أسفرت عن 4 قتلى و20 جريحاً والسلطات تعتقل 15

أعمال تخريب وإحراق مبانٍ بحي الأعظمية في بغداد

صورة
ت + ت - الحجم الطبيعي

هاجم المئات من عناصر مليشيات مسلحة مباني ومنازل وممتلكات وقاموا بإحراقها الى جانب سيارات، واعتدوا على السكان ما أدى الى سقوط أربعة قتلى و20 جريحاً، واتهم ديوان الوقف السني عصابات ذات أجندة طائفية بالوقوف وراء الأحداث، فيما تعهدت الحكومة بمحاسبة المسؤولين عن الأحداث وسط مطالب بإجراء تحقيق فوري، وأعلنت اعتقال 15 شخصاً على خلفية أعمال التخريب.

وقال مصدر أمني، إن مجهولين قاموا بحرق مبنى تابع للوقف السني في منطقة الأعظمية شمالي بغداد، وإن أشخاصا مجهولين كانوا برفقة الزائرين قاموا بحرق مبنى دائرة الاستثمار التابعة للوقف السني في منطقة الاعظمية شمالي بغداد عقب اضطرابات حصلت بين الزائرين، بعد نشر معلومات عن وجود انتحاري وعبوات ناسفة في الطريق القريب من المبنى..

مبينا أن حراس المبنى حاولوا تفريق جموع الزائرين القريبة من المبنى من خلال إطلاق بعض العيارات النارية، لكن بعض الأشخاص المجهولين هاجموا المبنى وأحرقوه كما أحرقوا عددا من المنازل المجاورة له.

قتلى وجرحى

وأضاف المصدر أن أعمال الشغب والعنف والاعتداءات أدت الى مقتل أربعة أشخاص على الاقل واصابة أكثر من 20. الا ان الروايات عن اسباب وفاة هؤلاء تباينت بحسب المصادر. ففي حين قالت الشرطة ان هؤلاء قتلوا جراء حرق المنازل، قال المصدر الطبي ان القتلى الذين نقلوا الى مستشفيات بغداد مصابون بطلقات نارية.

واضاف شهود ان الميليشيا استباحت مناطق من الاعظمية واطلقت هتافات طائفية، وأن 20 منزلا وعشرات السيارات جرى حرقها في محيط بناية الوقف السني.

وأعلنت قيادة عمليات بغداد، الخميس، اعتقال 15 شخصاً على خلفية الأحداث. وأوضح قائد عمليات بغداد الفريق الركن عبدالأمير الشمري أن مروجي الإشاعات والفتنة سيقدمون للعدالة بتهمة الإرهاب.

إثارة الفتنة

وفيما أعلن الشيخ عبد الجبار عبدالستار امام وخطيب جامع الامام ابو حنيفة النعمان في تصريح متلفز صباح أمس، ان الوضع في غاية الخطورة، وطالب بغلق المدينة لمنع الفتنة..

وكشف أن الميليشيات حاولت مرتين اقتحام جامع الامام ابو حنيفة، قبل أن تصدها الشرطة والجيش. اتهم رئيس ديوان الوقف السني محمود الصميدعي، في بيان متلفز امس، عصابات ذات أجندة طائفية بالوقوف وراء أحداث العنف والتخريب في منطقة الأعظمية، معتبراً أنها تشكل عبثاً بوحدة العراق. وقال إن الهدف من أحداث الأعظمية هو إثارة الفتنة الطائفية، والعبث بوحدة العراق.

وطالب الصميدعي رئيس الوزراء والحكومة بالضرب بيد من حديد على هذه العصابات لأنها تضر بالمصالحة، كما طالب أجهزة الأمن إلى أخذ دورها الحقيقي وتحمل مسؤولياتها وقطع الطريق على ما وصفها «عصابات التخريب».

وفيما قال إن أعمال التخريب بالأعظمية لن تنال من وحدة العراق، دعا الصميدعي إلى عقد مؤتمر للمصالحة الوطنية وتحقيق مصالحة حقيقة. كما طالب بالتحقيق مع المعتقلين بشأن العصابة الطائفية، وشكر العبادي على إغلاق منطقة الأعظمية.

