تقارير البيان

المستوطنون يسيّرون حكومة نتانياهو

ت + ت - الحجم الطبيعي

أوقع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو نفسه مرغماً في قبضة زعيم حزب البيت اليهودي نفتالي بينت، بعد أن تخلى عنه حليفه السابق أفيغدور ليبرمان، وهو الأمر الذي جعل وضع مفتاح الحكومة في يد بينت خيار نتانياهو الوحيد، بعد أن انفضت عنه باقي الأحزاب القوية، ما سيجعل للمستوطنين الكلمة العليا في الحكومة، فضلاً عن طرح اسم أيبلت شاكيد زميلة بينت التي توازيه في التطرف لتولي حقيبة القضاء لإنفاذ ما يسعى إليه المستوطنون من قرارات وتشريعات.

وعلى الرغم من ترقب الإسرائيليين الإعلان الرسمي عن ائتلاف نتانياهو الحكومي الجديد، فإن اللحظة نفسها التي ستشهد هذا الإعلان ستكون صافرة انطلاق عداد انهيار هذا التحالف، والمتوقع خلال عام واحد فقط نتيجة لاعتماد نتانياهو على شبكة أمان هشة مكونة من 61 عضو كنيست، وهو الأمر الذي سيزيد من سطوة الأحزاب المشاركة في الحكومة على نتانياهو، إلى درجة يكون فيها انسحاب أي حزب في أي لحظة سبب كافٍ لانهيار الحكومة.

خطوط حمراء

هذا الوضع الصعب لنتانياهو جاء نتيجة إصرار ليبرمان على عدم الانضمام إلى حليفه السابق، ما أوقعه رهينة لدى نفتالي بينت وايبلت شاكيد، بحيث سيجد نتانياهو مصير حكومته في خطر، في حال قرر تخطي أي خط أحمر من الخطوط التي وضعها حاخامات المستوطنين الذين يمتثل بينت لأوامرهم، وتمتثل شاكيد بدورها أيضاً لهم.

وبهذه الصورة اليمنية المنفردة في حكم المستوطنين لإسرائيل، يكشف نتانياهو بتشكيلته الفقيرة ظهر حكومته للضغوط المجتمع الدولي، بخلاف الوضع السابق الذي استخدم فيه زعيمة حزب الحركة تسيبي ليفيي للتعاطي مع المجتمع الدولي وتحسين صورة حكومته.

شروط الانضمام

جدير بالذكر أن الأحزاب التي وافقت على الانضمام إلى حكومة نتانياهو الجديدة، وضعت له شروطاً في كل ملف من الملفات قبل الموافقة على الانضمام. وبالطبع، فإن زعيم حزب البيت اليهودي لديه مخططات تتعلق بتوسيع الاستيطان في الضفة الغربية، وإطلاق يد المستوطنين، وتحسين ظروفهم الاقتصادية، وتمرير التشريعات التي تخدمهم وتخدم توجهاتهم.

ويتخوف المجتمع الدولي من شهوة المستوطنين المفتوحة على الاستيطان التي سيرعاها بينيت، وتفتح لها شاكيد المنافذ التشريعية دون أن يستطيع نتانياهو وقف هذا التجاوز المرتقب لكل الخطوط الحمراء الفلسطينية والعربية والدولية، التزاماً بما وضعه له بينت من خطوط حمراء، إن تعداها ستسقط حكومته ويسقط معها مستقبله السياسي.

انفجار مرتقب

ويوضح المحلل السياسي سعيد داوود، في حديثه لـ«البيان»، أن هذا الارتهان الحكومي الإسرائيلي الكامل للمستوطنين المتطرفين لم يكن أحد في انتظاره، لا سيما في هذه المرحلة المعقدة التي تجمع فيها العديد من القضايا المصيرية والحساسة، في انتظار الإعلان عن الحكومة والحصول منها على قرار فصل بين تجديد دماء العملية السلمية أو إشعال النار في وقود الصراع.

ويضيف داوود قائلاً: «أعتقد جازماً أن مثل هذا الائتلاف اليميني الكامل سيجر المنطقة إلى الانفجار الذي تعدت عوامله وأصبحت بيئته جاهزة، لا سيما أن الجانب الفلسطيني يشعر بحقيقة أنه لم يعد يمتلك أي وقت إضافي للمماطلة والمماحكة والانتظار».

Email