مدني دعا لاستئناف مفاوضات السلام وفق إطار زمني وضمانات دولية

فلسطين على طاولة القمة الإسلامية في جاكرتا

ت + ت - الحجم الطبيعي

بدأت أمس، أعمال الاجتماع الوزاري التحضيري للدورة الاستثنائية الخامسة لمؤتمر القمة الإسلامي التي تستضيفها إندونيسيا حول فلسطين والقدس.

ويبحث الاجتماع الذي ترأسته ريتنو مارسودي وزيرة خارجية إندونيسيا اعتماد مشروع برنامج عمل القمة التي دعا إليها الرئيس الفلسطيني محمود عباس التي تستمر يومين.

وعقد كبار المسؤولين اجتماعاً تحضيرياً مغلقاً برئاسة حسن كليب نائب وزير الخارجية الإندونيسي للشؤون القانونية والعلاقات المتعددة الأطراف.

وتتناول القمة التي تعقد تحت عنوان «الاتحاد من أجل الحل العادل» تتناول قضايا عدة أبرزها تطورات الأوضاع في القدس المحتلة والانتهاكات الإسرائيلية للمسجد الأقصى ومحاولات الاحتلال تمرير مخططات تقسيم الأقصى زمانياً ومكانياً وسعي الاحتلال لتغيير الواقع الديموغرافي لمدينة القدس وطمس هويتها العربية والإسلامية.

البدائل المتاحة

وأكد الأمين العام لمنظمة التعاون الإسلامي إياد أمين مدني، أهمية الاستفادة من البدائل المتاحة من أجل استئناف مفاوضات السلام بين الفلسطينيين والإسرائيليين على قاعدة أساسية تكفل وضع إطار زمني، وجدول أعمال محددين، ووفق ضمانات دولية.

وقال مدني في كلمته أمام اجتماع وزراء الخارجية التمهيدي، إنه من شأن ضوابط المفاوضات وفق الضمانات الدولية أن تحول دون منح إسرائيل المزيد من الوقت للاستمرار في ترسيخ احتلالها، وتثبيت سياسات الفصل العنصري التي تنتهجها.

في غضون ذلك، انطلقت في جاكرتا أمس، أعمال الاجتماعين التحضيريين، لكبار المسؤولين ووزراء الخارجية بدول المنظمة، على أن ترفع نتائجهما إلى قمة قادة الدول الأعضاء، غداً الاثنين.

بديلان في الأفق

وأضاف أن ثمة بديلين يلوحان في الأفق، لفت إلى أن أولهما الجهود الدولية الجارية على الساحة الدولية والتي تسعى إلى تنظيم مؤتمر دولي قد يفضي إلى استئناف المفاوضات بناء على صيغة وآلية وساطة مختلفين، ويتمحور الثاني حول بذل قصارى الجهود لإحياء اللجنة الرباعية، لافتاً إلى أنهما مبادرتان لا تقصي بالضرورة إحداهما الأخرى، وإنما تشكلان مسارين تستطيع المنظمة المضي قدماً فيهما.

ودعا مدني إلى أن تضطلع المنظمة بدور فاعل في تشكيل حكومة الوحدة الوطنية الفلسطينية، مشيراً إلى ضرورة توافر الإرادة السياسية الفلسطينية لذلك، والتزام المنظمة بشكل موحد وواضح المعالم، يحظى بتأييد وبذل مجهود جماعي ميداني مباشر في إطار المؤسسات الشرعية الفلسطينية، معربا في الوقت نفسه، عن أمله بأن يكون ذلك ثمرة من ثمار قمة جاكرتا.

رسالة التزام

بدورها قالت وزيرة الخارجية الإندونيسية، رينتو أل بي مرسودي: «يجب ألا تصرفنا الأحداث في العالم الإسلامي، وما يشوبه من إرهاب وتطرف، عن القضية الفلسطينية والقدس الشريف»، وأضافت أن إعلان جاكرتا المرتقب يوصل رسالة بالتزام وتوحد الدول الأعضاء في منظمة التعاون الإسلامي وراء القضية الفلسطينية، ويقدم جهداً قوياً ومتماسكاً نحو الوصول إلى حل عادل، إلا أن مرسودي أكدت أن ذلك لن يتأتى إلا من خلال وحدة صف الشعب الفلسطيني، وتوحدهم.

معاناة القدس

وألقى وزير الخارجية الفلسطيني، رياض المالكي، كلمة استعرض فيها الأوضاع الفلسطينية في ظل الحملة الإسرائيلية المنهجية الرامية إلى تغيير الطابع الديموغرافي لمدينة القدس الشريف، مبيّناً الانتهاكات التي تطال مقدساتها وأهلها وبخاصة قتل الأطفال، وهدم منازل العائلات المقدسية والتضييق على أهلها للدفع بهم إلى خارج المدينة، فضلاً عن عزلهم عن أراضي الضفة الغربية المحتلة عبر بناء جدران الفصل العنصري.

لقاءات

وعلى هامش القمة، التقى وزير الخارجية السعودي عادل بن أحمد الجبير الذي يرأس وفد المملكة العربية السعودية في الاجتماع عدداً من المشاركين في الاجتماع. وتمت خلال اللقاءات مناقشة الموضوعات المدرجة على جدول أعمال القمة، بالإضافة إلى مناقشة العلاقات الثنائية والقضايا الإقليمية والدولية ذات الاهتمام المشترك.

والتقى وزير الخارجية المصري سامح شكري مع أمين عام المنظمة إياد مدني، حيث تناولت المحادثات الترتيبات النهائية الخاصة بعقد القمة والمستندات والوثائق المتوقع صدورها عنها لدعم الشعب الفلسطيني والتأكيد على أهمية استئناف عملية السلام.

تحدّ

وصل الرئيس السوداني عمر البشير جاكرتا للمشاركة في القمة الإسلامية الاستثنائية، وذلك في أحدث تحدٍ للمحكمة الجنائية الدولية التي تلاحقه منذ عام 2009. وكشفت الإذاعة السودانية، عن وصول البشير صباح أمس، على رأس وفد السودان المشارك في القمة.

Email