بحث ورئيس النيجر العلاقات الثنائية وملفات المنطقة

خادم الحرمين: تصدينا لتحويل اليمن إلى قاعدة تآمر

ت + ت - الحجم الطبيعي

أكد خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود أمس أن المملكة لبت نداء الواجب في اليمن من خلال عملية عاصفة الحزم، وتصدت إلى محاولات تحويله إلى قاعدة تآمر، فيما استقبل رئيس النيجر إيسوفو محمدو وبحث وإياه ملفات المنطقة والعلاقات الثنائية.

وقال خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود، في كلمة ألقاها نيابة عنه أمير منطقة مكة المكرمة الأمير خالد الفيصل في افتتاح أعمال المجمع الفقهي الإسلامي التابع لرابطة العالم الاسلامي في مكة المكرمة، إن المملكة هبت ومن تضامن معها من الدول في «عاصفة الحزم» لتلبية نداء الواجب في إنقاذ اليمن وشعبه الشقيق من فئة تغولت فيها روح الطائفية.

وأوضح الملك سلمان أن هذه الفئة ناصبت العداء لحكومة بلدها الشرعية وعصفت بأمنه واستقراره وأخذت تلوح بتهديد دول الجوار وفي مقدمتها السعودية بدعم من جهات خارجية تسعى لتحقيق أطماعها في الهيمنة على المنطقة وزرع الفتن فيها دون مراعاة لما يربطها بدول هذه المنطقة وشعوبها من أخوة إسلامية وقوانين وأعراف دولية.

وأفاد أن استقواء هذه الفئة ازداد بتآمر جهات يمنية داخلية نقضت ما سبق أن عاهدت عليه من الالتزام بمقتضيات المبادرة الخليجية التي كان فيها المخرج من حالة الانسداد ودوامة الصراع.

وأردف أن «هذه المحاولة المقيتة في اليمن، وإن كنا على ثقة تامة بحول الله ونصرته للحق بأنها لن تبلغ شيئاً من أهدافها أمام صرامة دولنا ويقظة شعوبنا، إلا أن الخطورة التي تكمن في دوافعها والجهات التي تقف وراءها تستوجب عدم السكوت عليها أو التساهل في مواجهتها».

وشدد على أنه لم يكن للمملكة وما كان لها من غرض في «عاصفة الحزم»، التي لقيت تأييداً عربياً وإسلامياً ودولياً واسعاً، سوى نصرة اليمن والتصدي لمحاولة تحويله إلى قاعدة تنطلق منها مؤامرة إقليمية لزعزعة الأمن والاستقرار في دول المنطقة وتحويلها إلى مسارح للإرهاب والفتن الماحقة والصراع الدامي على غرار ما طال بعض الدول الأخرى.

إرشاد الشباب

ولفت إلى أن المملكة تتابع «مناشط رابطة العالم الإسلامي في خدمة الإسلام والدفاع عن قضاياه ووحدة صف المسلمين، والأمل معقود على الرابطة في المزيد من التنسيق والتعاون المثمر مع الهيئات والمؤسسات الإسلامية الأخرى لوضع إطار عام للعمل الإسلامي المشترك يحذر المسلمين من مواطن الشبهات ويرشد الشباب خاصة إلى المنهاج القويم الذي جاءت به الشريعة الإسلامية الغراء وينقذهم من مخاطر الانزلاق وراء الأفكار والدعوات المنحرفة».

ردع العدوان

عقب ذلك، ألقى مفتي عام المملكة رئيس هيئة كبار العلماء الشيخ عبدالعزيز بن عبدالله آل الشيخ كلمة أكد فيها أن قضية اليمن ليست قضية عربية بل إسلامية لأنها أقيمت لإضعاف الأمة وإشغالها عن واجباتها، مؤكدا أن ما قامت به المملكة من عمل هو من أجل إعادة الأمن والاستقرار والحفاظ على أرواح الأخوة اليمنيين، كما جاءت «عاصفة الحزم» لردع عدوان المعتدين وظلم الظالمين وكل المسلمين يؤيدون ذلك ويرون أن هذا موقف إسلامي شجاع جاء في وقته.

