محللون لـ«البيان»: تعاون الرياض وأنقرة حائط صد للأطماع

ت + ت - الحجم الطبيعي

اتفق خبراء ومحللون سياسيون سعوديون وعرب مقيمون في المملكة على أن زيارة الرئيس التركي رجب طيب أردوغان للمملكة العربية السعودية، ومباحثاته مع خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز، مثلت أهمية بالغة بالنظر إلى الملفات المشتركة والملفات الإقليمية المعقدة، إضافة إلى ما تتمتع به الدولتان من ثقل سياسي، وما تضطلعان به من دور محوري بالغ القوة في منطقة الشرق الأوسط.

وأكّد الخبراء في تصريحات لـ«البيان»، أن «المصالح والأهداف التي تربط تركيا بالعالم العربي والسعودية على وجه الخصوص باتت تحتم على كل من الرياض وأنقرة الدخول في تعاون مكثف في إطار مؤسساتي تجسد أخيرا في الإعلان عن مجلس تعاون استراتيجي مشترك وفق ما صرح به وزير الخارجية السعودية عادل الجبير، الذي قال بشأن المجلس إنه سيكون مهتما بأمور عديدة بما فيها الأمور الأمنية والعسكرية والسياسية والاقتصادية والتجارية والاستثمارية والطاقة وغيرها».

وأجمع الخبراء على أن المملكة العربية السعودية تتمتع بعمق استراتيجي ديني واقتصادي وجغرافي، فيما تمتلك تركيا عمقاً استراتيجياً كبيراً في الشرق الأوسط.

مصالح عالميْن

وقال الخبير والمحلل السياسي د. حسين بن فهد الأهدل إن الحوار السعودي - التركي المستمر والذي توج أخيراً بإعلان مجلس تعاون استراتيجي مشترك، يصب في مصلحة العالمين العربي والإسلامي، ويعمق القدرة على معالجة القضايا الساخنة بالمنطقة، معالجة تراعي حقوق الشعوب، وتحترم الشرعية، وتواجه الأطماع الإقليمية والعالمية. ويشير إلى أن السعودية وتركيا تتقاسمان الموقف بشأن الأزمة السورية والقضية الفلسطينية، ولتركيا موقف داعم بقوة للتحالف العربي الذي تقوده المملكة العربية السعودية، لاستعادة الحكومة الشرعية في اليمن لدورها، وإنهاء الانقلاب الحوثي.

ترتيب مصالح

من جهته، شدد الكاتب والمفكر الاستراتيجي د. كامل بن عبد الله الشمري على أن «زيارة أردوغان والتي تعد الثالثة للسعودية في عام 2015، اكتسبت أهمية خاصة لكونها جاءت بعد أقل من أسبوعين من إعلان السعودية تشكيل تحالف عسكري إسلامي بهدف محاربة الإرهاب، كما انه جاء بعد لقاء تم بين الزعيمين خلال الشهر الماضي عندما سافر الملك سلمان بن عبد العزيز إلى تركيا للمشاركة في قمة العشرين التي عقدت في أنطاليا».

وقال الشمري إنّ «مجلس التعاون الاستراتيجي المشترك بين البلدين سيمكنهما من لعب دور أكثر تأثيرا في المنطقة، خاصة بعد التدخل الروسي إلى جانب الخطر الذي أصبح يشكله تنظيم داعش».

تعاون

أكّد الكاتب والمحلل السياسي المصري مجدي صادق، أنّ «السعودية تتمتع بعمق استراتيجي ديني واقتصادي وجغرافي، كما أنَّ تركيا تمتلك عمقاً استراتيجياً كبيراً في الشرق الأوسط، فيما يواجه البلدان العديد من التحديات الخطيرة».

وأضاف أنّ «النظرة التحليلية التاريخية ولو كانت خاطفة تسعفنا بالقول إن هذا التعاون الاستراتيجي فرضته الأوضاع المتأزمة في المنطقة وخاصة في سوريا واليمن، وما نجم عنهما من تدخلات إيرانية سافرة، وظهور الجماعات الدينية المتطرفة.

Email