الخارجية المصرية تنفي لـ« لبيان » تدخل واشنطن في سيناء

ت + ت - الحجم الطبيعي

أثارت تقارير غربية تزعم قيام الإدارة الأميركية بدراسة التدخل في شبه جزيرة سيناء ضمن حربها ضد فروع تنظيم داعش الإرهابي في عدد من الدول، تخوفات وتساؤلات بشأن مدى إمكانية تحقق ذلك التدخل، لاسيما أن مصر دولة ذات سيادة ومؤسسات قوية قائمة، على عكس تلك الدول التي يتواجد فيها التنظيم.

إلا أن الناطق الرسمي لوزارة الخارجية المصرية بدر عبدالعاطي نفى في المقابل تلك الأحاديث التي أثارتها التقارير الصحافية الأميركية، مشيراً إلى أن مصر دولة ذات سيادة على أراضيها، وليس بإمكان أي دولة أخرى أن تقوم بالتدخل السافر في شأن داخلي لها. وأضاف عبدالعاطي..

في تصريحات لـ«البيان»، أن كلاً من الجانبين المصري والأميركي دائما الحرص على التشاور والتباحث على صعيد مواجهة الإرهاب عامة، إيماناً من حرص الجميع على محاربة الإرهاب الدولي، والذي ينصب في إطار إمكانية التعاون بين الجانبين في مجال الإمداد بالسلاح والمعدات والأجهزة، فضلاً عن التنسيق الاستراتيجي.

تقارير وادعاءات

وكانت صحيفة «النيويورك تايمز» الأميركية أشارت في تقرير تحت عنوان «السقوط في حرب أكثر اتساعاً» إلى أن إدارة الرئيس باراك أوباما تدرس توسيع الحرب على الإرهاب في الدول التي ينتشر بها تنظيم داعش، ومن بين هذه المناطق التي تدرس التدخل فيها سيناء لمحاربة تنظيم أنصار بيت المقدس الذي يتبع التنظيم الإرهابي.

ويعتبر مراقبون أن ما جاء في التقرير يعد استمراراً لسلسلة الادعاءات المغلوطة التي دأبت الصحيفة على نشرها خلال الفترة السابقة التي تمس الأمن القومي المصري، وهو الأمر الذي دفع الأمين العام لائتلاف دعم «صندوق تحيا مصر» طارق محمود بتوجيه إنذار قضائي إلى رئيس الهيئة العامة للاستثمار والمناطق الحرة لمنع دخول «نيويورك تايمز» إلى مصر، على خلفية هذا التقرير وغيره من التقارير التي طالت مؤسسات الدولة المصرية كالقضاء.

سيادة

ويرى مراقبون أن تناول التقرير لمصر بصورة تضعها في خانة واحدة مع كل من سوريا والعراق، أمرٌ غيرُ منطقي، فتدخل التحالف الدولي بقيادة الولايات المتحدة في هذه الدول لضرب معاقل «داعش» كان بسبب رئيسي وهو أن هذه الدول تعاني من حالة اللادولة، ولذلك كان لزاماً على المجتمع الدولي التحرك من أجل الحرب نيابة عن هذه الدولة التي يسيطر عليها ذلك التنظيم الإرهابي.

بينما الأمر مختلف في مصر التي تحضر فيها الدولة بكامل مؤسساتها، وتملك جيشاً قوياً قادراً على إدارة حرب تعتبر ناجحة ضد «أنصار بيت المقدس» في سيناء الذي يدين لتنظيم «داعش» بالولاء. لذلك، فإن الحديث عن تدخل أميركي في سيناء لمحاربة التنظيم يبدو، بحسب المراقبين العسكريين، أمراً لا معنى له.

أكد الخبير العسكري والاستراتيجي اللواء عبدالرافع درويش أن مصر دولة قادرة على حماية أراضيها وتطهيرها من وجود الجماعات الإرهابية في سيناء، وأنها لا تقبل بتدخل عسكري في أراضيها أو مساعدة في ذلك الإطار، فالتدخل بالصورة التي تناولها التقرير يجعل للولايات المتحدة سيطرة على مقدرات الدولة المصرية وأراضيها..

مشيراً إلى أن الدعم الوحيد الذي تقبله مصر في ذلك الصدد هو التعاون على الصعيد المعلوماتي والدعم اللوجيستي العسكري.

واستبعد درويش أن تكون لدى الإدارة الأميركية نية في هذا الصدد من التدخل في سيناء بحجة ضرب معاقل تنظيم داعش في سيناء.

Email