الحوثيون يستبقون الهدنة بتصعيد قصف المدنيين

المقاومة الشعبية تتقدم في 3 محافظات

  • الصورة :
  • الصورة :
صورة
ت + ت - الحجم الطبيعي

قبل ساعات من موعد الهدنة التي أعلنتها السعودية، والتي تبدأ اليوم، ردت المقاومة الشعبية في اليمن، على التصعيد الحوثي بشن سلسلة هجمات في مناطق يمنية عدة، تحت غطاء جوي كثيف من مقاتلات التحالف العربي التي ضربت مواقع ومخازن سلاح وإمدادات الانقلابيين، ونجحت المقاومة في تحرير مدن ومناطق في شبوة وتعز ومأرب، وقتلت العشرات من المتمردين الذين استمروا باستهداف المدنيين ومساكنهم في كل من عدن وتعز.

وهزت انفجارات قوية، أمس، العاصمة اليمنية صنعاء، إثر غارة جوية للتحالف العربي لدعم الشرعية في اليمن، والذي تقوده السعودية، أصابت مخزناً للأسلحة والذخيرة تابعاً للتمرد الحوثي. واستهدفت الغارة هذا المخزن الواقع في جبل نقم المطل على الأحياء الشرقية لصنعاء، بحسب شهود لم يكن بإمكانهم الإفادة باحتمال سقوط ضحايا.

تحرير المصينعة

في الأثناء أعلنت المقاومة الشعبية تحرير مدينة المصينعة بمحافظة شبوة من قبضة الحوثيين وقوات الرئيس السابق والتوجه نحو عاصمة المحافظة، إثر مواجهات عنيفة استمرت ثلاثة أيام.

وحسب مصادر المقاومة، فإن مليشيات الحوثي وصالح انسحبت إلى مدينة عتق، بعد أن تكبدت خسائر كبيرة في الأرواح والعتاد تحدثت مصادر أنها فاقت 60 قتيلاً.

قصف أحياء

في الأثناء أفاد شهود من مدينة عدن بأن زوارق صيد قدمت من ساحل عمران تنقل متمردين حوثيين، وصلت إلى ساحل حُقات في عدن، وأضاف الشهود أن الميليشيات المتمردة تواصل توافدها عبر البحر إلى المدينة.

بالتزامن تواصل ميليشيات الحوثي وصالح قصف الأحياء المدنية في مدينة عدن. خصوصاً أحياء كريتر والبوميس والطويلة، وإحراق عدد من المنازل القريبة من شرطة كريتر، واستهدف قناصة الحوثيين عدداً من المدنيين ما أدى إلى مقتل نحو 10 مدنيين.

مواجهات عنيفة

وفي المدخل الغربي للمدينة، تحدثت المصادر عن استمرار المواجهات في صلاح الدين، حيث حاول الحوثيون التقدم نحو المنطقة للسيطرة على المصفاة وسط مقاومة شديدة من قبل مقاتلي المقاومة. كما خاضت المقاومة مواجهات ضد قوات الحوثي وصالح في حي العريش وغازي علوان المطلين على ساحل أبين، في وقت حالت طائرات التحالف دون تقدم المتمردين باتجاه منطقة الممدارة.

في الأثناء دك الطيران الحربي مواقع الميليشيات المتمردة على التخوم الشرقية والشمالية لمدينة عدن بجنوب البلاد، مدمراً آليات عسكرية وموقعاً قتلى وجرحى.

اشتباكات عنيفة

والحال كذلك في تعز، حيث قامت ميليشيات الحوثي بقصف المنازل السكنية المجاورة لمدرسة الشعب وسط المدينة، ما أدى إلى مقتل نساء وأطفال، وإصابة آخرين بجروح، في وقت تجري فيه اشتباكات عنيفة في بعض أحياء المدينة، منها حي الأخوة وحوض الأشراف. كما تتعرض أحياء الجمهوري والثورة والشماسي لقصف من الميليشيات. بالتزامن مع مواجهات مع المقاومة في حي المرور وشارعي الستين والخمسين.

وأكدت أن المقاومة سيطرت على مناطق جديدة كانت تحت سيطرة الحوثيين، من بينها شارع المرور ومبنى البحث الجنائي ومواقع عسكرية في المنطقة.

وتزامنت المواجهات مع قصف جوي، وصفته المصادر بالأعنف، لمقاتلات التحالف على مواقع وتجمعات المتمردين في محيط تعز، حيث دمرت إحدى الغارات مخازن سلاح في قلعة القاهرة.

جثث ونزوح

لقي أكثر من 10 مسلحين حوثيين حتفهم، أمس، خلال مواجهات مسلحة مع المقاومة الشعبية في مدينة الضالع جنوبي اليمن. وقال سكان محليون لوكالة الأنباء الألمانية، إن هناك جثثاً تابعة للحوثيين لا تزال منتشرة على الطريق من جراء الاشتباكات في الضالع. وأفاد السكان بأن العديد من السكان نزحوا من مدينة الضالع إلى مدينة إب الواقعة وسط البلاد، خوفاً من القصف العشوائي الذي تشنه قوات الحوثي على الأحياء السكنية.

