المرصد: المعركة وجهت ضربة قاسية للنظام وروسيا وإيران وحزب الله

غارات سورية وروسية جنونية على المعارضة في حلب

■ جانب من المعارك في حي الراموسة | أ.ف.ب

ت + ت - الحجم الطبيعي

اكد المرصد السوري لحقوق الانسان أن معركة حلب نجحت، ووجهت ضربة قاسية لنظام بشار الأسد وروسيا ولإيران وحزب الله تحديداً، بالتزامن دارت اشتباكات متقطعة أمس، عند الأطراف الجنوبية لمدينة حلب السورية، بعد ساعات من إعلان مقاتلي المعارضة عن فك الحصار الذي كانت تفرضه قوات النظام على الأحياء الشرقية للمدينة، بينما شنت المقاتلات السورية والروسية مئات الغارات على مواقع المعارضة المسلحة، فضلاً عن غارة أخرى على مستشفى ما أوقع عشرة قتلى، في محاولة لاستعادة المواقع التي خسرتها.

ودارت اشتباكات متقطعة جنوب حلب ثاني المدن السورية، غداة تعرض الجيش لضربة كبيرة بعدما تمكنت فصائل المعارضة من فك الحصار عن أحياء حلب الشرقية.

وبذلك، انقلبت المعادلة وبات مقاتلو الفصائل يطوقون عملياً أحياء حلب الغربية التي يسيطر عليها النظام منذ بدء المعارك في مدينة حلب في الشمال السوري في صيف 2012.

في الاثناء قال عبد الرحمن لـ«فرانس برس»: «دارت اشتباكات متقطعة يرافقها غارات جوية ولكن بدرجة أقل»، غداة خسارة الجيش السوري لمواقع مهمة تتمثل في كليات عسكرية في جنوب غرب حلب.

وشنت طائرات روسية وسورية مئات الغارات الجنونية على المواقع التي سيطرت عليها المعارضة المسلحة في جنوب المدينة ومحيطها، في محاولة لاستعادة هذه المواقع وقلب المعادلة مجدداً، لكن بلا جدوى.

وبعد سيطرتهم على الكليات العسكرية، وأهمها كلية المدفعية، التقى مقاتلو الفصائل القادمين من داخل المدينة بآخرين قادمين من منطقة الاشتباكات في حي الراموسة المحاذي، والذي تمر منه طريق الإمداد الوحيدة إلى الأحياء الغربية.

سيطرة

وأوضح المرصد أن المقاتلين سيطروا على كلية التسليح وعلى كلية المدفعية الرئيسية والكلية الفنية الجوية ومنطقة كراج الراموسة. ومازالت القوات الحكومية تسيطر على مصنع الإسمنت وبعض المساكن العسكرية.

واضاف أن هذه أكبر خسارة عسكرية ورمزية مُني بها النظام والروس والإيرانيون وحزب الله منذ بداية 2013. إلا أنه أكد أن المدنيين لم يتمكنوا من الخروج من الأحياء الشرقية لأن الطريق التي فتحت لهم من الراموسة لا تزال خطيرة وغير آمنة.

ونفى الإعلام الرسمي بدوره فك الحصار المفروض على الأحياء الشرقية. ونقلت وكالة الأنباء الرسمية (سانا) عن مصدر عسكري أن «هذه المجموعات لم تتمكن من كسر الطوق المفروض في الأحياء الشرقية من مدينة حلب». وأضاف المصدر أن القوات السورية «تواصل عملياتها القتالية على جميع المحاور إلى الجنوب وجنوب غرب حلب».

أما عبد الرحمن فأكد أن «قوات النظام السوري والمسلحين الموالين لها تعرضوا لخسارة مهمة جداً»، مشيراً إلى أنه «برغم أكثر من 600 غارة جوية روسية خلال أسبوع من المعارك، لم تتمكن قوات النظام من الثبات في مواقعها».

وأفادت «شبكة سوريا مباشر»، أن مقاتلي المعارضة تمكنوا من تدمير قاعدة «كورنيت» العسكرية التابعة للجيش السوري، غربي حلب باستخدام صاروخ حراري.

وأوضح عبد الرحمن أن الفصائل «لم تتمكن فحسب من كسر الحصار عن أحياء حلب الشرقية بل إنها قطعت أيضاً آخر طرق الإمداد إلى الأحياء الغربية التي باتت محاصرة»، ويقيم فيها حوالي مليون و200 ألف نسمة.

خوف

وبدا الخوف والتوتر واضحاً على سكان الأحياء الغربية الذين باتوا يخشون من الحصار، فسارع السكان إلى الأسواق لشراء المواد الغذائية والماء للتموين في حال استمر الحصار.

وقال أحد السكان إن الأسعار بدأت بالارتفاع، مبدياً خشيته من مستقبل صعب. وأفادت وكالة الانباء السورية سانا عن مقتل 10 مدنيين خلال استهداف مقاتلي المعارضة للأحياء الغربية بالقذائف.

ووثق المرصد السوري مقتل 130 مدنياً، غالبيتهم في الأحياء الغربية، منذ بدء هجمات الفصائل المقاتلة في جنوب حلب في 31 يوليو.

وتضاربت الأنباء حول خسائر القوات الحكومية في معارك تحرير كلية المدفعية والكليات التي حولها.

وقالت مصادر مقربة من القوات الحكومية إنها «فقدت حوالي 72 قتيلاً خلال 24 ساعة الماضية بينهم 14 ضابطاً وأحدهم برتبة لواء، سقط أغلبهم في السيارات المفخخة التي استهدفت كلية التسليح والمدفعية والعدد الآخر سقط خلال الهجوم على كلية المدفعية الذي لم يسبق له مثيل، حيث سقط على كلية المدفعية أكثر من مئة صاروخ من نوع (تاو) المضادة للدروع».

قصف مستشفى

وفي تقرير آخر، قال المرصد السوري إن هجوماً على مستشفى في شمال غرب سوريا أسفر عن مقتل عشرة أشخاص من بينهم أطفال أول من أمس.

ويقع المستشفى في بلدة ملس الواقعة على بعد 15 كيلومتراً من مدينة إدلب في محافظة إدلب التي تسيطر عليها المعارضة.

الى ذلك القت طائرات مروحية للنظام السوري 40 برميلاً متفجراً على مناطق في مدينة داريا بالغوطة الغربية، بالتزامن مع قصف مكثف من قبل قوات النظام على مناطق في المدينة.

مقتل لواء

أعلن في سوريا عن مقتل اللواء الركن المظلي محمود عزيز حسن، في معارك حلب. وعُرّف اللواء بأنه «قائد في القوات الخاصة» التابعة للنظام. وينحدر اللواء من قرية الأملس بريف مدينة صافيتا التابعة لمحافظة طرطوس الساحلية. واللواء القتيل هو أكبر رتبة عسكرية يتم قتلها للنظام السوري في معارك حلب التي دارت في الأيام الأخيرة، بعد مقتل العميد الركن ياسر محسن ميا والعميد عمار بوتي.

Email