تمسك فريقي 8 و14 آذار بمرشحيهما يزيد المسألة تعقيداً

التشنج والطائفية يعمّقان أزمة الفراغ الرئاسي في لبنان

 مجلس النواب مفتاح الحل والاتفاق | أرشيفية

ت + ت - الحجم الطبيعي

يعيش لبنان حالة من التوتر والانقسام إثر اقتراب ولوجه بعد أسبوع العام الثاني من دون أن يتم التوافق على رئيس للجمهورية خلفاً للعماد ميشال سليمان بعد انتهاء فترته الرئاسية، حيث يصر كل من تياري 8 و14 آذار على فرض مرشحه من دون أي تنازلات من أي طرف لصالح الآخر أو التوافق على مرشح جديد.

ومن المعروف أن رئيس الجمهورية في لبنان ينتخب بالاقتراع السري بغالبية الثلثين من مجلس النواب في الدورة الأولى، ويكتفى بالغالبية المطلقة في دورات الاقتراع التي تلي تلك الدورة. وتدوم الولاية الرئاسية ست سنوات ولا يجوز إعادة انتخاب الرئيس إلا بعد مرور نفس المدة (ست سنوات) بعد انتهاء ولايته..

لكن حصلت في بعض الحالات عمليات تمديد لولاية بعض الرؤساء مثل بشارة الخوري وإلياس الهراوي وإميل لحود، حيث تم التمديد لهم لنصف فترة رئاسية، مع العلم أنه في حالة لحود جرى الأمر في ظل خلافات عميقة وجاء اغتيال رئيس الوزراء الأسبق رفيق الحريري على وقعها ليزيدها تعقيداً.

مرشح 14 آذار

وفي ظل الانقسام الحاد الذي يعصف بلبنان يحتل شغور المنصب الرئاسي صدارة المشهد، حيث يصر فريق 14 آذار على ترشيح رئيس حزب القوات اللبنانية سمير جعجع لتسلم إدارة شؤون البلاد خلفاً لسليمان، فيما يرفض فريق 8 آذار هذا الترشيح ويعتبر أن جعجع كان أحد أمراء الحرب الأهلية وأنه دخل السجن وأدين بقتل عدد من المسؤولين اللبنانيين بمن فيهم رئيس الحكومة الأسبق رشيد كرامي..

ولم يغادر السجن إلا كأحد تداعيات اغتيال رئيس الوزراء الأسبق رفيق الحريري، وكان العفو حظي بمصادقة الرئيس الأسبق إيميل لحود.

مرشح 8 آذار

وبالمقابل يرى فريق 8 آذار أن رئيس التيار الوطني الحر العماد ميشيل عون هو الأقدر على إدارة البلاد في هذه المرحلة الحساسة التي تعيشها، كما أن هذا الفريق لا يقدم أي مرشح آخر ويرفض طرح بديل أو القبول بمرشح توافقي في ظل أن العماد عون يحظى بدعم الغالبية المسيحية ويتمتع حزبه بالكتلة الأكبر في مجلس النواب.

وسط هذه الحالة من الشد والجذب يطفو على السطح اسم الحقوقي المخضرم جان عبيد ليكون مفتاحاً لإنهاء الفراغ الرئاسي والحلحلة السياسية في البلاد، لكن المعطيات في الساحة اللبنانية والإقليمية تكشف أن أي مرشح لن يكتب له النجاح ما دامت العرقلة هي عنوان المرحلة.

هذه العرقلة تأتي من تعويل كل طرف على تغيير إقليمي أو حتى دولي يفضي إلى فرض وقائع ميدانية وسياسية جديدة على الأرض وفي أروقة السياسة، وبالتالي قبول الطرف الآخر بمرشحه وتسليمه بالأمر الواقع بعيداً عن مصالح البلاد أو مراعاة لأوضاعها الدقيقة والحساسة.

ووسط الفراغ الرئاسي وفي ظل التمديد للمجلس النيابي يعيش الشارع اللبناني حالة من التوتر ومخاوف مما تخبئه الأيام بعد أن طال شرر الأزمة السورية البلاد وأدخلها في أتون صراع طائفي رغم محاولات «النأي بالنفس» التي اتبعت خلال الشهور الأولى من اندلاع الأزمة في الجارة اللصيقة سوريا.

Email