تطويق الفتنة

في الاثناء وجه رئيس الوزراء القائد العام للقوات المسلحة حيدر العبادي بتطويق الفتنة في الاعظمية وأمر القوات الامنية بملاحقة مثيريها. وقال بيان لمكتب العبادي ان اندساس إرهابيين بين الزوار أدى لاقتحام مبنى الاستثمار للوقف السني وليس الوقف نفسه إثر ادعاء بوجود حزام ناسف من قبل اهل الفتن.

واضاف انه «على الفور تحركت القوات الامنية للسيطرة على الموقف في الاعظمية». واكد ان الوضع الامني تحت السيطرة وتجري متابعة اية محاولات مماثلة وتطويقها والسيطرة عليها نظرا لكثافة اعداد الزوار ووجود تنظيمات ارهابية لديها مخططات لبث الفتن ونقل صورة مغايرة عن التلاحم بين مكونات الشعب العراقي.

من جهته دعا نائب الرئيس العراقي اياد علاوي الحكومة بإجراء تحقيق فوري حول الاحداث. وقال علاوي، في بيان: «في الوقت الذي يكون الشعب العراقي احوج ما يكون الى الوحدة والتضامن والأخوة لمواجهة التحديات الخطيرة والطارئة يقوم نفر من البسطاء والمندسين والمخربين بمحاولة زرع الفتنة الت

ي تؤدي الى تقسيم العراق والى تمزيق النسيج الاجتماعي العراقي الاصيل وتوتير الاجواء المحتقنة اصلا وذلك باعتدائه على حرمة الأوقاف الاسلامية التي وقفها العراقيون الخيرون لتحقيق أعمال الخير والبناء».

تشكيل فوج

الى ذلك طالب نائب رئيس الجمهورية اسامة النجيفي، أمس، بتشكيل فوج من اهالي منطقة الاعظمية شمالي بغداد لحماية «مقدساتهم».

مشدداً على ضرورة التعاون والتآزر لتجاوز الاوضاع الاستثنائية، مضيفاً أن ما حدث يكشف أن هذه الفئة الخارجة عن القانون ومقومات المواطنة تضمر الشر وسوء النية، ليس لأبناء الأعظمية فحسب، بل للعراق كله. واعتبر رئيس لجنة الأمن والدفاع في مجلس النواب حاكم الزاملي، ما جرى في منطقة الاعظمية شمال بغداد مخططا معدا له لإثارة «الفتنة»، مشيرا الى السيطرة على الوضع هناك.

قوى عشائرية تهدد الحكومة بمعركة النخيب

 

بعد أن وضع قادة الحشد الشعبي شرط وجود قوة تحمي مدينة النخيب الواقعة في محافظة الأنبار من الهجمات الإرهابية، وبأمر من الحكومة العراقية، للانسحاب من الناحية، طالبت قوى عشائرية الحكومة العراقية بإخراج ما أسمته المليشيات المسلحة من المدينة، وأنه إذا لم يحدث ذلك ستضطر للتدخل للمواجهة.

وقال أحد شيوخ عشائر الدليم في الأنبار الشيخ رعد السليمان، في تصريح صحافي، إن المليشيات المسلحة حال دخولها مدينة النخيب بدأت بترديد شعارات طائفية، عبر مكبرات الصوت، فضلاً عن قيامها بمعاملة سيئة للسكان.

خيار صعب

وتوقع السليمان أن تلقي أزمة النخيب بظلالها على العلاقة بين مواقف عشائر ووجهاء الأنبار مع الحكومة العراقية، التي صارت أمام خيار صعب يجبرها على سحب المليشيات المسلحة، التي انتهكت كل القوانين في مدينة النخيب.

وقوبل قرار رئيس الوزراء العراقي حيدر العبادي بضم النخيب إلى عمليات الفرات الأوسط التابعة لمحافظة كربلاء، برفض شعبي واسع صاحبه استنكار حكومة الأنباز المحلية التي أكدت في أكثر من مناسبة تبعية النخيب إليها.

وفي الوقت نفسه، قال قيادي في قوات «الحشد الشيعي» إن دخولها إلى ناحية النخيب كان بأمر عسكري من قيادة عمليات الفرات الأوسط، مبدياً استعداد تلك القوات للانسحاب من الناحية شريطة وجود قوة تحمي الناحية بأمر من الحكومة.

وبين المشرف على لواء قاصم الجبارين التابع للحشد الشيعي، محمد الموسوي، في تصريح صحافي أن هذا الدخول جاء بعد وردود معلومات استخبارية أكدت نية تنظيم داعش الإرهابي استهداف النخيب، والسيطرة عليها.

Email