«داعش» يقترب من حصار تدمر

قصف جوي للنظام ينهال على هدنة حلب

دبابة تابعة لقوات المعارضة السورية في درعا ــ أ.ف.ب

ت + ت - الحجم الطبيعي

تعرض اتفاق التهدئة في حلب قبيل ساعات من انتهائه منتصف ليلة أمس، إلى خروقات كبيرة بعد أيام من الهدوء الحذر، حيث تعرضت أحياء عدة لقصف جوي من النظام، كما طالت قذائف من الفصائل المقاتلة على أحياء تحت سيطرة النظام، في وقت قطع تنظيم داعش طريق إمداد رئيسي لقوات النظام، وسط اقتراب التنظيم الإرهابي من مدينة تدمر مجدداً.

واستهدفت غارات جوية لقوات النظام مواقع للفصائل المقاتلة في حيي المواصلات وسليمان الحلبي ضمن الأحياء الشرقية في مدينة حلب، قبل أن يتجدد القصف الجوي بالرشاشات الثقيلة على حيي الميسر والقاطرجي، ما تسبب في إصابة شخصين بجروح على الأقل.

وأورد المرصد السوري لحقوق الإنسان من جهته، أن طائرات حربية نفذت غارات عدة على أحياء بني زيد وكرم الجبل وبستان الباشا والجندول في شمال حلب، تزامناً مع قصف جوي على أحياء أخرى في شرقها. وأفاد بقصف جوي استهدف مناطق عدة في ريفي حلب الشمالي والجنوبي.

قذائف غرب حلب

وفي غرب حلب، أشار المرصد إلى سقوط قذائف بعد منتصف الليل على حيي حلب الجديدة وقرب حي الحمدانية الخاضعين لسيطرة قوات النظام.

وأفادت وكالة الأنباء السورية الرسمية (سانا) بمقتل عامل نظافة في حي الراموسة في مدينة حلب من جراء إصابته برصاص قنص مصدره فصائل مسلحة في حي مجاور.

وتم التوصل إلى الهدنة المعلنة في حلب، استناداً إلى اتفاق روسي أميركي. وجاءت في إطار وقف الأعمال القتالية الذي بدأ تطبيقه في مناطق عدة في 27 فبراير الماضي، لكنه ما لبث أن انهار في حلب، حيث قتل نحو 300 مدني في غضون أسبوعين، ليتم الاتفاق على هدنة جديدة تم تمديدها مرتين، وانتهت منتصف ليلة أمس.

في الغوطة الشرقية لدمشق، أفاد المرصد السوري بمقتل الطبيب نبيل دعاس، وهو الطبيب الوحيد المختص بالأمراض النسائية ومسائل العقم والإنجاب في المنطقة، متأثراً بإصابته قبل أيام بطلق ناري خلال اشتباكات بين الفصائل المقاتلة قرب مدينة دوما، أبرز معاقل الفصائل في ريف دمشق.

داعش قرب تدمر

في وسط سوريا، يحاول تنظيم داعش عزل مدينة تدمر الأثرية غداة قطعه طريق إمداد رئيس لقوات النظام يربطه بمدينة حمص. وأفاد المرصد السوري لحقوق الإنسان باشتباكات عنيفة بين قوات النظام وتنظيم داعش في محيط مطار التيفور العسكري في ريف حمص الشرقي غداة قطع التنظيم طريق إمداد رئيس لقوات النظام يربط تدمر بمدينة حمص. ويعد هذا الطريق الأبرز بين المدينتين، لكنه ليس الوحيد لوجود طرق فرعية أخرى، بحسب المرصد.

ويقول مدير المرصد رامي عبدالرحمن لوكالة، إن تمكن المتشددين من قطع الطريق يأتي في إطار «هجوم هو الأوسع للتنظيم في ريف حمص الشرقي منذ استعادة قوات النظام بدعم روسي سيطرتها على تدمر» في 27 مارس الماضي، في «محاولة لعزل مدينة تدمر وحصار قوات النظام داخلها».

وبدأ التنظيم بحسب المرصد، هجوماً في ريف حمص الشرقي الأسبوع الماضي تمكن خلاله من السيطرة على حقل الشاعر للغاز، أبرز حقول النفط في سوريا، واستكمله، أول من أمس، بقطع الطريق بين حمص وتدمر.

اشتباكات مستمرة

ونفى مصدر أمني سوري سيطرة التنظيم المتطرف على الطريق الواصلة بين حمص وتدمر، متحدثاً عن عمليات عسكرية مستمرة في حقل الشاعر.

وأضاف: «لا حدث جوهرياً حتى اللحظة والمنطقة منطقة اشتباكات، وهي تشهد كراً وفراً ولا يمكن الجزم بأي تطور طالما أن المعركة مستمرة».

ونقلت وكالة الأنباء السورية الرسمية عن مصدر عسكري، أن «سلاح الجو في الجيش العربي السوري نفذ سلسلة طلعات على تجمعات وتحركات لإرهابيي تنظيم داعش في محيط حقل الشاعر.. وشرق مدينة تدمر».

وعلى رغم الهزيمة التي مني بها في ريف حمص الشرقي بعد طرده من تدمر وبلدات أخرى في محيطها، إلا أن التنظيم لا يزال يسيطر على مواقع عدة في المنطقة الصحراوية المحيطة بتدمر، ما يمكنه من شن هجمات مضادة بين الحين والآخر.

وبحسب المرصد، للتنظيم مواقع محيطة بتدمر من الجهات كلها، يقع أقربها على بعد عشرة كيلومترات شمال المدينة.

ويقول عبدالرحمن إن «تمكن التنظيم من قطع الطريق الرئيسية بين حمص وتدمر يشكل دليلاً على أنه لا يزال قوياً وقادراً على شن هجوم مضاد، كما يظهر أن قوات النظام لا تملك عديداً كبيراً على الأرض وغير قادرة على تحصين مواقعها في غياب الدعم الروسي».

معارك الحسكة

إلى ذلك، استهدفت طائرات حربية يعتقد أنها تابعة للتحالف الدولي تمركزات لتنظيم داعش بالقرب من بلدة مركدا في ريف الحسكة الجنوبي، فيما تواصلت الاشتباكات بين قوات سوريا الديمقراطية من طرف، والتنظيم الإرهابي من طرف آخر في ريف مدينة الشدادي بريف الحسكة الجنوبي، ومعلومات عن تحشدات واستقدام تعزيزات لقوات سوريا الديمقراطية، ورجحت مصادر بدء هجوم على منطقة مركدا بغية السيطرة عليها.

واردات التنظيم الإرهابي

رصد نشطاء المرصد السوري لحقوق الإنسان، حالة استياء في صفوف عناصر تنظيم داعش بريف دير الزور الشرقي، وفي مدينة الميادين الواقعة في الريف ذاته، وذلك على خلفية تردي أوضاعهم المادية، حيث علم النشطاء أن قيادة التنظيم «خفضت رواتب عناصر التنظيم من 100 دولار أميركي، إلى 50 دولاراً، الأمر الذي أثار استياءً لدى عناصر التنظيم، والذي تزامن معه تخفيض مخصصات الإطعام للعاملين في مقرات التنظيم، من دولارين أميركيين إلى نصف دولار فقط، ورجحت المصادر أن السبب يعود إلى تناقص حاد في واردات التنظيم المالية، بعد الضربات الجوية التي تلقاها.

Email