مسيرات تعم مختلف المدن وإصابة العشرات برصاص الاحتلال

الفلسطينيون يعمّدون بدمائهم ذكرى «النكبة»

صورة
ت + ت - الحجم الطبيعي

شهدت الأراضي الفلسطينية المحتلة أمس، مسيرات وفعاليات أكدت التمسك بحق العودة في الذكرى الـ67 للنكبة التي شهدت مجازر وتهجيراً للفلسطينيين من أرضهم، مع إعلان قيام كيان الاحتلال في العام 1948، ما أدى إلى إصابة العشرات بالرصاص الحي والمعدني المغلف بالمطاط، فضلاً عن الاختناق بقنابل الغاز. وانطلقت صافرات الإنذار، منتصف يوم أمس، لسبع وستين ثانية تعبر عن سنوات النكبة.

وأصيب أكثر من 17 فلسطينياً بالرصاص الحي والمعدني والعشرات بحالات اختناق إثر قمع قوات الاحتلال الإسرائيلي لمسيرات عدة انطلقت في عدة مناطق في الضفة الغربية المحتلة إحياء للذكرى الـ67 للنكبة.

القدس

ففي مدينة القدس المحتلة انطلقت مسيرة حاشدة عقب الانتهاء من صلاة الجمعة في المسجد الأقصى المبارك رفعت فيها الأعلام الفلسطينية والرايات السوداء. وهاجمت قوات الاحتلال المشاركين في المسيرة بالعصي وأعقاب البنادق ما أدى إلى إصابة عدد منهم بجروح.

وفي نعلين قرب رام الله هاجمت قوات الاحتلال مسيرة سلمية انطلقت بعد صلاة الجمعة إحياء للذكرى أصيب خلالها تسعة فلسطينيين بالرصاص الحي والمعدني المغلف بالمطاط، فيما أصيب العشرات بحالات اختناق.

بلعين

أما في قرية بلعين المجاورة فأصيب عشرات الفلسطينيين بحالات اختناق واحترقت عشرات أشجار الزيتون خلال قمع قوات الاحتلال الإسرائيلي للمسيرة الأسبوعية المناوئة للاستيطان والجدار العنصري.

وذكرت مصادر فلسطينية أن جنود الاحتلال أطلقوا الرصاص المعدني المغلف بالمطاط وقنابل الصوت والغاز المسيل للدموع باتجاه المشاركين، ما أدى إلى إصابة العديد منهم بحالات اختناق كما تسببت قنابل الغاز باشتعال النيران في عشرات أشجار الزيتون.

وفي بلدة بيتونيا قرب رام الله أصيب ثلاثة شبان بالرصاص الحي خلال مواجهات مع قوات الاحتلال في محيط معسكر عوفر الاحتلالي.

كما أصيب ثلاثة شبان في قرية كفر قدوم قرب قلقيلية شمال الضفة الغربية المحتلة عقب مهاجمة قوات الاحتلال للمسيرة الأسبوعية التي توجهت نحو الأراضي المهددة بالمصادرة لصالح الاستيطاني وجدار الضم والتوسع العنصري.

وفي مدينة بيت لحم جنوب الضفة اندلعت مواجهات عنيفة، حيث اقتحمت قوات لاحتلال المدينة من ناحية الجنوب، وأطلقت قنابل الصوت والغاز تجاه الشبان الذين خرجوا في مسيرة عقب صلاة الجمعة إحياء لذكرى النكبة.

في غضون ذلك، أصيب 10 فلسطينيين بعد أن أطلق جنود الاحتلال الرصاص الحي والمطاطي على محتجين في مدينة نابلس بالضفة الغربية المحتلة.

وكان الجيش الإسرائيلي فرض إجراءات أمنية مشددة في المدينة وأغلق الطرق المؤدية لما يعرف بـ «قبر يوسف» تمهيداً لزيارة ألف مستوطن يهودي للموقع.

ونظم الفلسطينيون احتجاجات ضد استفزاز المستوطنين ورشقوهم الحجارة واندلعت مواجهات مع جيش الاحتلال.

غزة

في قطاع غزة، أصيب أربعة شبان برصاص جيش الاحتلال خلال مواجهات اندلعت قرب الحدود بين قطاع غزة والأراضي المحتلة عام 1948 شرق مدينة غزة وفي خان يونس جنوب القطاع، أثناء مشاركة شبان في ذكرى النكبة.

 وقال الناطق باسم وزارة الصحة في غزة الطبيب أشرف القدرة إن «ثلاثة شبان في العشرينات من أعمارهم أصيبوا برصاص قوات الاحتلال شرق منطقة الشجاعية ونقلوا إلى مستشفى الشفاء لتلقي العلاج» واصفاً حالتهم بـ«المتوسطة حيث أصيبوا برصاص حي في الأقدام».

وفي خان يونس بين شهود عيان أن جندياً إسرائيلياً «أطلق النار من برج مراقبة عسكري تجاه مجموعة من المواطنين ما أسفر عن إصابة شاب اقترب من السياج الأمني بطلق ناري في قدمه».

إلى ذلك، أقدم لاجئون من مخيم الدهيشة جنوبي الضفة الغربية المحتلة، الذي يعيش فيه أكثر من 15 ألف لاجئ فلسطيني، قدموا من 44 قرية فلسطينية مهجرة، بزراعة أسطح منازلهم رغبة منهم في الحفاظ على علاقتهم مع الأرض.

أكد الرئيس الفلسطيني محمود عباس في كلمة تلفزيونية وجهها بمناسبة ذكرى النكبة الليلة قبل الماضية أن مخططات وبرامج حكومات إسرائيل فشلت في إنهاء القضية الفلسطينية.

وقال عباس إن الشعب الفلسطيني متمسك بأرضه وحقوقه، وإن ما جرى عام 1948 من هجرة ونزوح من أرضه لن يتكرر أبداً. وأضاف أن «قضية فلسطين لم تعد مختزلة بكونها قضية لاجئين، فالعالم من أقصاه إلى أقصاه يعترف بقضية فلسطين قضية تحرر وطني، وأن شعبها له الحق في تقرير المصير».

وشدد عباس على أنه «لا شرعية لكل ما تقوم به إسرائيل من استيطان، بما في ذلك القدس الشرقية التي هي جزء لا يتجزأ من الأرض الفلسطينية التي احتلت عام 1967 وهي العاصمة الأبدية والخالدة لدولتنا الفلسطينية المنشودة».

Email