الحكومة الإسرائيلية الجديدة الأكثر ميلاً لليمين في تاريخ دولة الاحتلال

ت + ت - الحجم الطبيعي

يلتصق التطرف بالحكومات الإسرائيلية الوليدة وترتفع معدلاته في علاقة طردية ترتفع بحسبها معدلات التطرف وهو ما يظهر جلياً بالعودة إلى الحكومات السابقة ومقارنتها بالحاضرة ــ الأكثر تطرفاً - التي تمكن بنيامين نتانياهو من تشكيلها وسط قلق فلسطيني واميركي وأوروبي لكونها الأكثر مناهضة للديمقراطية وشراهة للاستيطان.

ويعد تشكيل نتانياهو الحكومي الجديد الأكثر ميلاً لليمين في تاريخ إسرائيل، إذ خضع لابتزاز شركائه في الائتلاف الذين يضغطون مستغلين ضعفه وانعدام خياراته للحصول على كل ما يريدون وبناء امجادهم السياسية المستقبلية التي لن يحصدوها بمزيد من التطرف ضد الفلسطينيين بحيث يجد نتانياهو نفسه مضطراً لاطلاق العنان لهم خوفاً من سقوط حكومته التي لن تصمد لأكثر من عام بحسب المراقبين.

فضلا عن كون المعارضة تتربص به وتنصب له الكمائن التي سيفر منها باتجاه مزيد من التطرف تجاه الفلسطينيين لإرضاء جمهوره الاسرائيلي.

 وأعرب عضو تنفيذية منظمة التحرير د.صائب عريقات عن اعتقاده باستحالة تحقيق السلام مع الحكومة الإسرائيلية الجديدة؛ وقال عريقات إنه إذا كان بالإمكان أن تشرق الشمس من الغرب..

وأن تغرب في الجنوب فإنه يمكن صنع السلام مع الحكومة الإسرائيلية الجديدة برئاسة بنيامين نتانياهو، في حين اعتبر عضو اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير جميل شحادة في حديث لـ«البيان» حكومة نتانياهو الجديدة الأكثر تطرفا في كل القضايا وعلى كافة الصعد.

وفي ذات السياق عبر الأوروبيون والأميركيون بدورهم عن قلقهم من ما ستحمله الحكومة الجديدة في قابل الأيام، لاسيما على صعيد الاستيطان والتشريعات المترقبة، لاسيما وأن حقيبة وزارة القضاء ستتولاها آيليت شاكيد التي تعد رقم اثنين في حزب البيت اليهودي القومي المتطرف الذي يقوده نفتالي بينيت ..

وهي معروفة بتعليقاتها الحادة ضد الفلسطينيين والترويج لسياسة الاستيطان، فضلا عن كونها مساندة قوية للعديد من مشاريع القوانين العنصرية من بينها قانون يهودية اسرئيل، وكوزيرة للعدل ستكون في وضع يجعلها تدفع باتجاه المصادقة على مشروعات القوانين وإنفاذها. ويثير هذا في نفوس الدبلوماسيين الأجانب قلقا شديداً. وقال سفير دولة عضو في الاتحاد الأوروبي إنّ الخطوط الحمراء بالنسبة لنا ليست بشأن المستوطنات فحسب.

وأضاف هذا الدبلوماسي، عندما تنظر إلى بعض التشريعات المطروحة تجدها مثيرة جدا للقلق. إنها مناهضة للديمقراطية.

وفي أوروبا يناقش المسؤولون الخطوات التي يمكن اتخاذها حيال إسرائيل إذا استمرت في توسيع المستوطنات وهي عملية تمضي على قدم وساق بالإعلان هذا الأسبوع عن مناقصات لبناء 900 وحدة سكنية في القدس الشرقية المحتلة. وفي ذات السياق عبر الدبلوماسيون الأميركيون عن قلق أيضا لكنهم شددوا على ضرورة الانتظار إلى أن يتضح موقف التشريعات.

وتحاول الاطراف الدولية المختلفة ابقاء الباب مفتوحا للترويج لعمية سلام عقب تسلم الحكومة الجديدة لمهامها، وفي ذات السياق قال سفير الاتحاد الأوروبي في اسرائيل ان الجمود الذي يكتنف عملية التسوية يؤدي الى حدوث مزيد من اليأس في أوروبا من إمكانية تحقيق عملية التسوية بسبب تواصل الاستيطان في الضفة الغربية، بدوره أكد الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون انه سيبحث في خيارات واقعية للعودة لمحادثات التسوية بعد تأدية حكومة الاحتلال الجديدة اليمين الدستورية.

 

Email