قتلى في غارات روسية مكثفة والمعارضة تباغت الأسد جنوب حلب

النظام يقصف سراقب بغاز سام

مسعف يساعد متضررا من غاز الكلور | إي.بي.أيه

ت + ت - الحجم الطبيعي

استعر لهيب المعارك في حلب باشتباكات هي الأعنف، إذ سيطرت المعارضة على تلّة الحويز وأجزاء واسعة من حي الراموسة، في وقت واصل الطيران الروسي قصفه الكثيف لمناطق في حلب وإدلب، بينما قالت مصادر في سراقب، الواقعة تحت سيطرة المعارضة، في محافظة إدلب، إن 10 أشخاص أصيبوا بحالات اختناق من جراء إلقاء طائرة مروحية تابعة للنظام السوري براميل متفجرة تحوي غاز الكلور على المدينة.

ونقلت وكالة الأناضول التركية عن مصادر في المستشفى الميداني في مدينة سراقب، الواقعة في محافظة إدلب، أن 10 أشخاص أصيبوا بحالات اختناق من جراء إلقاء طائرة مروحية تابعة للنظام السوري براميل متفجرة تحوي غاز الكلور على المدينة.

وفي ذات السياق، نقلت رويترز عن ناطق باسم الدفاع المدني، إن 33 شخصاً معظمهم من النساء والأطفال، تأثروا بالغاز في بلدة سراقب.

الكرملين ينفي

من جهته، امتنع الكرملين عن التعليق على أنباء عن «عملية انتقام» روسية رداً على إسقاط مروحية «مي-8» الروسية في سوريا، ووصف الأنباء عن هجوم كيميائي روسي في المنطقة بأنها مختلقة إعلامياً.

وقال الناطق الصحافي باسم الرئيس الروسي، دميتري بيسكوف أمس، رداً على سؤال حول الأنباء التي تحدثت عن قصف سراقب التي جرى إسقاط المروحية الروسية بالقرب منها، بـ«براميل الكلور» الليلة قبل الماضية: «من الصعب للغاية التعليق على مثل هذه الأنباء المختلقة إعلامياً». فيما قالت الخارجية الأميركية إن صحت تقارير عن إلقاء الغاز السام فستكون «خطيرة للغاية».

غارات روسية

إلى ذلك، سقط عدد من القتلى والجرحى في غارات مكثفة للطيران الروسي على مناطق في ريف محافظة إدلب واقعة تحت سيطرة المعارضة السورية.وقالت المعارضة السورية: إن 12 عشر شخصاً قتلوا وأصيب قرابة عشرين آخرين بينهم أطفال ونساء بعد أن شن الطيران الروسي أكثر من ثلاثين غارة جوية على قرى في أبو الضهور، بريف إدلب شمالي سوريا.

مطالب أميركيةمن جهته، طالب وزير الخارجية الأميركي، جون كيري، روسيا بعدم تنفيذ عمليات هجومية في سوريا، وبأن تمنع حكومة رئيس النظام السوري بشار الأسد من القيام بذلك أيضاً.

وأضاف كيري في مؤتمر صحافي مع وزيرة خارجية كولومبيا ماريا أنجيلا هولجوين: «من الضروري على نحو واضح أن تمنع روسيا نفسها ونظام الأسد من تنفيذ عمليات هجومية مثلما هي مسؤوليتنا أن نمنع المعارضة من الدخول في تلك العمليات».

اختراق حصار

وسيطرت المعارضة على تلّة الحويز وأجزاء واسعة من حي الراموسة في حلب بعد اشتباكات عنيفة مع قوات النظام وتحاول التقدّم في المنطقة، فيما تمتد الجبهة المشتعلة من الراشدين نحو ريف حلب الجنوبي والجنوبي الغربي.

وأشعلت فصائل المعارضة جبهة حلب القديمة أمس، في محاولة لإشغال قوات النظام عن الجبهة الأساسية وهي جبهة طريق الكاستيلو التي حاصرت منها أحياء حلب الشرقية. وكذّبت المعارضة دعاوى النظام بإطلاق مقاتليها قذائف تحوي غازات سامة على المدينة القديمة في حلب.

