دعوات أممية لتجنّب الفراغ السياسي و»داعش« يتقهقر في بنغازي

واشنطن تدعو السرّاج للانتقال إلى طرابلس عاجلاً

ت + ت - الحجم الطبيعي

تفاعل الملف الليبي بين سياسي وميداني، ففيما دعت واشنطن رئيس حكومة الوفاق فائز السرّاج للانتقال إلى طرابلس دون تأخير لمباشرة عمله، شدّدت الأمم المتحدة على أنّه قد آن الأوان للبدء بمرحلة التنفيذ تجنّباً لحدوث الفراغ السياسي، في الأثناء، ضيّق الجيش الخناق على «داعش» وانتزع مناطق في محيط بنغازي.

وجدّدت وزارة الخارجية الأميركية دعمها المجلس الرئاسي لحكومة الوفاق الوطني، ودعته لاتخاذ الخطوات المطلوبة لمباشرة عمله من داخل طرابلس دون أي تأخير.

وأكد الناطق باسم الخارجية جون كيربي في مؤتمر صحافي ترحيب بلاده بإعلان أعضاء الحوار الليبي الذين اجتمعوا في تونس دعمهم الاتفاق السياسي ورئيس المجلس الرئاسي فائز السراج.

وطالب كيربي الهيئات العامة الليبية اتخاذ التدابير المطلوبة لتسليم السلطة بشكل فوري وسلمي إلى المجلس الرئاسي وحكومة الوفاق الوطني وفقًا لأحكام الاتفاق السياسي، مجدّداً التزام الولايات المتحدة بدعم حكومة الوفاق وتوفير مساعدات إنسانية وأمنية واقتصادية، والاستمرار في العمل مع الليبيين والمجتمع الدولي لدعم حكومة الوفاق ودعم عودتها إلى طرابلس، ومساعدتها في محاربة تنظيم «داعش».

ولم يستبعد الناطق باسم الخارجية قيام الولايات المتحدة بفرض عقوبات ضد معرقلي العملية السياسية وجهود تشكيل حكومة الوفاق بليبيا.

آن الأوان

على صعيد متصل، شدّد الممثل الخاص للأمين العام للأمم المتحدة ورئيس بعثتها للدعم في ليبيا مارتن كوبلر، على أنّه قد آن الأوان للبدء مباشرة بمرحلة تنفيذ الاتفاق، مضيفاً: «لا يمكن أن يكون هناك فراغ سياسي».

وناشد كوبلر المجلس الرئاسي اتخاذ جميع الإجراءات اللازمة للانتقال إلى طرابلس فور أن يسمح الوضع الأمني بذلك، للبدء بالتسليم السلمي والمنظّم للسلطة لحكومة الوفاق الوطني، مطالباً مجلس النواب الالتزام بمسؤولياته واستكمال الاستحقاقات المتعلقة بتنفيذ الاتفاق السياسي.

دحر »داعش«

في الأثناء، خاضت القوات الخاصة «الصاعقة» الليبية والوحدات المُساندة معارك عنيفة ضد تنظيم داعش في محيط مصنع الأسمنت، آخر معاقل التنظيم بمنطقة الهواري في بنغازي.

وأكد الناطق باسم القوات الخاصة «الصاعقة» العقيد ميلود الزوي، السيطرة على مواقع جديدة في محيط مصنع الأسمنت بعد معارك عنيفة، وتضييق الخناق على هذه الجماعات لبسط السيطرة على مُجمع الأسمنت وتحرير منطقة الهواري بالكامل، موضحاً أنّ «المعارك نتج عنها سقوط قتيل واحد إثر استهدافه برصاص قناص»، لافتًا أن الجيش الليبي والوحدات المُساندة يتقدم بخطى ثابتة.

على صعيد متصل، تصدى الجيش الليبي والوحدات المساندة أمس لهجوم تنظيم داعش بمنطقة تيكا غرب بنغازي، وفق مصدر عسكري.

خروج آمن

دعا منسق الشؤون الإنسانية في ليبيا علي الزعتري إلى وقف فوري لإطلاق النار لضمان الخروج الآمن للمدنيين المحاصرين في مناطق في بنغازي التي يستمر فيها القتال حالياً.

وأشار إلى أن بعثة الأمم المتحدة في ليبيا تلقت تقارير تفيد بأن العديد من العائلات محاصرة في بعض المناطق بمدينة بنغازي وتحديداً في حي قنفودة وحي قوارشا، حيث يواجه السكان شحاً في الكهرباء والمواد الغذائية والإمدادات الطبية.

ودعا منسق الشؤون الإنسانية جميع الأطراف المتحاربة إلى ضمان الخروج الآمن لجميع المدنيين المحاصرين في هذه المناطق والذين يرغبون في مغادرة البلاد. وحضّ جميع الأطراف على السماح بتنفيذ وقف إطلاق نار إنساني في بنغازي لتسهيل عمل المنظمات الإنسانية على الأرض.

Email