تقارير البيان

مشروع فرنسا للسلام يصطدم برفض إسرائيلي

ت + ت - الحجم الطبيعي

أعادت وزارة الخارجية الفرنسية بحث مشروعها لاستئناف المفاوضات، بالتنسيق مع الجانب الفلسطيني، وعدد من الدول العربية والأطراف الدولية بعد أن كان هذا المشروع فشل قبل شهور عدة، بسبب رفض الجانب الفلسطيني للمبادئ، التي طرحها وزير الخارجية الفرنسي في حينها، الذي حاول تعديلها غير أن الولايات المتحدة طلبت من فرنسا تأجيل ذلك، وهو ما حصل.

والآن تعيد فرنسا صياغة مبادئها، الأمر الذي استشاطت إسرائيل على أثره غضباً لا سيما أنها مستثناة من المباحثات الجارية.

ومع الانتهاء من تشكيل الحكومة الإسرائيلية جدد الرئيس الأميركي بارك أوباما التزام بلاده بحل الدولتين، داعياً الطرفين الفلسطيني والإسرائيلي إلى ما أسماه «إظهار الجهد» للوصول إلى حل الدولتين، في حين كشف الرئيس محمود عباس عن مبادرة فرنسية لإنهاء الاحتلال الإسرائيلي للأراضي الفلسطينية، غير أن شكوك فلسطينية كبيرة رسمياً وشعبياً سائدة حول قدرة المشروع الفرنسي على إعادة إحياء عملية السلام.

غضب إسرائيلي

وفي ذات السياق كشف موقع صحيفة «هآرتس» النقاب عن لقاء وصف بـ«الناري» جرى الأسبوع الماضي في مقر وزارة الخارجية الإسرائيلية في القدس المحتلة، جمع وفداً للخارجية الفرنسية مع نظيره الإسرائيلي، الذي شهد مشادات وتوتراً وارتباطاً بالمقترح الفرنسي المنوي تقديمه لمجلس الأمن في ما يتعلق بالصراع الفلسطيني- الإسرائيلي.

وأشارت الصحيفة إلى ما وصفته بالتوتر الشديد، الذي ساد الاجتماع منذ بدايته وطغى على النقاش اتهامات مباشرة من قبل إسرائيل للفرنسيين بعدم إشراكهم في تفاصيل هذه المبادرة، فيما رد الفرنسيون بعدم تضمينهم أي مبادئ جديدة لمشروعهم لحل الصراع الفلسطيني- الإسرائيلي.

مطالب فلسطينية

من جانبه، أشار الأمين العام لحركة الأحرار خالد أبو هلال في حديث لـ«البيان» إلى أنه لو كان الإسرائيليون يتعاطون مع المفاوضات لكان ممكناً عقد الأمل على نجاح المبادرة الفرنسية. وأضاف: «ولكن المبادرة تطرح في ظل حكومة إسرائيلية لا تعترف بشيء، وإسرائيل داست كل شيء بجنازير دباباتها، ومنذ أوسلو لم يتم تشكيل حكومة إسرائيلية بهذه الصورة اليمينية المتطرفة».

من جهته قال عضو المجلس الاستشاري لحركة فتح يحيى رباح «جرت الانتخابات الإسرائيلية وفاز اليمين الإسرائيلي وتشكلت الحكومة والمجال مفتوح أمام من يريد أن يسهم في العملية السياسية، والفرنسيون لهم مشروع يتحدثون عنه منذ فترة، بالنسبة لنا مطلبنا واضح نريد إنهاء الاحتلال في فترة محددة، وليس مفاوضات مفتوحة بلا مدى».

أما الكاتب والمحلل السياسي سميح شبيب فأوضح أن الفرنسيين يريدون أن يلعبوا دوراً ما من خلال هذه المبادرة التي تأتي في ظل تغيرات في المواقف الأوروبية وموجة الاعترافات بالدولة الفلسطينية والمقاطعة الأكاديمية والاقتصادية لمنتجات المستوطنات، مضيفاً أن «إسرائيل لن تقبل تنفيذ هذه المبادرة في ظل وجود هذه الحكومة اليمينية برئاسة بنيامين نتانياهو».

لفت عضو اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير صالح رأفت إلى أن إسرائيل تريد الاستفراد بالشعب الفلسطيني وبناء المزيد من المستوطنات في الضفة الغربية والقدس، وتعمل على ضرب المشروع الفلسطيني من خلال فصل قطاع غزة عن الضفة. وأردف أن الحكومة الجديدة ستواصل العمل على منع إقامة الدولة الفلسطينية، وتعزيز قوة مناهضة وبديلة لمنظمة التحرير لتكريس احتلالها.

Email