تقارير «البيان »

أوباري.. حرب الوكالة وصراع الأقليات

ت + ت - الحجم الطبيعي

أعلن مجلس النواب الليبي منطقة أوباري (جنوب غرب البلاد) مؤخراً منطقة منكوبة وطالب الحكومة باتخاذ التدابير اللازمة حيال الاوضاع هناك.

 وأكد المجلس أنه يتابع الأحداث المأساوية في المنطقة وما تعانيه من ظروف إنسانية صعبة ونقص شديد في المواد الغذائية والأدوية وكذلك انهيار البنية التحتية المتواضعة أصلاً نتيجة الأحداث الدامية منذ سبتمبر 2014 وما نتج عنها من نزوح لأهالي المنطقة وناشد مجلس النواب الليبي المنظمات الدولية والإقليمية القيام بدورها.

يأتي ذلك في الوقت الذي تجاوز فيه عدد الأسر النازحة منها الى مدن مجاورة مثل غات ومرزق والشاطئ وسبها ثلاثة آلاف أسرة، بينما تعطلت الخدمات الصحية والاجتماعية وسادت حالة من الانفلات الأمني أرجاء المدينة وضواحيها مع استمرار الصراع المسلح وعرفت أوباري معارك طاحنة بين مقاتلين من التبو والطوارق أدت الى سقوط أكثر من 200 قتيل ومئات الجرحى وتهجير أغلب السكان المدنيين.

فشل التهدئة

وانطلقت الشرارة الأولى للقتال في 17 سبتمبر 2014 إثر خلاف نشب بين عناصر بالقوة الأمنية المشتركة في المدينة ينتمون للطوارق ومجموعة مسلحة تنتمي للتبو، ثم انتقل الخلاف إلى بقية أفراد القبيلتين لتبدأ سلسلة من الاشتباكات المتواصلة.

توصل أعيان ووجهاء القبيلتين لاتفاق تهدئة بعد أربعة أيام من بدء الاشتباكات، برعاية عدد من مشايخ القبائل في المنطقة الجنوبية، وشهدت فترة ما بعد الاتفاق هدوءاً نسبياً وانخفاضاً في حدة الاشتباكات دون أن يتوقف الاقتتال.

ويرى مراقبون محليون أن حربا بالوكالة تدور في أوباري وأن أطرافا عسكرية وسياسية تسعى الى تأجيج الصراع في جنوب ليبيا خصوصا مع انضمام مقاتلي التبو الى الجيش الوطني الليبي ..

واندلاع مواجهات قبلية قادتها ميليشيات فجر ليبيا ومقاتلو قبيلة أولاد سليمان الداعمين لها والمتحالفين مع ميليشيات مصراتة ضد قبائل التبو والقذاذفة والمقارحة، وفي ظل تحالف مقاتلي وأعيان الطوارق في أوباري مع فجر ليبيا وهو ما أعلنوه منذ أغسطس الماضي مع انطلاق معركة السيطرة على مطار طرابلس الدولي.

دعوات للحوار

وفي الخامس من نوفمبر الماضي تصاعدت وتيرة الاشتباكات بين االقبليتين بصورة غير مسبوقة مع وقوع أعمال قتل وخطف وقطع للطرق الرابطة بين مدينتي سبها وأوباري قبل أن تبرز دعوات للتهدئة ومساع وجهود أخرى لوقف إطلاق النار، حيث دعا رئيس مجلس النواب الليبي عقيلة عيسى صالح أبناء قبيلتي الطوارق والتبو الى نبذ الفُرقة والخلاف وتوحيد الجهود من أجل إعادة بناء ليبيا وتحقيق الاستقرار والأمن في كل ربوعها.

وأعلن عن التوصل الى آلية لحل الخلاف تقوم على تشكيل لجنة تضم خمسة أشخاص من كل من قبيلة وخمسة وجهاء من الجنوب تكلف بمتابعة الحوار والاوضاع في المنطقة، كما اتفقوا على تشكيل لجنة برئاسة وزير في الحكومة المؤقتة تعنى بتوفير المتطلبات والاحتياجات الانسانية للسكان، كما يقضي الاتفاق بتكليف رئيس الاركان للجيش الليبي بزيارة المنطقة والبدء الفعلي في تأسيس جيش وطني هناك.

منكوبة

قال الناطق الرسمي باسم مجلس النواب فرج بوهاشم إن منطقة أوباري تعد منطقة منكوبة، بسبب الأحداث الدامية منذ مطلع سبتمبر الماضي وما نتج عن هذه الأحداث من نزوح لأهاليها.

Email