العقوبات تعاد خلال 65 يوماً إذا لم تلتزم طهران.. وخريطة طريق مع «الذرية»

اتفاق تاريخي يفكّك أزمة النووي الإيراني

المشاركون في مفاوضات فيينا في لقطة بعد توقيع الاتفاق ــ رويترز

ت + ت - الحجم الطبيعي

لمشاهدة الغرافيك بالحجم الطبيعي اضغط هنا

 

أبرمت القوى الدولية الكبرى وإيران أمس اتفاقاً تاريخياً في فيينا حول الملف النووي الإيراني، بعد 12 عاماً من تسميم هذا الملف العلاقات الإيرانية مع الدول الغربية، ليدخل الطرفان رسمياً مرحلة التطبيع، حيث يتضمن الاتفاق رفع جميع العقوبات مع قابلية إعادتها بعد 65 يوماً في حال عدم إيفاء طهران بالتزاماتها، وأولها زيارة وفد المفتشين للمواقع المشتبه بها خلال 24 يوماً، وفك تجميد مليارات الدولارات من الأصول المجمدة، كما سيكون ممكناً توريد السلاح بموافقة مجلس الأمن على الرغم من إبقاء الحظر لخمس سنوات مقبلة، مع الحفاظ على حق طهران في مواصلة الأبحاث النووية بطريقة لا تراكم مخزون اليورانيوم المخصب خلال عشر سنوات، تخفّض فيه بموجبها أيضاً عدد اجهزة الطرد المركزي بمقدار الثلثين.

 

وحاول كل فريق إبراز النقاط التي تظهره منتصراً، والاتفاق تضمن النقاط الكافية التي تؤيد هذه المقاربة للطرفين، وهو في صيغة سياسية أكثر توازناً «انتصار لكل الأطراف» و«لحظة تاريخية» بحسب وزير الخارجية الإيراني محمد جواد ظريف، فيما قرأ الاتحاد الأوروبي الاتفاق بأنه ليس فقط متعلقاً بالنووي بل بحقبة جديدة في العلاقات الدولية بعد 21 شهرا من المحادثات وجولة اخيرة استمرت اكثر من 17 يوما.

وجاء في نص الاتفاق ان ايران والقوى العالمية الست وافقت على آلية تسمح للوكالة الدولة للطاقة الذرية بالدخول الى المواقع النووية المشتبه بها في ايران خلال 24 يوما.

وقال دبلوماسيون غربيون ان الاتفاق يسمح بإعادة فرض العقوبات خلال 65 يوما اذا لم تلتزم ايران. وأشاروا الى ان عقوبات الأمم المتحدة المتعلقة بالصواريخ على إيران لن ترفع قبل ثماني سنوات.

أبحاث نووية

وأظهر النص الذي نشر على موقع وزارة الخارجية الروسية أنه سيكون بوسع إيران إجراء أعمال بحث وتطوير تتعلق باليورانيوم لاستخدامه في أجهزة طرد مركزي متطورة خلال أول عشر سنوات من الاتفاق.

أجهزة التخصيب

وتعهدت ايران بخفض عدد اجهزة الطرد المركزي المستخدمة لتخصيب اليورانيوم بمقدار الثلثين لمدة عشر سنوات.

وجاء في وثيقة إيرانية انه «على مدى عشر سنوات سيبقى عدد اجهزة الطرد المركزي بحدود 5060 جهازا تقوم بعمليات التخصيب في موقع نطنز و1044 جهازا آخر تبقى في حال العمل انما بدون تشغيلها في موقع فوردو». علما ان ايران تملك حاليا اكثر من 19 الف جهاز للطرد المركزي.

ونقلت وكالة الطلبة الإيرانية للأنباء عن رئيس هيئة الطاقة الذرية الإيرانية علي أكبر صالحي قوله إنه يراعي الخطوط الحمراء فيما يتعلق بدخول مفتشين إلى موقع بارشين العسكري.

