خلاف بشأن تنظيم انتخابات برلمانية في سوريا

اتفاق روسي أوروبي على تثبيت الهدنة

■ قافلة مساعدات إنسانية في طريقها إلى دوما | إي.بي.إيه

ت + ت - الحجم الطبيعي

اتفقت روسيا والغرب على دعم وتثبيت وقف إطلاق النار في سوريا وسط خلاف بشأن تنظيم الانتخابات البرلمانية في سوريا.

وكان النزاع السوري محور محادثات هاتفية أجريت أمس، بين الرئيس الروسي فلاديمير بوتين ورئيس الوزراء البريطاني ديفيد كاميرون والرئيس الفرنسي فرانسوا هولاند، والمستشارة الألمانية أنجيلا ميركل، ورئيس الوزراء الإيطالي ماتيو رينزي.

واجتمع أيضاً وزراء خارجية فرنسا وإيطاليا وألمانيا وبريطانيا لبحث القضية نفسها في باريس أمس.

وقال الرئيس الروسي خلال الاتصال، إن قرار سوريا تنظيم انتخابات في أبريل لا يتعارض مع عملية السلام.

وأوضح الكرملين في أعقاب المؤتمر الهاتفي أن «الجانب الروسي لاحظ أن قرار السلطات السورية تنظيم انتخابات برلمانية في أبريل 2016 ينسجم مع الدستور السوري ولا يؤثر على الخطوات (الجارية) لبناء عملية سلمية». وأضاف البيان الذي صدر بعد اتصال هاتفي بين بوتين وهولاند وكاميرون وميركل ورينزي «لوحظ بارتياح أن وقف إطلاق النار مطبق على كامل» أنحاء سوريا.

وأوضح الكرملين أن وقف المعارك «يؤمن الظروف لتطبيق العملية السياسية في سوريا عبر حوار بين الأطراف السوريين برعاية الأمم المتحدة».

استعداد

وقال الكرملين إن هؤلاء القادة أبدوا أيضاً استعدادهم لزيادة مساعدتهم الإنسانية في سوريا، مشددين على ضرورة «الاحترام التام للهدنة من قبل جميع المتحاربين» مع الاستمرار في التصدي لتنظيم داعش وجبهة النصرة.

وحضت ألمانيا وفرنسا بشدة على الالتزام بوقف إطلاق النار. وناشدت ميركل وهولاند، روسيا ممارسة نفوذها على النظام السوري للالتزام بالهدنة.

وعقب لقاء في باريس مع هولاند، تحدثت ميركل عن «خطوات تقدم أولية» يمكن ملاحظتها في هذا الاتجاه.

وعن جولة المفاوضات الجديدة بين الحكومة السورية والمعارضة التي ستبدأ يوم الأربعاء المقبل، قالت ميركل: نحن جميعاً متفقون على ضرورة بدء العملية السياسية في أسرع وقت ممكن، لأنها الأساس للتحول، مضيفة أن بوتين أوضح موقفه في هذا الصدد.

من جهته، رأى هولاند خلال مؤتمر صحافي مشترك مع ميركل، أن فكرة تنظيم انتخابات قريباً جداً في سوريا «استفزازية» وقال إنها «غير واقعية حقاً وستكون دليلاً على عدم وجود مفاوضات ولا نقاشات في الوقت الراهن». وأضاف أن الوضع في سوريا لم يكن محتملًا، وأنه يوجد الآن فرصة لتهدئة الوضع، وقال إن الأمر يدور حول بدء مفاوضات سياسية. كما قالت الناطقة باسم كاميرون إن زعماء أوروبا أبلغوا بوتين بأنه ينبغي استغلال الهدنة في السعي للتوصل إلى اتفاق سلام دائم بدون الرئيس السوري بشار الأسد.

تسوية

واتفق كاميرون وميركل وهولاند ورئيس ورينزي وبوتين خلال الاتصال على تثبيت واستمرار وقف الأعمال القتالية لتسوية الصراع.

وأضافت الناطقة للصحافيين أن «النقطة الأساسية التي طرحها زعماء أوروبا خلال المكالمة مع بوتين هي أننا نرحب بحقيقة أن هذه الهدنة الهشة صامدة فيما يبدو. ينبغي أن نستغل هذا الآن باعتباره حراكاً إيجابياً لإعطاء المحادثات بعض الزخم. كي يتسنى لنا أن ننتقل من هدنة إلى سلام دائم يشهد انتقالاً سياسياً بمعزل عن الأسد».

وعند سؤالها عن رد بوتين أشارت الناطقة إلى أنه لم يجر نقاشاً مفصلاً حول الرئيس السوري. وقالت: نعلم جميعاً أن هذه واحدة من النقاط الصعبة» مضيفة أن كاميرون «شدد على أهمية الانتقال (السياسي) بدون الأسد وتشكيل حكومة تكون. ممثلة تماماً لكل قطاعات سوريا».

وأوضحت أن القادة الأوروبيين وجهوا رسالة واضحة وهي «الحاجة لضمان عدم استهداف المدنيين أو قصفهم وأننا نريد استمرار الهدنة». وقالت إن بوتين اتفق على ضرورة استمرار الهدنة.

محادثات

وشدد وزير الخارجية الروسي، سيرغي لافروف، على عدم وجود علاقة بين قرار وقف إطلاق النار وبدء المحادثات. وأكد لافروف في حديث لوكالة «تاس» الروسية أن قرار الهدنة غير متعلق بأي إطار زمني، مشيراً إلى أنه جزء من الاستراتيجية المعتمدة من قبل مجلس الأمن حيث سيعمل وقف إطلاق النار وتوصيل المعونات الإنسانية على تعزيز العملية السياسية.

واتهم الأمين العام المساعد للحلف الأطلسي السفير الأميركي الكسندر فيرشبو روسيا بتعقيد عملية البحث عن تسوية في سوريا عبر قصف قوات المعارضة المعتدلة.

وحمّل رئيس الوزراء التركي، أحمد داود أوغلو، النظام وروسيا مسؤولية خرق وقف النار في سوريا، فيما قال نائب رئيس الوزراء التركي، نعمان قرطلموش، في مقابلة مع قناة «العربية» إنه لا بد من نجاح الهدنة في سوريا، وجدد موقف أن قرة الرافض لبقاء بشار الأسد في مستقبل سوريا. واتهم قرطلموش الولايات المتحدة بتسليح جماعات كردية معادية لتركيا. واعتبر أن «خيار المنطقة العازلة بات غير ممكن».

مصير الأسد

قال مبعوث الأمم المتحدة ستافان دي ميستورا أمس، إن الشعب السوري وليس الأجانب، هو من يقرر مصير الرئيس بشار الأسد. وأضاف في مقابلة مع قناة «فرانس 24»: ألا يمكننا أن نترك السوريين ليقرروا ذلك في الواقع؟! لماذا يجب أن نقول مسبقاً ما يجب أن يقوله السوريون طالما أن لديهم الحرية والفرصة لقول ذلك؟! وتابع «نحن نقول إن من المفترض أن يكون الحل بقيادة سورية وملك للسوريين».

Email