معارك عنيفة على أبواب تدمر السورية

ت + ت - الحجم الطبيعي

دارت اشتباكات عنيفة بين قوات النظام ومقاتلي تنظيم داعش في شمال وشرق جنوب مدينة تدمر الأثرية التي أصبح مسلحو التنظيم على بعد كيلومتر واحد منها، ما استدعى النظام إلى إرسال تعزيزات عسكرية..

بينما اتهمت المعارضة النظام بالتخطيط لجريمة حضارية في المدينة الأثرية، على أمل أن توفر تلك الكارثة غطاء للخسائر التي يتكبدها على مختلف الجبهات. وأفاد المرصد السوري لحقوق الإنسان في بيان أمس: «بات مقاتلو التنظيم على بعد كيلومتر واحد من الموقع الأثري في مدينة تدمر»، التابعة لمحافظة حمص.

وأوضح المرصد أن النظام أرسل تعزيزات عسكرية إلى تدمر فيما يقصف الطيران الحربي محيط المدينة، مضيفاً أن الاشتباكات بين قوات النظام ومقاتلي تنظيم داعش تدور في شمال وشرق وجنوب المدينة.

حصيلة

وارتفعت حصيلة القتلى في المعارك المستمرة في المنطقة منذ فجر الأربعاء إلى 138، بينهم 73 من قوات النظام والمسلحين الموالين و65 من مقاتلي «داعش».

وبحسب المرصد، يقطن أكثر من 100 ألف سوري بينهم نازحون في مدينة تدمر والبلدات المجاورة.

تعزيزات النظام

ومن جهته، قال محافظ حمص، طلال البرازي إن قوات النظام أرسلت تعزيزات إضافية إلى مدينة تدمر، في محاولة لصد تقدم تنظيم داعش الذي بات على بعد كيلومتر واحد من المدينة الأثرية. وأكد البرازي أن الوضع في مدينة تدمر تحت السيطرة، مضيفاً أن تعزيزات برية في طريقها إلى المدينة وسلاح الجو والمدفعية يتعاملان مع أي عملية.

ويوجد في مدينة تدمر اليوم وفق البرازي، أكثر من 35 ألف نسمة، بينهم نحو تسعة آلاف نزحوا إلى المدينة منذ بدء النزاع السوري قبل أربعة أعوام. كما نزح المئات إلى المدينة من بلدة السخنة المجاورة بعد سيطرة التنظيم عليها الأربعاء.

المعارضة تتهم

إلى ذلك، أكد الائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة السورية، أن النظام السوري يؤلف مشهداً إجرامياً جديداً يؤدي أدواره عناصر داعش، مع اقتراب التنظيم المتطرف من السيطرة على مدينة تدمر الأثرية المصنفة ضمن لائحة التراث العالمي.

وصرح الناطق الرسمي باسم الائتلاف السوري سالم المسلط، بأن سلوك النظام في تلك المنطقة يكشف عن نواياه، وأنه مرتاح إلى الكارثة الحضارية التي يمكن أن يرتكبها تنظيم داعش في المدينة الأثرية، متأملاً أن توفر تلك الكارثة غطاء للخسائر التي يتكبدها على مختلف الجبهات، وتحجب جانباً من الضوء عن الجرائم المستمرة التي يرتكبها..

إضافة إلى أن الفوضى التي يفتعلها هناك ستفسح المجال لأزلامه ولدائرته الضيقة أمام نهب ما يمكن من الآثار بقصد بيعها. وأضاف المسلط أن الائتلاف الوطني يحذر من المخاطر التي ستنجم عن تنفيذ هذه الخطة بحق المدينة الأثرية..

ويطالب منظمة اليونسكو بالتحرك العاجل لحماية المدينة، واتخاذ الإجراءات اللازمة لدق ناقوس الخطر وتحميل المجتمع الدولي مسؤولياته. وتدمر مدرجة على لائحة تراث «اليونيسكو»، وتضم آثارا قديمة بهندسة تمزج بين الحضارتين الرومانية واليونانية مع تأثير فارسي.

Email