أطلقت «عاصفة الحزم» و«إعادة الأمل» في اليمن وأعلنت عن تحالف إسلامي لمحاربة الإرهاب

السعودية.. انتقال سلس للحكم وسلـمان يُمكّن جيل المستقبل

صورة
ت + ت - الحجم الطبيعي

شهد العام 2015 أحداثاً عدة غيرت في هيكل الدولة السعودية، واعتبر بداية لانتقال السلطة من جيل الأبناء إلى الأحفاد بطريقة سلسة وماتبع ذلك من قرارات حكيمة اصدرها خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز جعلت مشاعر الحزن تختلط بالفرح وقللت من هول فجيعة رحيل الملك عبدالله بن عبدالعزيز على الشعب السعودي بشكل خاص والعربي بشكل عام، وعالميا عضدت المملكة وجودها كلاعب رئيسي لايمكن تجاوزه من خلال قيادتها واعلانها عن التحالف العربي لدعم الشرعية في اليمن واطلاقها لتحالف عسكري إسلامي لمحاربة الارهاب.

وتولى خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز قيادة البلاد وعيّن الأمير محمد بن نايف بن عبدالعزيز وليا للعهد نائباً لرئيس مجلس الوزراء ووزيراً للداخلية والأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز ولياً لولي العهد ووزيراً للدفاع.

ولعل تلك النقلة النوعية السلسة في نظام الحكم السعودي، وترسيم بداية عهد الجيل الثاني من الحكام السعوديين، أو جيل الأحفاد كما يحلو للبعض أن يسميه أثار دهشة العالم، حيث قدم الملك سلمان بن عبدالعزيز الذي كان يلقب بـ «حكيم آل سعود» دروساً مباشرة للعالم، في انتقال السلطة والتشكيلات الوزارية، فضلا عن اتخاذه لحزمة من القرارات والأوامر الملكية لخدمة الشعب السعودي.

ففي يوم الجمعة، ٢٣ يناير ٢٠١٥ نعى الديوان الملكي السعودي الملك عبدالله بن عبدالعزيز آل سعود، سادس ملوك المملكة بعد أن وافته المنية عن عمر ناهز الـ 90 عاما في تمام الساعة الواحدة من صباح ذلك اليوم، وعلى الفور تلقى ولي العهد نائب رئيس مجلس الوزراء آنذاك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود البيعة ملكاً على البلاد وفق النظام الأساسي للحكم.

ودعا الملك سلمان إلى مبايعة الأمير مقرن بن عبدالعزيز ولياً للعهد، وتمت البيعة من المواطنين السعوديين لخادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز وولي عهده في قصر الحكم في الرياض بعد صلاة العشاء من اليوم نفسه.

انجازات

ورغم أن فترة حكم الملك الراحل خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز لم تتجاوز 10 أعوام فقط إلا أنها كانت زاخرة ومليئة بالمشاريع التنموية العملاقة، التي كان لها أثر كبير في رفع المستوى المعيشي للشعب السعودي، وكان من ابرز تلك الانجازات عمارة الحرمين الشريفين وتوسعة الساحات الشمالية ومشروع مدينة الملك عبدالله الطبية، ومشروع منشأة الجمرات، ومشروع قطار المشاعر والحرمين، ومشروع توسعة المسعى مع مشاريع تطوير الشامية، ومشروع ساعة مكة العملاقة.

إعفاء وتعيين

وشهدت السعودية في يوم الأربعاء 29 إبريل 2015 احد اهم أحداثها إذ استجاب خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز لطلبي الأمير مقرن بن عبدالعزيز والأمير سعود الفيصل بإعفائهما من منصبيهما. واختار الملك سلمان الأمير محمد بن نايف وليا للعهد وتعيينه نائبا لرئيس مجلس الوزراء وزيرا للداخلية رئيسا لمجلس الشؤون السياسية والأمنية، كما اختار الأمير محمد بن سلمان وليا لولي العهد وتعيينه نائبا ثانيا لرئيس مجلس الوزراء وزيرا للدفاع رئيسا لمجلس الشؤون الاقتصادية والتنمية وبذلك دخلت المملكة العربية السعودية عهدا جديداً.

