برلمانيون وخبراء سعوديون: يجب مواجهة واشنطن بسياساتها المدمرة في المنطقة

ت + ت - الحجم الطبيعي

أعرب برلمانيون وخبراء سياسيون سعوديون عن أملهم وأمل شعوب مجلس التعاون الخليجي في أن يثمر اللقاء التاريخي الذي سيلتئم اليوم في كامب ديفيد بين قادة دول مجلس التعاون لدول الخليج العربية والرئيس الأميركي باراك أوباما عن تحقيق الضمانات الكافية لأمن وسلامة دول مجلس التعاون الخليجي من خلال الاتفاق على كبح جماح الطموح الايراني بالتوسع والهيمنة على المنطقة، والتوصل الى اتفاق نهائي يكفل سلمية البرنامج النووي الإيراني، وفق معايير وإجراءات الوكالة الدولية للطاقة الذرية وتحت اشرافها، بما يجنب دول المنطقة المخاطر المحتملة التي تهدد أمن وسلامة شعوبها.

وقال البرلمانيون والخبراء في تصريحات لـ«البيان»: إن على قادة دول مجلس التعاون وممثليهم في القمة مواجهة الرئيس أوباما بالسياسات الأميركية المدمرة في المنطقة العربية والتي استمرت قرابة الـ20 عاما، من خلال سياساتها غير المتوازنة بالتحالف مع ايران والسماح لها بالتوسع في ثلاث دول عربية، هي العراق وسوريا ولبنان، حتى أضحت اللاعب الرئيس بتحديد مستقبل هذه الدول.

وكان وزير الخارجية الأميركي جون كيري قد أكد في تصريح سابق وقوف الولايات المتحدة إلى جانب السعودية، وأنها لن تقف موقف المتفرج في الوقت الذي يتم فيه زعزعة استقرار المنطقة، وأن الولايات المتحدة «لن تدير ظهرها لتحالفاتها وصداقاتها، وأن هناك ضرورة للوقوف مع أولئك الذين يشعرون أنهم مهددون من أي خيارات قد تتبناها إيران بالنهاية».

ترجمة الأقوال

وقال عضو مجلس الشورى السعودي السابق والمحلل السياسي د. محمد آل الزلفة إن على الولايات المتحدة ان تترجم أقوالها هذه إلى أفعال، لأن قادة وشعوب دول الخليج والدول العربية عموما لا يصدقون الوعود الاميركية ما لم تكن مصحوبة بفعل حقيقي على الارض، مشيرا الى ان واشنطن هي من اطلق يد ايران في العرق تحديدا، مؤكداً ان السعودية بما تحمله من مسؤولية تاريخية دينيا وسياسيا لن تقف مكتوفة الايدي امام التوسع الايراني في المنطقة العربية، فهي بنت تحالفا عربيا قويا وقابلاً للتوسع في اطار الجامعة العربية لمواجهة التوسع الايراني عسكريا بقوة السلاح وليس بالكلام فقط.

التزامات موثقة

من جهته قال عضو مجلس الشورى د. طلال ضاحي ان قمة كامب ديفيد مهمة ويفترض أن تضع النقاط على الحروف وتقدم التزامات موثقة ترتقي بالعلاقة بين الطرفين لمستوى استراتيجي يعزز الثقة لدى دول الخليج التي تقود النظام العربي حاليا، واستطاعت ان تكسر عسكريا احتكار إيران لملفات المنطقة وشكلت تحالفا عسكريا عربيا لحماية المنطقة دون مشاركة عسكرية من واشنطن، ما يشكل تحولا استراتيجياً مهماً يقلل الاعتماد على الآخرين في الدفاع عن دول المجلس.

وأضاف قائلا انه لا شك ان قادة دول مجلس التعاون سوف يعبرون عن موقف موحد امام الرئيس باراك اوباما ويطرحون كل ملفات المنطقة كالتدخلات الايرانية في العراق وسوريا ولبنان، كما سيناقشون الالتزامات الأمنية الأميركية تجاه المنطقة بما في ذلك توحيد أنظمة الدفاع والإنذار المبكر المشترك، والحصول على درع صاروخي لصد الهجمات الصاروخية، وتفعيل تبادل المعلومات الأمنية والاستخبارية ان كان ما تم تداوله اعلاميا في هذا الصدد صحيحا.

ضرورة المصارحة

من جانبه قال الباحث والمحلل السياسي يزن بن فراس الشمري ان على قادة دول مجلس التعاون الخليجي مصارحة القيادة الأميركية بأن سياساتها بتمكين ايران ومساعدتها على التمدد في المنطقة من خلال سياسة الاحتواء المزدوج قد اضر بالعلاقات الخليجية الأميركية، ومنها احتضان واشنطن لإيران ومنحها الضوء الأخضر للهيمنة على العراق، ثم الترتيب لإيران بالتمدد في سوريا من خلال حزب الله الذي قتل الشعب السوري لمنع سقوط نظام الأسد، وأخيرا ما يتحدث به الاميركيون عن أهمية التفاوض مع نظام بشار الأسد.

إدراك

اعتبر استاذ العلوم السياسية د. محمد بن رشيد الهزاع ان واشنطن سوف تستمع هذه المرة باهتمام الى المطالب الخليجية لأنها أدركت بعد عملية «عاصفة الحزم» وان دول الخليج العربي لم تعد هي تلك الدول التي تكتفي بالتنديد والشجب والتفرج والانتظار، بل أصبحت دولاً تستخدم قوتها العسكرية لحماية مصالحها وأمنها، وأصبحت تصنع الحدث والقرار، وبالتالي سيكون موقفها قويا وحازما في قمة كامب ديفيد.

Email