رئيس النيجر

إلى ذلك، التقى خادم الحرمين رئيس النيجر إيسوفو محمدو الذي وصل المملكة في زيارة تدوم يومين يلتقي خلالها مع عدد من المسؤولين السعوديين. وذكرت وكالة الأنباء السعودية الرسمية أن الملك سلمان كان في مقدمة مستقبلي رئيس النيجر في مطار قاعدة الرياض الجوية.

وعلى الفور، عقد الجانبان في قصر خادم الحرمين في الرياض جلسة مباحثات رسمية. وفي بداية الجلسة، قلد رئيس النيجر خادم الحرمين الشريفين وسام الاستحقاق الوطني الذي يعد أعلى وسام في النيجر.

وجرى خلال الجلسة استعراض العلاقات الثنائية، وأوجه التعاون بين البلدين، بالإضافة إلى استعراض تطورات الأحداث على الساحتين الإقليمية والدولية. ومن ثم، أقام الملك سلمان مأدبة غداء تكريماً لمحمدو والوفد المرافق له.

حق الجوار

أكد الأمين العام لرابطة العالم الإسلامي عبد الله بن عبد المحسن التركي أن عملية عاصفة الحزم هي قيام بما يوجبه الإسلام ويؤكده حق الجوار من نصرة المظلوم ودفع البغي والعدوان عنه، بعدما تغول الباغي وتعنت ولم يستجب لنداء الحكمة ولما جرى من حوار ونداءات ومبادرات.

وأبان أن الرابطة تعتز بما لمسته من تأييد شعبي إسلامي كبير لـ«عاصفة الحزم» استجابةً لمناشدة الشعب اليمني ورئيسه الشرعي.

«الحرس الوطني» في نجران: جاهزون للتصدي لأي اعتداء

أكدت قوات الحرس الوطني المرابطة في منطقة نجران والمشاركة في حماية الشريط الحدودي في الجنوب بأمر من خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود جاهزيتها التامة واستعداد كافة كتائبها ووحداتها وجنودها في التصدي لأي اعتداء والذود بكل كفاءة وقتالية عن المكتسبات بكل قوة وثبات.

وفي تقرير ميداني لوكالة الأنباء السعودية الرسمية في مواقع قوات الحرس الوطني ومراكز وحداته المتعددة، أكد الجنود استشعارهم للمسؤولية وفخرهم الكبير بمشاركتهم جنباً إلى جنب مع قوات وزارة الدفاع وقوات وزارة الداخلية للدفاع عن حدود المملكة والمرابطة دون أي اعتداء محتمل.

وقال قائد قوات الحرس الوطني في منطقة نجران اللواء محمد بن علي الشهراني إن قوات الحرس الوطني المرابطة في نجران دخلت إلى المنطقة بعد الأمر الملكي دخولاً تكتيكياً رفيع المستوى من حيث التخطيط القتالي والأمني، وتعمل منذ انطلاقها في حقل واحد وبتنسيق تام مع وزارة الدفاع وقوات حرس الحدود، حيث استقرت القوات في مواقعها المخصصة بكافة إسنادها القتالي وإسنادها الإداري.

وأضاف: «لقوات الحرس الوطني مهاراتها المزدوجة والعالية في نفس الوقت سواءً في مساندة وزارة الدفاع في المهام القتالية أو في مساندة وزارة الداخلية في مهامها الأمنية.

كما تمتلك القوات من المعدات والآليات ما يجعل تضاريس المنطقة الجنوبية وجغرافية الشريط الحدودي سهلة أثناء التحرك أو القيام بأية مهمات، خصوصاً بما تحمله تلك الآليات والمعدات من القدرة على المناورة والدقة في أسلحتها، بالإضافة إلى المهارة والكفاءة في الكوادر العسكرية من ضباط وجنود».

Email