاء فيها انه تم تحديد هوية القتلة وتم اعتقال ثلاثة أشخاص شاركوا بتنفيذ العملية الإرهابية، وذلك لخداع الرأي العام الفلسطيني والدولي بالادعاء أن تحقيقاً جدياً يجري لمحاكمة الإرهابيين، وبذلك امتصت إسرائيل موجهة الانتقادات واسعة النطاق».

إفراج

وفي المرحلة الثالثة، تم دفن ملف الهجوم على عائلة دوابشة والإفراج عن الإرهابيين على رأسهم قائد تنظيم جباية الثمن الإرهابي مئير اتنغر الذي اعتقل على خلفية الهجوم بعد ثمانية أشهر، وتم حصر الاتهام بإرهابيين اثنين أحدهما قاصر، وسيتم الإفراج عنه بذريعة أنه غير مسؤول عن أفعاله طبقاً للقانون الإسرائيلي، وبذلك يتبقى إرهابي واحد معتقل على ذمة الملف، رغم أن شهود العيان والتحقيق يؤكد مشاركة مجموعة مكونة من ثلاثة أشخاص في الهجوم.

وتدرجت إسرائيل في تبرئة الإرهابيين القتلة بالتدرج في لائحة الاتهام بأن الإرهابي المدبر للهجوم اتفق مع آخر قاصر على تنفيذ الهجوم في دوما، وقام اثنان برصد المنزل وحددا ساعة تنفيذ الهجوم، ونفذه شخص واحد غير قاصر بقيامه بحرق منزل عائلة دوابشة، وهكذا برأت إسرائيل الإرهابي القاصر من المشاركة في الهجوم، وفتحت الطريق أمام تبرئة الجاني أيضاً خلال الفترة المقبلة بادعاء أن الاعترافات التي تدينه أدلى بها قاصر تحت تأثير التعذيب، وبذلك تصل خطة دفن ملف إحراق عائلة دوابشة لنهايته.

رفض

أكد نصر دوابشة جد الأسرة المكلومة في اتصال هاتفي أن محكمة الاحتلال ستحاول إطلاق سراح القاتل الرئيسي لابنه وأحفاده، معرباً عن رفضهم كلياً لهذه الإجراءات وانعقاد المحكمة، مضيفاً أنه سيكون للعائلة وللشارع الفلسطيني ردة فعل في حال إطلاق سراحهم، مطالباً الشعب الفلسطيني بالوقوف مع العائلة حتى محاكمة القتلة.

Email