تقارير «البيان»

أزمة «الوفد» تبرئ الحكومة من إضعاف الأحزاب

ت + ت - الحجم الطبيعي

تدخل الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، لإنقاذ حزب الوفد الليبرالي أقدم وأعرق الأحزاب المصرية، من الأزمة العاصفة، التي نشبت بداخله مؤخراً، وشكلت جدلًا واسعًا بالساحة السياسية، انطلاقًا من طلب العديد من قيادات الحزب سحب الثقة من رئيس الحزب السيد البدوي، الذي انتشر له مؤخرًا تسجيلًا صوتيًا، هاجم فيه بعض المسؤولين والشخصيات البارزة بالدولة، ما استخدمه أعداؤه ضده أيضًا.

وعقد السيسي، اجتماعًا مع مجموعة من قيادات حزب الوفد الليبرالي، أكد فيه أن المرحلة الراهنة تقتضى إعلاء المصلحة الوطنية، ونبذ الخلافات والانقسامات وتوحيد الصف وتكاتف الجهود في مواجهة مختلف التحديات. وأوضح السيسي أنه يتعين التنسيق والتعاون بين مختلف القوى السياسية، سواء داخل الحزب الواحد أو بين الأحزاب وبعضها..

وذلك في ضوء الاستعدادات الجارية لعقد الانتخابات البرلمانية، لتشكيل مجلس نواب واع ومسؤول وقادر على إحالة نصوص الدستور، الذي أقر المصريون إلى واقع ملموس في حياة المواطنين، بما يسهم في تحقيق آمالهم وطموحاتهم.

اهتمام دولة

وتعليقًا على تدخل السيسي لحل أزمة حزب الوفد، أكد الباحث السياسي بمركز الأهرام للدراسات السياسية والاستراتيجية د. يسري العزباوي، أن «اجتماع السيسي بالأطراف المتصارعة في حزب الوفد الليبرالي، هو محاولة منه للم شمل الأحزاب العريقة مثل حزب الوفد»..

موضحًا أن «ذلك الاجتماع هو خير دليل على أن الدولة مهتمة بالأحزاب السياسية، وتنمية دورها خاصة عندما تكون أحزاب تشكل جزءًا من تاريخ مصر مثل حزب الوفد، الذي يعد أقدم حزب مصري، وبالتالي فهناك اتجاه من الدولة للحفاظ على الأحزاب، خاصة بعد انتشار حالة الضعف والانقسامات بداخلها».

سقوط اتهامات

وأوضح العزباوي في تصريحات لـ«البيان»، أن «هذا الاجتماع هو رسالة ودرس واضح لكل من شكك في نية الدولة تأسيس حياة برلمانية وسياسية سليمة، خلال المرحلة المقبلة»، مؤكدًا أنه «ليس من المفترض أن يلعب الرئيس دورًا كهذا، ولكن حتى وجود نظام سياسي يعمل على تقوية الأحزاب فإنه سيبدي اهتمامه لرأب الصدع داخل الأحزاب الكبيرة والمهمة والمؤثرة في الحياة الحزبية المصرية».

ووفق مراقبين، فإن تدخل السيسي على ذلك النحو أسقطت الاتهامات للدولة المصرية بمحاولة إضعاف الأحزاب.

أزمة داخلية

بدوره، استبعد أستاذ العلوم السياسية د.حسن نافعة، أن يتم حل أزمة حزب الوفد الليبرالي على يد الرئيس عبد الفتاح السيسي ما لم يرغب الحزب في حل أزمته بنفسه، مضيفًا أن «حزب الوفد يعاني أزمة داخلية تحتاج إلى جلوس أطرافه لبحث حل لها، كما أن الجهود التي يقوم بها حزب الوفد لا تفيد الحزب، حيث إن كل طرف يعمل بصورة منفردة، وسيؤدي ذلك إلى الانهيار في آخر المطاف».

ولفت نافعة في تصريحات لـ«البيان» إلى أن «الأزمة التي يمر بها الحزب سيكون لها بالغ التأثير على وضعه في الانتخابات البرلمانية المقبلة، كما أنه يجعل من الحزب قوة هشة تحتاج إلى تكاتف أفراده لدعمه»، مشيرًا إلى أنه «حتى إذا كانت الأزمة، بسبب منافسة انتخابية، ولكنها أفرزت ما يخفيه الحزب من خلافات واسعة وعلى قياداته تدارك الأمر قبل فوات الأوان».

Email