أجيال ما زالت تردّد مقولته : البترول العربي ليس أغلى من الدم العربي

دور تاريخي لا يُنسى للشيخ زايد في حرب أكتوبر

■ تمثال الشيخ زايد بمصر

ت + ت - الحجم الطبيعي

سطر التاريخ صفحات مشرقة عكست العلاقات العميقة التي جمعت بين مصر ودولة الإمارات التي ساندت مصر في العديد من المناسبات الهامة والفارقة، إذ لم يكن الدعم الذي قدمته الدولة للقاهرة في أعقاب ثورة 30 يونيو 2013 إلا امتداداً لذلك المشوار الطويل من العلاقات الثنائية المميزة، فكان الدعم والمساندة الإماراتية لمصر خلال حرب 6 أكتوبر 1973 أهم البصمات التي تركت انطباعاً إيجابياً لدى المصريين حول دولة الإمارات ودورها، وجعلت من اسم المغفور له الشيخ زايد محفوراً بقلب كل مصري وعربي.

ورغم أن الإمارات لم تكن الدولة العربية الوحيدة التي قدمت الدعم لمصر خلال حرب أكتوبر 1973، حيث قدمت معظم الدول العربية الدعم والسند العسكري والمادي والمعنوي في موقف تجلت فيه روح العروبة، إلا أن مواقف مؤسس دولة الإمارات العربية المتحدة المغفور له بإذن الله الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان كانت متفردة، وظلت كلماته تتناقلها الأجيال جيلاً بعد جيل، حيث قال «البترول العربي ليس أغلى من الدم العربي».

مواقف بطولية

وبينما تحل ذكرى حرب أكتوبر المجيدة ويحتفل المصريون بها، فإن ذكرى الشيخ زايد ومواقف الإمارات البطولية في دعم مصر تظل حاضرة في أجواء الاحتفالات. وبحسب ما أكده الرئيس السابق لهيئة عمليات القوات المسلحة المصرية اللواء عبد المنعم سعيد، فإن الشيخ زايد قدم الدعم الاقتصادي لمصر عقب نكسة يونيو 1967 التي سميت حرب الأيام الستة، والتي شنت خلالها إسرائيل هجمات على عدد من الدول العربية (مصر وسوريا والأردن) واحتلت كل سيناء وقطاع غزة والضفة الغربية والجولان، حتى تم استئناف الجهود المصرية في إعادة بناء الجيش وترتيب أوراقها من جديد.

معركة البترول

المقولة الشهيرة للشيخ زايد «النفط العربي ليس أغلى من الدم العربي» التي كانت إيذاناً بفتح معركة البترول الشهيرة التي خاضتها دول الخليج وقتها، جسّدت أبرز مواقف الإمارات الداعمة لمصر في حرب 1973، إلا أن البعض يجهل الجهود التي بذلتها الإمارات خلال فترة الحرب، حيث كان الشيخ زايد من أول زعماء العرب الذين وجهوا بضرورة الوقوف إلى جانب مصر في معركتها المصيرية ضد إسرائيل، مؤكداً أن «المعركة هي معركة الوجود العربي كله ومعركة أجيال كثيرة قادمة علينا أن نورثها العزة والكرامة».

مساعدة طبية

يذكر أستاذ العلاقات الدولية بكلية الاقتصاد والعلوم السياسية بجامعة القاهرة د. محمد حسين لـ«البيان»، أنه بجانب وضع الإمارات لإمكانيتها المادية في خدمة جبهات الصراع العربي الإسرائيلي، فإن زايد أمدّ مصر بعدد كبير من غرف إجراء العمليات الجراحية المتنقلة، التي أمر بشراء كل المعروض منها في جميع أنحاء أوروبا وإرسالها مع مواد طبية وعدد من عربات الإسعاف وتموينية بصورة عاجلة مع بدء الحرب، كل ذلك دون أي مقابل.

واستعرض رئيس مركز الدراسات السياسية والاستراتيجية اللواء علاء بازيد، في حديث لـ «البيان»، ذلك الدور الذي لعبته دولة الإمارات في دعم حرب 1973 دولياً وحشد التأييد لها من خلال المؤتمر الذي عقده المغفور له الشيخ زايد في لندن وكان له صداه الدولي على شعوب العالم الرافضة للاحتلال، مشيراً إلى أن دولة الإمارات في ذلك الوقت فرضت على موظفيها التبرع بمرتب شهر كامل لصالح دعم مصر.

إضاءة

تحمل دولة الإمارات على عاتقها مهمة دعم العالم العربي ومساندة الدول العربية، حيث كان مؤسس دولة الإمارات الشيخ زايد واضحاً في مواقفه الداعمة لمعارك الهوية العربية القومية ولم يكن ليهادن أو حتى ليمتثل لأي ضغوط عليه ليتراجع عن تلك المواقف، ليظل خلفاء زايد على ذات النهج الذي رسمه.

Email