وشهدت المملكة خلال 2015 أكبر تعديل وزاري تم منذ عقود وتم خلاله تعيين الأمير منصور بن مقرن مستشارا لخادم الحرمين بمرتبة وزير، وتعيين المهندس خالد الفالح وزيرا للصحة، وتعيين د. مفرج الحقباني وزيرا للعمل، وتعيين خالد اليوسف رئيسا لديوان المظالم، وإعفاء د. محمد الجاسر وزير الاقتصاد والتخطيط وتعيينه مستشارا بالديوان الملكي، وإعفاء عادل فقيه وتعيينه وزيرا للاقتصاد والتخطيط، بالاضافة لآخرين.

عاصفة الحزم

ولعل أبرز إنجاز على الصعيد السياسي والعسكري للمملكة كان استجابتها لطلب الرئيس اليمني عبدربه منصور هادي باستعادة الشرعية التي انقلب عليها المتمردون في اليمن، فكان قرار تشكيل التحالف العربي الذي قادته السعودية وشاركت فيه إلى جانب دولة الإمارات العديد من الدول العربية، ليكون أول تحرك من نوعه في تاريخ العرب الحديث بأخذ العرب المبادرة للتصدي للتدخلات الخارجية في شؤون المنطقة، وعلى رأسها التدخل الإيراني في شؤون اليمن عبر دعم الحوثيين وتزويدهم بالأسلحة والتدريب العسكري.

ونجحت المملكة مع شقيقاتها في التحالف العربي باستعادة معظم المناطق التي احتلها الانقلابيون في جنوب اليمن بعد إنتهاء عاصفة الحزم وانطلاق إلعادة الأمل، كما قدمت المملكة تضحيات في المنطقة الحدودية مع اليمن عبر ردع محاولات متكررة للتمرد بالتوغل في الأراضي السعودية. وفي منتصف ديسمبر أعلنت السعودية تشكيل تحالف عسكري إسلامي يضم 34 دولة لمحاربة الإرهاب.

موازنة 2016

ولم يكد العام ينتهي الا وأعلنت المملكة يوم الاثنين 28 ديسمبر عن موازنتها العامة للدولة لعام 2016، استحوذ فيها قطاعا الأمن والتعليم والتدريب والقوى العاملة استحوذا على نصيب الأسد.وتتوقع الحكومة السعودية أن تبلغ الإيرادات 513.8 مليار ريال (حوالي 137 مليار دولار)، مقابل نفقات تصل إلى 840 مليار ريال (ما يعني عجزا مقداره 326.2 مليار ريال).

وقالت وزارة المالية في بيان الميزانية: «نظرا للتقلبات الحادة في أسعار النفط في الفترة الأخيرة فقد تم تأسيس مخصص دعم الميزانية العامة بمبلغ 183 مليار ريال، لمواجهة النقص المحتمل في الإيرادات ليمنح مزيدا من المرونة لإعادة توجيه الإنفاق الرأسمالي والتشغيلي على المشاريع القائمة والجديدة... ولمواجهة أي تطورات في متطلبات الإنفاق».

ومن شأن تأسيس مخصص دعم الميزانية العامة تخفيف الضغط عن الحكومة للجوء لتسييل أصول أجنبية من أجل سد عجز الموازنة، وكذلك ضمان استمرار تمويل المشروعات المقررة. وحملت الميزانية زيادات في اسعار المحروقات والكهرباء.

431

شهدت المملكة خلال العام المنصرم عددا من المحاولات لزعزعة استقراراها عبر عدد من العمليات الارهابية فكان استهداف تنظيم داعش لـ 3 مساجد بالمملكة، بدأها بتفجير بمسجد بالقديح في القطيف يوم 22 مايو أثناء صلاة الجمعة، ما أدى لاستشهاد 20 شخصاً.

وفي 29 مايو، حاول انتحاري استهداف المصلين بجامع العنود بالدمام، غير أنه فجّر نفسه قبل دخول المسجد، ما أدى لاستشهاد 4أشخاص، وفي السادس من أغسطس استشهد 12 رجل أمن و3 عمال، في تفجير انتحاري استهدف مسجد قوات الطوارئ بأبها.

 فيما تمكنت الاجهزة المختصة يوم 19 يوليو من تفكيك «تنظيم إرهابي» ينتمي لداعش. وحسب بيان لوزارة الداخلية،تم اعتقال 431 عنصرا ينتمون للتنظيم الإرهابي الذي يعمل ضمن 3 خلايا.

Email