«علم الثورة» يضع مصداقية خالد خوجة على المحك

ت + ت - الحجم الطبيعي

كان من المنتظر أن يفصح الائتلاف الوطني السوري من اسطنبول عن موقفه من مباحثات المبعوث الدولي ستفيان دي مستورا مع الأطراف السورية في جنيف، بيد أن حادثة إزاحة علم الثورة السورية من كادر المؤتمر الصحفي الذي جمع بين رئيس الائتلاف خالد خوجة ورئيس تيار «بناء الدولة» لؤي حسين على هامش الاجتماعات الجارية طغت على المشهد، وأخذت جلي اهتمام القوى الثورية والمجموعات السياسية القريبة والمنضوية في فلك هذا الجسم السياسي، لتأخذ حيثيات هذه الحادثة التي استفزت وأثارت نقمة القوى الثورية أبعاداً غير متوقعة، بحيث رفعت معها الأغطية التي تستر الأمراض المزمنة داخل جسم الائتلاف الوطني السوري على اعتباره الرافعة السياسية المفترضة لتطلعات الثورة السورية.

وأصدر خوجة وحسين بياناً مشتركاً باسم الائتلاف الوطني وتيار «بناء الدولة» شددا خلاله على أن لا حل سياسياً ينقذ سوريا مما هي فيه إلا برحيل بشار الأسد وزمرته، وأن لا يكون له أي دور في مستقبل سوريا. كما شدد البيان على ضرورة تأسيس جيش وطني للثورة السورية بحيث أصبح أمراً ملحاً لمواجهة استحقاقات المستقبل. غير أن سقطة إزاحة علم الثورة من منصة المؤتمر نزولاً عند رغبة لؤي حسين الذي ينحدر من الطائفة العلوية فجرت موجة غصب عارم بين مناصري الائتلاف الوطني.

رمزية

ودرجت رمزية العلم بمثابة الضمير الثوري الجامع والذي لا يمكن القفز من فوقه لدى مناصري الثورة، لكن رفض القوى السياسية والعسكرية لعلم الثورة يعكس التنازع الداخلي بينها، ويؤكد تعدد ولاءاتها وأهدافها، وهو أحد أهم أسباب تأخر المعارضة عن النظام. وشجب عضو الائتلاف الوطني لؤي صافي هذا التصرف، معتبراً أن ارتكاب قادة المعارضة لأخطاء مراسيمية أمر مفهوم حال عدم وجود جهاز إداري متخصص، وتجاوز هذا الخطأ لا يحتاج سوى الاعتراف به والاعتذار عنه وتوضيح ما جرى، مضيفاً أن «ما لا يمكن أن يغتفر هو اللجوء إلى الحيلة لتفادي الإرباك، لأن الإصرار عليها والتمادي فيها يؤدي إلى ضياع الثقة والمصداقية، وهما رأسمال أي قيادة سياسية تحترم نفسها ومؤيديها.

الخطأ لا يمكن تجاوزه بخطأ مثله».

كما دارت سجالات حادة حول المرامي المقصودة لهذا التنازل المتعمد من قبل قيادة الائتلاف الوطني استرضاءً لكتلة معارضة صغيرة على شاكلة «تيار بناء الدولة». ومن المتوقع حسب وجهة نظر مناصري الائتلاف أن يكون لؤي نفسه مدفوعاً من قبل النظام، إلا أن وجهات نظر أخرى لم تؤيد هذه الفرضية، واعتبرت أن اللقاء الذي جمع كلاً من لؤي حسين وخالد الخوجة أمام الصحافة لم يكن مجرد لقاء بين شخصين أو تيارين كما يفهم من سطحية اللقاء، بل يفتح صفحة جديدة وأفقاً أبعد ويتمثل بسقوط تصنيف معارضة الداخل ومعارضة الخارج، كما يلغي فرضية الحرب الأهلية على أسس طائفية نظراً أن حسين ينحدر من الطائفة العلوية رغم افتقاره للثقل السياسي والاجتماعي داخل الطائفة نفسها.

مطالب

ورغم هذه المقاربة الأخيرة إلا أن المسألة الرئيسية المتمثلة في حجب العلم بقيت طاغية على المشهد، فقد طالب المعارض السوري عبد الرزاق عيد على صفحته في «فيسبوك» بوجوب محاسبة خوجة لقاء تنازله عن علم الثورة.

انتقادات

فور شيوع خبر إزاحة علم الثورة من المؤتمر الصحفي في اسطنبول، أشعلت مواقع التواصل الاجتماعي من قبل النشطاء، صبغت محتوى الرسائل المدونة بانتقادات عنيفة طالت رئيس الائتلاف الوطني بصورة خاصة، في الوقت الذي عبر «اتحاد الكتاب والأدباء السوريين الأحرار» عن بالغ إدانته للتصرف الذي صدر من خوجة. وجاء في بيان رسمي صدر عن «الاتحاد» رفض التصرف الذي قام به رئيس الائتلاف الوطني، مؤكداً أنه مخالف لمبادئ الثورة، مضيفاً أن خوجة وحسين «لا يمثلون هذا الشعب الحر الأبي».

Email