في ضوء توجه حكومي لرفع الدعم

سياسيون واقتصاديون أردنيون يحذرون من زيادة أسعار الخبز

ت + ت - الحجم الطبيعي

حذر سياسيون واقتصاديون أردنيون من التوجه الذي كشفت عنه الحكومة الأردنية أخيراً لرفع أسعار الخبز، لافتين إلى المعاناة التي يعيشها المواطن الأردني وتمدد مساحات الفقر في البلاد، معتبرين هذا الاتجاه من شأنه أن يؤدي إلى مرحلة خطرة يجوع معها الناس.

وقال الوزير الأردني الأسبق د. ممدوح العبادي إنّه لا يجوز بأي حال الاستخفاف بقوت الناس، بينما ذهب الناشط السياسي الدكتور فاخر دعاس إلى أن الحكومة تحاول استغلال الوضع الإقليمي الراهن واهتمام المواطن الأردني بالأمن مقارنة بدول المحيط حتى لو كان هذا الأمن على حساب لقمة عيشه.

وكان النسور قال خلال مؤتمر صحافي عقد الاثنين الماضي: «نشتري القمح بـ 350 ديناراً للطن ونبيعه للمخابز بـ 50، ما يعني أن الحكومة تخسر 300 دينار في طن، وهذا الدعم يذهب أكثره للغرباء والسياح والعمال الوافدين، وهناك تهريب إلى الخارج، بل وصل الأمر باستعمال الطحين علفاً للأغنام».

وأضاف رئيس الوزراء الأردني: «دعم الخبز يكلفنا 180 مليون دينار سنوياً، ونحن نبحث عن آلية تضمن وصول الدعم إلى المواطن الأردني بشكل مباشر، وهذه الآلية تعني رفع سعر الخبز في الأسواق وتعويض المواطن نقداً من خلال بطاقة أو دفع نقدي».

ونأى الخبير الاقتصادي خالد الزبيدي عن موقف د. دعاس الرافض للزيادة وقال لـ«البيان» إنه لا يرى بأساً في إيجاد معادلة بين أسعار الخبز ورفع الدعم.

وبينما أردف الزبيدي أنّ رفع أسعار الخبز «ضرورة» رأى محمد البشير أن الحكومة ما زالت لا تعرف أن الكثير من الأردنيين لا يعيشون إلا على رغيف الخبز وبعض الشاي أو الحمص.

وقال دعاس إن الحكومة تحاول استغلال هذه الظروف إلى أقصى حد لتطبيق إملاءات صندوق النقد الدولي والتي ابتدأت برفع أسعار المحروقات مروراً بالكهرباء وانتهاءً برغيف الخبز الذي قرر رئيس الوزراء رفعه بنسبة تقارب الـ140 في المئة خلال الشهور المقبلة.

تشوهات

إلا أن الخبير والصحافي الاقتصادي خالد الزبيدي أيد رفع الحكومة يدها عن دعم الخبز، مشيراً إلى وجود تشوهات عديدة في عملية دوران الدعم إلى مستحقيه.

وتساءل، لماذا لا ترفع الحكومة يدها عن دعم الخبز، وما هي المشكلة في ذلك طالما أن هناك هدر هائل، يذهب إلى غير مستحقيه. وأضاف لدينا على أرض المملكة مليونين ونصف غير أردني كما أن لدينا نحو 25 في المئة من الأردنيين مقتدرين، فلماذا يذهب دعم الخبز إلى هؤلاء؟

وتابع: إذا كان القرار مدروساً فيمكن اتخاذه، فدعم السلعة بشكل عام خطر على أي دولة لأنها تدفع الأموال التي تتسرب إلى أماكن لا تستحقها. بدوره، حذر الخبير الاقتصادي الأردني محمد البشير الحكومة من مغبة الإقدام على رفع أسعار الخبز..

وقال لـ«البيان» إنّه في ظل الركود الاقتصادي وتآكل دخول المواطنين وتأثر الطبقة الفقيرة والمتوسطة من ضعف دخولهم يأتي موضوع رفع أسعار الخبز ليكمل الحلقة ويؤدي الى مزيد من حالات الفقر والعنف الاجتماعي وسيدفع إلى ارتفاع كثير من السلع ذات العلاقة، مثل مشتقات الطحين.

وثيقة

انتهت وزارة التنمية الاجتماعية الأردنية من إعداد وثيقة رسمية لإجراءات الرعاية البديلة في التعامل مع الأطفال اللاجئين غير المصحوبين بذويهم والبالغ عددهم أربعة آلاف و163 طفلاً بالتعاون مع منظمة الأمم المتحدة للطفولة (اليونيسف). ونقلت وكالة الأنباء الأردنية عن مدير الدفاع الاجتماعي في الوزارة محمود الهروط قوله إن الوثيقة تتضمن ترتيبات الرعاية لهذه الفئة من خلال التشريعات النافذة و مصلحة الطفل.

Email