النظام يسعى لاستعادة المزيد من المناطق وسط تبادل الاتهامات

غارات على دوما للمرة الأولى منذ سريان الهدنة

ت + ت - الحجم الطبيعي

تعرضت أطراف مدينة دوما أبرز معاقل الفصائل المعارضة في الغوطة الشرقية في ريف دمشق لقصف جوي أمس، للمرة الأولى منذ سريان اتفاق وقف الأعمال القتالية، ما تسبب بمقتل شخص، فيما تستمر القوات الحكومية والميليشيات الداعمة لها بمحاولة استعادة مناطق خاضعة لسيطرة المعارضة قرب العاصمة وسط تبادل الاتهامات بخرق الهدنة.

وقال مدير المرصد السوري لحقوق الإنسان رامي عبد الرحمن، «نفذت طائرات حربية لم تعرف هويتها غارتين على أطراف مدينة دوما، ما أدى إلى مقتل شخص لم يعرف إذا كان مدنياً أم مقاتلاً».

وبحسب عبد الرحمن، فإن هذه الغارات هي «الأولى على الغوطة الشرقية منذ سريان الهدنة» بموجب اتفاق لوقف الأعمال القتالية في مناطق سورية عدة.

وتحدثت تنسيقية مدينة دوما على صفحتها في موقع فيسبوك عن «ثلاث غارات حربية عنيفة يعتقد أنها روسية استهدفت أطراف المدينة». وذكرت التنسيقية أن الغارات تزامنت «مع قصف مدفعي عنيف استهدف المدينة في خرق واضح وصريح للهدنة».

كما قال المرصد إن القوات الحكومية استهدفت بالقذائف والصواريخ مدينة الغسانية الواقعة بين الحدود التركية ومدينة جسر الشغور التي تسيطر عليها المعارضة في محافظة إدلب.

وبعد نحو أسبوع على دخول الهدنة في سوريا حيز التنفيذ، تستمر القوات الحكومية السورية والميليشيات الداعمة لها بمحاولة استعادة مناطق خاضعة لسيطرة المعارضة المسلحة قرب العاصمة دمشق.

وقال فصيل «جيش الإسلام» المعارض في ريف دمشق إن القوات الحكومية تحتشد في محاولة للسيطرة على مزيد من الأراضي الخاضعة لسيطرة المعارضة في ريف دمشق، بعد أن استعادت بالفعل مناطق أخرى منذ دخل اتفاق وقف العمليات القتالية حيز التنفيذ.

وقال رئيس المكتب السياسي لما يسمى جيش الإسلام، محمد علوش، «هناك خروقات كبيرة من جهة النظام واحتلال لمناطق جديدة واستخدام كل أنواع السلاح، لا سيما الطيران والبراميل المتفجرة». وأضاف أن القوات الحكومية «حشدت في بعض المناطق لاحتلال مناطق استراتيجية مهمة جداً». ويحتدم الصراع بين القوات الحكومية وفصائل المعارضة في جوبر وداريا على أطراف دمشق منذ نحو عامين.

وأشار علوش إلى أن المساعدات التي تم إدخالها في الأيام الأخيرة للمناطق الخاضعة لسيطرة المعارضة وتحاصرها الحكومة «لا تكفي عشرة في المئة من الحاجات المطلوبة وأكثر المناطق لم يدخلها شيء».

واعتبر «جيش الإسلام» أن الحرب لم تتوقف في سوريا، وقال في بيان إن «مواجهاتنا مع عصابات الأسد لم تتوقف، سواء في الغوطة أو في حمص أو حلب، وبالنسبة لنا لم تتوقف الحرب عملياً على الأرض في ظل هذه الانتهاكات، أما في حال تمت الهدنة فهي فرصة لإعادة بناء المجتمع والإنسان، حيث حاولت آلة الحرب تدميرهما».

تبادل اتهامات

من جهتها، قالت وحدات حماية الشعب الكردية السورية إن جماعات المعارضة المسلحة بمنطقة حلب لا تحترم اتفاق وقف الأعمال القتالية واتهمتها بمهاجمة منطقة الشيخ مقصود ذات الأغلبية الكردية في حلب ومناطق أخرى قرب المدينة.

وذكر تقرير للوحدات أن الفصائل لم تلتزم بوقف إطلاق النار ووقف العمليات القتالية. ومضى يقول إن على النقيض استأنفت الهجمات العنيفة والقصف العشوائي خاصة لمنطقة الشيخ مقصود.

كما اتهمت وحدات حماية الشعب جماعات معارضة بانتهاك الاتفاق في مناطق إلى الشمال من مدينة حلب. وقالت إن هذه الفصائل لم تلتزم بالهدنة المعلنة وواصلت هجماتها على مدينة عفرين وقرى قريبة وجميع المواقع الخاضعة لسيطرة وحدات حماية الشعب. ‭‭

وقالت الوحدات إن دبابات تركية أطلقت عشرات القذائف على مواقعها في منطقة عفرين. ‬‬

في الوقت نفسه، اتهمت جماعات معارضة وحدات حماية الشعب بخرق وقف إطلاق النار وشن هجمات منذ بدء سريانه.

ونقلت وكالات إعلام روسية عن وزارة الدفاع قولها إن تركيا قصفت وحدات كردية تقاتل ضد جبهة النصرة بينما تعبر طوابير من الشاحنات الحدود من تركيا إلى سوريا يومياً لنقل شحنات وأسلحة للمعارضة المسلحة. وقالت الوزارة إنها سجلت 41 خرقاً لاتفاق وقف الأعمال القتالية في سوريا خلال اليومين الماضيين.

ونفى جيش الإسلام ما ذكرته تقارير إعلامية روسية بأن بعض أعضائها وقعوا اتفاقات لوقف إطلاق النار. وأضافت الجماعة في بيان أن جيش الإسلام «يكذب الأخبار التي أوردها مجلس تنسيق قاعدة حميميم العسكرية والتي تحدثت عن انضمام قواتنا العاملة في بلدة الرحيبة الواقعة في القلمون الشرقي لاتفاق وقف إطلاق النار.

شبح سريبرينتسا

حذرت منظمات غير حكومية في واشنطن من أن حلب في طريقها لأن تحاصَر من قبل النظام، وقد تلقى المصير ذاته الذي لقيته مدينة سريبرينتسا البوسنية في 1995، ، في إشارة إلى مجزرة راح ضحيتها أكثر من 8000 مسلم في البوسنة بأيدي ميليشيات صرب البوسنة. واجتمع مسؤولون عن منظمات إنسانية، منها «اوكسفام» في واشنطن.

Email