مأرب والجوف

وفي مأرب، تمكنت المقاومة الشعبية من قتل وإصابة العشرات من ميليشيات الحوثي وصالح، وتدمير آليات عسكرية وأسلحة إثر مواجهات عنيفة في منطقة صرواح، غرب محافظة مأرب، كما سيطرت المقاومة على عدة مواقع في جبهة صرواح.

كما أفادت مصادر قبلية في محافظة مأرب، بأن طيران التحالف استهدف بأكثر من أربع غارات جوية تجمعات لميليشيات الحوثي في منطقة صرواح غرب محافظة مأرب، حيث دمرت آليات عسكرية وذخائر، فيما تشير الأنباء إلى سقوط ضحايا.

بالتزامن فتحت قبائل يمنية جبهة جديدة في مواجهة ميليشيات الحوثي والمخلوع صالح، في منطقة اليتمة في محافظة الجوف الحدودية مع نجران السعودية. تقدمت المقاومة في هذه الجبهة، بحسب مصادر، من الأبتر في مديرية اليتمة نحو موقع الأجاشر التابع لمديرية البقع في صعدة.

مبادرة

أطلق القياديان الجنوبيان البارزان علي ناصر محمد ومحمد علي أحمد، أمس، مبادرة لإنهاء الحرب في اليمن، تنص على الوقف الفوري للحرب من قبل جميع الأطراف. وتعتبر الهدنة الإنسانية المعلنة من قبل المملكة العربية السعودية وموافقة الأطراف عليها أساساً لوقف إطلاق النار الدائم.

السعودية ترسل «القوة الضاربة» إلى نجران الحدودية

أرسل الجيش السعودي تعزيزات عسكرية «القوة الضاربة» إلى منطقة نجران الحدودية، بعد ساعات من تعرض مناطق حدودية على الجانب السعودي لقصف من قبل الحوثيين، أدى إلى سقوط قتيلين، أحدهما سعودي وعدة جرحى، وردت المدفعية السعودية على مصادر النيران بقصف مدفعي كثيف وغارات متتالية، بينما أعلن المغرب عن فقد طائرة حربية من طراز «إف-16» فوق الأجواء اليمنية في أعقاب طلعة جوية.

ووصلت تعزيزات عسكرية «القوة الضاربة»، وهي عبارة عن سرب كامل من المعدات العسكرية، والعناصر العسكرية إلى منطقة نجران، وأخذت مراكزها على الحدود لحمايتها من اعتداءات ميليشيات الحوثي.

وبثت قناة العربية الحدث الإخبارية صوراً لرتل دبابات محملة فوق شاحنات عسكرية، ووصفتها بأنها «وصول تعزيزات من القوة الضاربة إلى الحدود».

وقال قائد القوة الضاربة العميد زايد عسيري إن ما يميز القوة المجموعة المتنوعة من الأسلحة والعدد الكبير من القوات الخاصة وقوات المظلات.

قتلى وجرحى

في الأثناء، قال الناطق الرسمي باسم مديرية الدفاع المدني بمنطقة جازان الرائد يحيى القحطاني في تصريح صحفي إن أحياء سكنية بقرى حدودية في محافظة الحرث تعرضت لمقذوفات عسكرية من داخل الأراضي اليمنية، ما نتج عنه وفاة مواطن وتعرض مواطن سعودي آخر وثلاثة مقيمين من جنسيات مختلفة للإصابة، مشيراً إلى أنه تم نقلهم إلى مستشفى لتلقي العلاج اللازم.

وقبل ذلك بساعات قليلة، قال الناطق الإعلامي باسم مديرية الدفاع المدني بمنطقة نجران المقدم علي الشهراني في تصريح صحفي إن قذائف حوثية أصابت مدرسة ومنزلاً سكنياً مجاوراً لها بالمدينة، أدت إلى مقتل مقيم باكستاني الجنسية، وإصابة طفلة سعودية وثلاثة مقيمين من جنسيات مختلفة.

من جهة أخرى، ووفقاً لوكالة الأنباء المغربية التي نقلت عن بيان صدر عن ناطق عسكري، فإن طائرة «إف 16» ضمن الطائرات المشاركة في الحملة التي تقودها السعودية ضد المتمردين الحوثيين في اليمن، فقدت منذ الساعة السادسة من مساء أول من أمس بالتوقيت المحلي.

وأشارت الوكالة إلى أن طياراً بطائرة مقاتلة أخرى بالسرب نفسه لم يتمكن من معرفة ما إذا كان زميله قد تمكن من القفز من طائرته.

وتتواصل التحقيقات بشكل حثيث للكشف عن ملابسات الحادث.

Email