"التعاون الإسلامي" تدين استهداف النظام وحلفائه للمدنيين

تنديد حقوقي بـ"الممرات الإنسانية" وتحذيرات من كارثة

ت + ت - الحجم الطبيعي

أثار حصار الأحياء الشرقية من مدينة حلب السورية، المخاوف من حدوث أزمة إنسانية لنحو 250 ألف شخص محاصرين هناك، فيما دانت منظمة التعاون الإسلامي استهداف النظام السوري وحلفائه المدنيين في المدينة.

وأعلنت روسيا الأسبوع الماضي فتح «ممرات إنسانية» من الأحياء الشرقية أمام المدنيين والمسلحين الراغبين بالمغادرة. ودانت منظمة التعاون الإسلامي بأشد العبارات، العمليات الحربية للنظام السوري وحلفائه باستهدافها المدنيين العزل في حلب، ما تسبب في مقتل وجرح أعداد كبيرة من سكان المدينة بما فيهم النساء والأطفال.

واستنكر الأمين العام لمنظمة التعاون الإسلامي إياد مدني، في بيان، أمس، «إصرار النظام السوري وحلفائه على مواصلة قصف الأحياء السكنية في حلب وقتل المدنيين الأبرياء، ما يتنافى مع أبسط المبادئ الإنسانية وقواعد القانون الدولي، بوصف ذلك جرائم حرب وجرائم ضد الإنسانية يعاقب عليها القانون الدولي»، مؤكداً ضرورة تدخل المجتمع الدولي لإقرار الوقف الفوري للغارات الجوية والقصف التي تستهدف المدنيين العزل، وتسهيل دخول المساعدات الإنسانية للمناطق المحاصرة في سوريا.

ودعا البيان إلى سرعة استئناف العملية السياسية في إطار تنفيذ قرار مجلس الأمن رقم 2254 وتطبيقاً لبيان «جنيف 1» بهدف إيجاد حل سياسي ينهي معاناة الشعب السوري.

تنديد

في غضون ذلك، نددت نحو 40 منظمة غير حكومية «بالممرات الإنسانية المزعومة» في محيط الأحياء الخاضعة لسيطرة مقاتلي المعارضة، في عرض اعتبرته «غير ملائم».

وقالت 39 منظمة سورية وإقليمية ودولية في بيان، إن «الاقتراح المشترك من روسيا وسوريا الهادف إلى إقامة ممرات إنسانية في شرق حلب، غير ملائم على الإطلاق على الصعيد الإنساني».

واعتبرت هذه المنظمات وبينها عدة هيئات ناشطة في مجال المساعدة الإنسانية (كير وكريستشان آيد وغول وأوكسفام وسايف ذي تشيلدرن وتيرفاند وإنترناشونال ريسكيو وورلد فيجن)، أن «هذا العرض يسبب صدمة. إن عملية إنسانية حقيقية لا ترغم سكان حلب على الاختيار بين الفرار نحو مهاجميهم أو البقاء في منطقة محاصرة تتعرض لقصف مستمر».

وأضاف البيان: «طالما أن القصف والمعارك مستمرة وفي ظل غياب إجراءات لإعادة الثقة، فإنه ليس من سبب مشروع يجعل المدنيين يصدقون أن هذه الممرات الإنسانية آمنة».

خطر

دانت الحكومة الألمانية بشدة حصار حلب السورية، ودعت الأطراف المتنازعة لهدنة فورية، وحذرت نائبة الناطقة باسم الحكومة الألمانية أولريكه ديمر، من خطر مواجهة كارثة إنسانية. وأضافت أن عرض ممرات هروب غير آمنة خلال قصف متزامن للمدينة يعد أمراً «غير مقبول وساخراً». وأكدت ديمر أن التوصل لحل لن يكون ممكناً إلا عن طريق موسكو فقط، وقالت: «لذا تحمل روسيا مسؤولية خصوصاً في هذا الشأن». وطالب الصليب الأحمر الألماني أطراف النزاع بالسماح بإدخال الإغاثيين دون قيود إلى حلب.

Email