تقارير البيان

مصر تتجه لاستعادة زعامة القارة الأفريقية

ت + ت - الحجم الطبيعي

تتجه مصر بخطوات ثابتة نحو استعادة زعامتها في أفريقيا، بعد أن سجلت عودة ملحوظة إلى القارة السمراء؛ وجاء إعلان الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، نهاية الأسبوع الماضي، نجاح الأجهزة الأمنية المصرية في تحرير الرهائن الإثيوبيين في ليبيا، ليكشف عن عودة القاهرة إلى الإمساك بخيوط العلاقات الوثيقة مع دول القارة، وتعبيراً عن إرادتها في أن تكون شريكاً فعالاً في حل الأزمات على صعيد أفريقيا بأكملها.

وكانت السلطات المصرية قد نجحت خلال الأيام القليلة الماضية في تحرير الفوج الأول من المواطنين الإثيوبيين المحتجزين في ليبيا، وذلك عقب مفاوضات مصرية ناجحة، ليأتي ذلك في الوقت الذي تقوم فيه مصر بإعادة ترتيب علاقاتها مع القارة الأفريقية عامة، وإثيوبيا على وجه الخصوص.

ورغم أن التحركات المصرية الخارجية تتزامن مع عودة مكانة مصر الدولية وفتح آفاق من العلاقات المتميزة مع دول العالم كافة، التي تجري على قدمٍ وساق منذ تولي الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي لمهام منصبه، إلا أن عملية التحرير المصرية للرهائن الإثيوبيين تعد نقطة تحول حقيقية للدور المصري في القارة الأفريقية، حيث ظهرت مصر بدور حامي الأمن القومي الأفريقي، إلى جانب سعيها إلى تقديم مساهمة خاصة في هذا المضمار في المنطقة العربية.

نجاح

ومن جانبه، وجد عضو المجلس المصري للشؤون الخارجية السفير رخا أحمد حسن أن هناك عدداً من الدلالات التي تأكدت من خلال النجاح الذي حققته مصر في تحرير الرهائن الإثيوبيين في ليبيا، أولها أن مصر تكافح الإرهاب سواء كان موجهاً ضد مصر أو غيرها من الدول، وأن مصر تضع منطقتها العربية وقارتها الأفريقية في رأس أولوياتها، حيث اعتبرت مصر أن عليها واجباً تجاه إثيوبيا كواحدة من دول حوض النيل.

مكاسب

ويرى مراقبون أن القيادة السياسية المصرية ستحقق مكاسب على أكثر من صعيد بنتيجة التعاون مع الدول المتجاورة، لا سيما في محاربة الإرهاب، أولها على الصعيد الأفريقي ستساهم المساندة المصرية لإحدى الدولة الأفريقية في كسب مصر لثقة دول القارة كلها، والتأكيد على مدى قوتها وقدرتها على حماية دول أفريقيا، وهو الأمر الذي سيعيد مصر لمكانتها الأفريقية، وسيضمن دعم دول أفريقيا لمصر في شغل مقعد مجلس الأمن، سواء غير الدائم أو الدائم في حال تطبيق الإصلاحات المحتملة لمجلس الأمن.

أما على نطاق محدد، فإن القيادة السياسية المصرية لم تنجح في تحرير الرهائن فقط، وإنما نجحت في كسب ورقة ضغط جديدة تستطيع استغلالها في توطيد العلاقات مع إثيوبيا، وهو ما سيلقي بظلاله على حل أزمة ملف سد النهضة، كما أن الأمر مرهون أيضاً بتلك الصورة الدولية التي تحاول مصر تصديرها.

Email