إبطاء

في السياق، شنّ الطيران الروسي غارات مكثفة على جنوب حلب مؤازرة لقوات النظام السوري، ما أبطأ الهجوم الذي تشنه الفصائل المعارضة لتخفيف الحصار عن الأحياء الخاضعة لسيطرتها في المدينة. مباغتة نظامكما تمكن مقاتلو المعارضة صباح أمس من مباغتة قوات نظام الأسد، والسيطرة على عدد من النقاط له شمال «الزارة» بريف حماة الجنوبي.

وفرض حصار حول المحطة الحرارية الواقعة تحت سيطرة النظام. كما تعرضت القوات السورية والمسلحون الموالون لها لخسائر بشرية في معاركهم مع مسلحي المعارضة في حلب ومع تنظيم داعش في دير الزور.

وقال مصدر مقرب من قوات النظام: إن 26 عنصراً على الأقل لقوا حتفهم بنيران المعارضة، منهم 17 في ريف حلب الجنوبي الغربي من بينهم ضابط برتبة عميد.

وتحدثت مصادر المعارضة عن السيطرة على كامل مخيم حندرات واستعادة كافة النقاط التي خسرتها، وعن تحضيرات كبيرة لإطلاق المرحلة الثانية من معركة حلب خلال ساعات.

جبهة منبج

وفي جبهة منبج، تقدمت قوات سوريا الديموقراطية داخل المدينة بعد اشتباكات عنيفة مع تنظيم داعش، وباتت تسيطر على ستين في المئة من مساحة المدينة، كما تمكنت من فتح الطريق باتجاه الحسكة، وفق ما افاد المرصد السوري لحقوق الانسان.

إنذار

أشارت صحيفة «موسكوفسكي كومسوموليتس» إلى أن روسيا قد توجه إنذاراً إلى المسلحين: «إما أن تعيدوا الجثامين، أو نبدأ بقصف جوي واسع للمنطقة».

الزعبي: رفضنا مقترحاً بتعيين نواب للأسد

كشف رئيس وفد الهيئة العليا السورية للمفاوضات، أسعد الزعبي، عن رفض مقترحات تقدم بها المبعوث الأممي إلى سوريا ستفان دي ميستورا، مشيراً إلى أن هذه المقترحات إما إيرانية أو روسية، وكلها تميل لصالح النظام.

وخلال تغريدات للزعبي على موقع تويتر أوضح أن آخر هذه المقترحات يقضي بتعيين ثلاثة نواب لبشار الأسد، يتولون الأجهزة الأمنية والمالية والعسكرية، إضافة إلى تخفيض صلاحيات الأسد. وأردف الزعبي أن هذا المقترح الإيراني قد رفض، معتبراً أن الأسد مجرم ويجب أن يحال لمحكمة الجنايات، وأي خطة للحل تتضمن بقاءه في السلطة تعد مخالفة لقرارات «جنيف 1» التي تعد المرجعية الأساسية للحل في سوريا.

واتهم الزعبي في إحدى التغريدات الأمم المتحدة بالتآمر على الشعب السوري فبدل أن تقدم المساعدات للمحاصرين تعمل على إفراغ مدينتي حلب وحمص من أهلهما.

تطهير عرقي

وفي الأثناء، أثارت رسالة بعث بها مندوب النظام السوري لدى الأمم المتحدة بشار الجعفري إلى رئيس مجلس الأمن ووكيل الأمين العام للشؤون الإنسانية، نشرتها قناة العربية على موقعها الإلكتروني أمس، القلق بشأن حقيقة الممرات الإنسانية في حلب، ووصفها دبلوماسيون بمثابة إنذار مبكر لتطهير عرقي في المدينة المحاصرة.

والرسالة التي كتبها المندوب الدائم بشار الجعفري بناء على تعليمات من حكومته، تقول أن جيش النظام «أبلغ المدنيين في شرق حلب، أنه وفر لهم ممرات آمنة لمن يريد الخروج بسلام، وأن الجيش سيوفر لهم المساكن المؤقتة وكل احتياجاتهم المعيشية».

Email