الصيد إلى الجزائر.. رهانٌ أمني وزخمٌ اقتصادي

ت + ت - الحجم الطبيعي

يتفق المراقبون في الجزائر على أنّ الزيارة المرتقبة لرئيس الوزراء التونسي الحبيب الصيد إلى بلادهم مطلع الأسبوع المقبل، تنطوي على رهان أمني وزخم اقتصادي، حيث تسعى تونس لتكثيف تقاربها مع جارتها على مستويين فيما كان لافتا تصريحات وزير الداخلية التونسي ناجم الغرسلي الذي شدد على أن أمن الجزائر وتونس واحد. وفي تصريحات لـ«البيان» أبرز الخبير الأمني الجزائري علي الزاوي أنّ تونس مهتمة بتكثيف التعاون الأمني مع الجزائر، خصوصا بعد الكشف الاستخباراتي الأخير عن سعي تنظيم «داعش» لامتداد أكبر في منطقة شمال إفريقيا.

وتابع الزاوي أن الوفد الحكومي التونسي سيسعى للتنسيق مع نظيره الجزائري حول تحصين الحدود المشتركة وإحباط حركة تهريب السلاح ومجموعات الإرهاب خشية أي انفلات على مستوى الشريط المغاربي، علما أنّ الدولتين الشقيقتين ضاعفتا من استنفارهما منذ الاعتداء الإجرامي الذي طال متحف باردو وسط العاصمة تونس في 18 مارس الماضي.

الخبرة العسكرية

بدوره، نوّه الخبير الاستراتيجي محند برقوق أنّ تونس تتطلع للاستفادة من قدرات واستعدادات الجيش الجزائري الذي يملك خبرة واسعة في مجال محاربة الإرهاب منذ سنوات، وهو ما أشار إليه معهد واشنطن لسياسات الشرق الأدنى أخيراً. ولا يُستبعد برقوق أن يطلب الصيد من الجزائر تقديم تدريبات خاصة بالوحدات الأمنية المكلفة بمكافحة الإرهاب، وأحال برقوق على قدرات واستعدادات الجيش الجزائري لتأمين حدوده مع دول الجوار ولا سيما الشريط الشرقي الحدودي مع تونس، حيث يتمركز قرابة 10 آلاف عسكري لمواجهة محاولات تسلل محتملة لإرهابيين تونسيين، كما هو حاصل فيما يخص التحدي الأمني الذي تشكله تحركات مجموعات إرهابية في جبل الشعانبي بولاية القصرين.

بعد تنموي

بدوره، يرى الخبير الاقتصادي أحمد حميدوش أنّ تونس ستعوّل على مساعدة الجزائر لتنمية المدن الحدودية التي ظلت تعاني إهمالا كبيرا، ما جعلها تتحول إلى معاقل للدمويين ومجموعات الإجرام المنظم، كما سيطلب الصيد من نظيره الجزائري عبدالمالك سلال الاندماج في مسار اقتصادي تكاملي يفعّل القوى النشطة ويذلّل معوقات تنقل الأشخاص والبضائع مع إلغاء الرسوم الجمركية.

ويريد الجانب التونسي تنسيقا مع الجزائر يمكّن من تجاوز انكماش الاقتصاد التونسي، ويتيح الاستفادة من بحبوحة الاقتصاد الجزائري، مع الإشارة إلى أنّ الجزائر واظبت منذ ثورة الياسمين على منح مساعدات مالية معلنة وغير معلنة للحكومات التونسية المتعاقبة. ويقدّر حميدوش أنّ التقارب الجزائري التونسي سيكون إيجابياً للطرفين، خصوصاً وأنّ الجزائر تبحث عن أسواق جديدة مع تقدم ملف انضمامها إلى المنظمة العالمية للتجارة، وهو الأمر الذي يحتم عليها ضمان السوق التونسية، كي تعمل على ترويج منتجاتها المصنّعة محلياً بعد دخول السوق العالمية المفتوحة رسمياً.

أمن واحد

في غضون ذلك، شدد وزير داخلية تونس ناجم الغرسلي على التنسيق الأمني العالي مع الجزائر للتصدي لخطر الإرهاب والجماعات المسلحة التي تتمركز في الجبال والمرتفعات على الحدود بين البلدين. وصرح الغرسلي للإعلاميين أثناء زيارته لمدينة جندوبة القريبة من الحدود الجزائرية بأنه يجري التنسيق بشكل مستمر بين تونس والجزائر للتصدي للخطر الإرهابي الذي يهدد البلدين. وقال الغرسلي إن هناك إرادة سياسية في البلدين صريحة وواضحة حتى يكون التنسيق الأمني والعسكري في أعلى درجاته وفي أحسن أحواله للتصدي لعدو واحد هو الإرهاب. وأضاف الوزير: «أمن البلدين هو واحد».

إضرابان

واصل 65 ألف مدرس تعليم ابتدائي إضراباً عن العمل، كما واصل إضراب القضاة التونسيين الذي انطلق أمس ليستمر أسبوعاً كاملاً، تزامناً مع افتتاح مجلس نواب الشعب (البرلمان) جلسته العامة للنظر في مشروع قانون المجلس الأعلى للقضاء قبل المصادقة عليه قريباً.

Email