تقارير «البيان »

ترتيبات لمشهد جديد في الجزائر

ت + ت - الحجم الطبيعي

يقرأ مراقبون في الجزائر ما تعيشه البلاد من حراك سياسي حاد على ثلاثة أصعدة، بكونه «يؤشر على ترتيبات مشهد جديد». وأشار من تحدثوا لـ «البيان» إلى أنّ تململ أحزاب جبهة التحرير والتجمع الديمقراطي وحركة السلم يروم بعثرة الأوراق .

وذهب المحلل السياسي نصر الدين قاسم إلى أنّ استقالة رئيس مجلس الأمة عبد القادر بن صالح المرتقبة وعودة رئيس الوزراء السابق أحمد أويحيى إلى قيادة التجمع الديمقراطي، فضلاً عن الإبعاد المحتمل لعمار سعداني من قمة هرم جبهة التحرير، في انتظار سحب البساط من تحت عبد الرزاق مقري الرقم الأول في حركة السلم أبوجرة سلطاني، يعني ببساطة سعي المتنفذّين لإطلاق ترتيبات تقع في صميم إعادة رسم الأفق القادم للجزائر، واقتراب وضع مراجعة الدستور الخامس في تاريخ الجزائر، وذلك يقتضي إعادة رجال الثقة إلى التشكيلات الموالية لدوائر الحل والعقد.

من جانبه، يحصر رئيس حزب الوسيط (حزب من التيار الوطني) حمد لعروسي رويبات ما يقع في خانة «اللاحدث»، ويصفها بـ«المناورة الباحثة عن الاستهلاك، في سياق سعى عرّابوه لحذف توقعات وتحصين أخرى».

تبرير الاستمرار

ويصرّ رئيس الجبهة الوطنية الجزائرية (حزب قومي معارض) موسى تواتي على أنّ الذي يحدث، لا يعني سوى الرغبة الفوقية في تبرير استمرار الوضع القائم، وإحباط مساعي المعارضة الحقيقية، ويتوقع أن يقوم الحرس القديم بتكريس ما سماها «اللاحقيقة»، والكثير من الغموض، وتساءل عما إذا كانت الجزائر تحتاج فعلياً إلى عودة أويحيى وبلخادم وسلطاني؟.

مربع توافق

وربط المحلل فيصل ميطاوي الأمور بأنباء تتحدث عن تحديد من سماهم، «محرّكو اللعبة من وراء الستار»، لمعالم مربع توافق، ما يفسّر انطلاق حملة «تساقط الرؤوس» واتساع نطاق الهرولة لوجوه تقليدية تريد حجز مكان في قطار الشوط المقبل.

بينما يقحم أستاذ العلوم السياسية في جامعة الجزائر رفيق بحري ما يحدث في خانة احتدام الصراع بين تيارين متنفذين، الأول يناصر مسعى التمديد وآخر يعارض ذلك بشدة، ويقدّر بحري أنّ استبعاد بلخادم ينسجم مع ما يحبذه التيار الأول، في وقت يتم الترويج بشكل محتشم لرئيس الوزراء السابق علي بن فليس حتى يعاود وصيف الرئيس في انتخابات 2004 الكرّة.

Email