تقارير " البيان "

الليبيون يتطلعون إلى «عاصفة حزم» ضد الإرهاب

ت + ت - الحجم الطبيعي

يتطلع الشارع الليبي إلى موقف عربي مشابه لما حصل في اليمن ينتصر لشرعية الدولة ويصد الجماعات الإرهابية في ظل تفاقم الأزمة التي تعرفها البلاد، إذ أكّد القائد العام للقوات المسلّحة الليبية الفريق أول خليفة حفتر، إنّه لا يعارض إطلاق عملية مشابهة لـ«عاصفة الحزم» في ليبيا، لا سيّما بعد أن تمكنت عناصر «داعش» من دخول البلاد.

ويرى المراقبون المحليون أنّ الحل السياسي في ليبيا لن يتحقّق في غياب قوة الردع العسكري والأمني من قبل أجهزة الدولة التي تحتاج إلى التسليح والدعم العربي، حيث إنّ الميلشيات تغلغلت في مناطق مهمة من البلاد، وسيطرت على عدد كبير من المدن كما أن «داعش» وضع يده على مدن مثل درنة وسرت وصبراتة، فضلاً عن أحياء في بنغازي وطرابلس والزاوية ومرتفعات جبلية في ترهونة..

بينما تتمركز ميلشيات المتطرّفين التي يقودها أمراء الحرب التابعون لمنظومة «فجر ليبيا» والمرتبطون بجماعة الإخوان والجماعة الإسلامية المقاتلة في مدن أخرى كمصراتة وزليتن وطرابلس والخمس وغريان وصرمان والزاوية.

ورطة ميلشيات

ويشير المراقبون إلى أنّ «قادة الميلشيات ممن تورّطوا في جرائم ضد الشعب الليبي كالقتل والتعذيب والتهجير وهدم المساكن وتجريف الحقول والبساتين والنهب والسرقة والإشراف على السجون السرية، لن يقبلوا بالحل السلمي الذي قد يجعلهم عرضة للملاحقة القانونية»، لا سيّما وأنّ الدولة وإن كانت قادرة على التخلّي عن الحق العام فإنها لن تستطيع إرغام الضحايا على التخلّي عن حقهم في ملاحقة المجرمين.

ومثّلت عملية «عاصفة الحزم» في اليمن فرصة لتعبير العدد الأكبر من الليبيين عن تطلعهم إلى موقف عربي موحد لمساندة شرعية الدولة ممثلة في البرلمان المنتخب والحكومة عنه والجيش الوطني والقوات المساندة له.

موقف الثني

وفي السياق، أكد رئيس الحكومة الليبية المؤقتة عبد الله الثني أنّ «القادة العرب اتخذوا قراراً جريئاً عندما أدركوا خطورة الواقع باليمن وقاموا بتنفيذ عملية عاصفة الحزم»، مشيراً إلى أنّ «ليبيا ستتقدم بطلب لجامعة الدول العربية للتدخل عربياً في ليبيا لإعادة الشرعية». وأضاف أنّ «قرارات القمة العربية تصب في صالح الشعب الليبي»..

وتابع: «اليمن يعاني من نفس مشاكل ليبيا، حيث تنتشر الجماعات المسلّحة، ولا يمكن الموافقة على التدخل في اليمن لدعم الشرعية ولا يوافقون على قرارات بحسم الموقف في ليبيا»، لافتًا إلى أنّ «هناك مجموعة من الدول العربية تقف إلى جانب القضية الليبية منذ البداية».

قوة مشتركة

وكان البيان الختامي للقمة العربية دعا في الفقرة الخاصة ‫‏بليبيا إلى تقديم الدعم السياسي والمادي الكامل للحكومة الشرعية في‫ ‏ليبيا، ودعم الجيش الوطني، فيما طالب فرج أبو هاشم الناطق الرسمي باسم البرلمان الليبي مصر والدول العربية بالتدخّل في ليبيا عبر قوة عربية مشتركة مثل اليمن..

وقال إنّ «التوافق على إنشاء القوة العربية المشتركة كان النقطة الإيجابية في القمة العربية»، مؤكدا أنّ «الجيش الليبي أعلن مشاركته في هذه القوة، وطلب التدخل بقوة عربية مشتركة في ليبيا، التي تعاني من الإرهاب وتعاني من داعش». أما الناطق باسم الجيش الوطني الليبي، الرائد محمد الحجازي، فتوقّع مشاركة القوة العربية المشتركة، في العمليات العسكرية على الأراضي الليبية، لدعم الشرعية هناك والقضاء على وجود «داعش».

وجاء في بيان القيادة العامة للقوات المسلحة الليبية أنها "تؤيد العمليات العسكرية والضربات الجوية التي تم تنفيذها من القوات العربية المشتركة نظراً لما تمر به الأمة العربية من تحديات للجماعات الإرهابية وخاصة من الجماعات الانفصالية من الحوثيين »..

بينما أعلنت وزارة الخارجية الليبية في الحكومة المعترف بها دوليا"تأييدها المطلق لهذه العمليات العسكرية التي اتخذتها الدول العربية »داعية الى رفع الحظر الدولي المفروض على تسليح الجيش الليبي والى دعم دولي وعربي أكبر لمواجهة ميلشيات فجر ليبيا التي تتهمها بالاستيلاء على السلطة والعاصمة منذ اغسطس الماضي.

Email