إنهاء تجميد الأرصدة

وذكرت وكالة أنباء إيران الرسمية إنه سيجري انهاء تجميد مليارات الدولارات من أرصدة إيران. وأوضحت أن «العقوبات الاقتصادية والمالية سترفع عندما يبدأ تطبيق الاتفاق. الحظر والقيود المفروضة على التعاون الاقتصادي سترفع في جميع المجالات بما في ذلك الاستثمار في النفط والغاز. سيجري الإفراج عن مليارات الدولارات من أرصدة إيران المجمدة. سيجري رفع الحظر على الطيران بعد ثلاثة عقود. الحظر المفروض على البنك المركزي وشركة النفط الوطنية وخطوط الملاحة وإيران للطيران».

وأضافت: «سينتهي حظر شراء بعض التقنيات والآلات ذات الاستخدام المزدوج. وسيكون بإمكان إيران استيراد وتصدير السلاح حالة بحالة. هذه القيود ستكون لمدة خمس سنوات فقط».

الحالة الأولى

وأشارت الوكالة إلى أن «هذه هي المرة الأولى التي يستطيع فيها بلد تحت طائلة الفصل السابع من ميثاق الأمم المتحدة الخروج من هذا الفصل من خلال المفاوضات والدبلوماسية».

وفي تعقيبات توضح الاتفاق، اعلن وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف ان حظر الأسلحة سيظل ساريا لخمس سنوات، مع وجود طريقة تتيح لإيران تصدير وتوريد السلاح.

وأضاف أن روسيا تعتمد على التزام الولايات المتحدة بوعد قال إنها قطعته في 2009 بألا تنشر أنظمة دفاع صاروخي في أوروبا بمجرد إبرام اتفاق نووي مع إيران.

خريطة طريق

وفي اتفاق مخصص، وقعت ايران والوكالة الدولية للطاقة الذرية «خريطة طريق» تجيز التحقيق في النشاطات النووية السابقة لإيران التي يشتبه بأنها كانت تنطوي على بعد عسكري، حسبما اعلن المدير العام للوكالة.

طمأنة الحلفاء

وقال وزير الخارجية الأميركي جون كيري إن الاتفاق يمثل خطوة للابتعاد عن الصراع والانتشار النووي، مؤكداً أنه لا يتوقع أن يرفض الكونغرس الاتفاق رفضا نهائيا. وطمأن كيري حلفاء واشنطن بالقول إن بلاده ستظل تدعم حلفاءها وشركاءها الرئيسيين في الشرق الأوسط، وستحرص على صد أي أنشطة إيرانية تزعزع الاستقرار.

مصادقة وطمأنة

واعلن وزير الخارجية الفرنسي لوران فابيوس ان مجلس الأمن الدولي سيصدر قرارا خلال بضعة ايام يصادق فيه على الاتفاق. وطمأن الجهات القلقة من أن الاتفاق سيكون قويا بما يكفي لعشر سنوات على الأقل.

لقطات

أطول مفاوضات

تشكل محادثات فيينا التي استغرقت 21 شهراً احدى اطول جولات المفاوضات الدولية على المستوى الوزاري في مكان واحد، منذ تلك التي افضت الى اتفاقات دايتون (الولايات المتحدة) وانهت في عام 1995 حرب البوسنة.

 

لا احتفالات

لم يؤد الاتفاق حتى ظهر أمس الى احتفالات شعبية في إيران بسبب الصيام ودرجات الحرارة المرتفعة، إلا أن هناك خلافات سياسية أيضاً تجعل من الدعوة للاحتفال مثار جدل لدى تيارات سياسية ترفض الاتفاق.

 

جني الثمار

ستحتاج إيران إلى عام كامل كي تتمكن من الوصول لطاقتها التصديرية الكاملة للنفط بعد أي تخفيف للعقوبات، أي نحو مليوني برميل، وهو ما سيؤدي إلى خفض أكبر في أسعار النفط العالمية بسبب زيادة المعروض.

Email