معطيات معركة غير متكافئة

مقاومة عدن تواجه قوات ذات تسليح عالٍ وخبرة قتالية

عنصران من المقاومة الشعبية اليمنية في عدن - أ.ف.ب

ت + ت - الحجم الطبيعي

بفارق التدريب والتسليح والخبرة القتالية غُلبت المقاومة الشعبية في عدن وتفوق إلى حد كبير تحالف الرئيس السابق علي عبدالله صالح والحوثيين واستولوا على ثلاث من أهم مديريات المدينة بما فيها المطار الدولي والميناء البحري والقصر الرئاسي ومقر قيادة الجيش والاستخبارات والتلفزيون الحكومي.

وبعد صمود أسطوري لأفراد المقاومة في عدن لمدة تقارب الشهرين مقارنة بتساقط مدن الشمال والوسط بأيدي الحوثيين وقوات الرئيس السابق، خسرت المقاومة مناطق مهمة في عدن. لكن استمرار صمودها وقدرتها على حسم المعركة لصالحها سيحتاج إلى وقت وتضحيات جسام.

واحتفظ صالح بولاء وحدات مهمة من الجيش وقوات الأمن الخاصة التي كانت متواجدة في عدن ومحافظة لحج المجاورة وأيضاً بكميات ضخمة من الأسلحة والإمدادات داخل مخازن هذه المعسكرات، وهي قوات غالبية تركيبتها تنتمي إلى محافظات الشمال التي يتمتع فيها تحالف صالح والحوثيين بنفوذ واسع.

صالح والحوثيون

قوات صالح مسلحة تسليحاً حديثاً، وتلقت تدريبات على حرب العصابات وحروب الشوارع والمناطق الجبلية باعتبار أن هذه القوات ستستخدم لمواجهة عناصر تنظيم القاعدة.

والحوثيون بدورهم لديهم نحو عشرة آلاف تلقوا تدريبات قتالية على حرب العصابات في إيران ولبنان منذ ما يزيد على ستة أعوام، وتشكلت لديهم كتائب للمهام الخاصة يشاع أن اسمها «كتائب الحسين» في حين أنها تعرف لدى الجناح العسكري للجماعة باسم «وحدات التدخل السريع».

إمدادات وتدخل

ومع سعي التحالف العربي لإيصال إمدادات الأسلحة للمقاومة ومساندتها بغطاء جوي، فإن الفترة الزمنية القصيرة لتشكل هذه المقاومة وعدم وجود فصائل متعددة تتولى إدارتها والحاجة لتدريب أفراد المقاومة وخوض المواجهات في نفس الوقت كلها صعوبات حالت حتى الآن دون القدرة على تغيير موازين القوة على الأرض، وهو أمر استدعى من الحكومة الشرعية مخاطبة مجلس الأمن الدولي للتدخل براً في عدن وتعز تحديداً لحماية الآلاف من المدنيين من بطش الحوثيين وقوات صالح التي تستهدف الأحياء السكنية بصورة عشوائية.

هزيمة ونخبة

والهزيمة التي مني بها فرع الجيش اليمني الموالي للواء علي محسن الأحمر على يد الحوثيين في صعدة وعمران تحديداً بدعم من قوات الرئيس السابق جعلت الأخير يحتفظ بولاء قوات الحرس الجمهوري والقوات الخاصة وقوات الأمن المركزي من خلال بقاء قادة تلك الوحدات الذين اختارهم بعناية من المناطق المحاطة بصنعاء أو من خلال تركيبتها التي يغلب عليها الشكل المناطقي والمذهبي الواحد. وهذه القوة استخدمت في إسقاط صنعاء وذمار والبيضاء والحديدة وإب وهي اليوم تهاجم عدن وحج والضالع وشبوة وتعز.

وكانت هذه القوات تمثل النخبة في الجيش اليمني ويتولى قيادتها النجل الأكبر للرئيس السابق فيما يتولى ابن أخيه قيادة قوات الأمن المركزي وهي تشكيلات قتالية عالية التدريب أنفقت عليها الولايات المتحدة ملايين الدولارات ضمن برنامج دعم مكافحة الإرهاب.

وبنظرة عابرة إلى خريطة انتشار قوات الرئيس السابق والتي تمثل العمود الفقري للحوثيين في هجومهم على مختلف المناطق، يتبين أنها توزعت باتجاه جنوب صنعاء حتى وصلت إلى محافظة حضرموت شرق اليمن.

فكانت ذمار، وهي مخزون بشري لتلك القوات، مركزاً لتدريبها، كما وزعت ألوية الحرس الجمهوري في إب وتعز والضالع والبيضاء وزرعت القوات الموالية للرئيس السابق في قاعدة العند شمال مدينة عدن والتي بناها الاتحاد السوفيتي السابق. وهذه القاعدة هي الأكبر في اليمن وتضم ألوية من القوات البرية والجوية .

كما أن قوات الأمن المركزي تسلمت مراكز المحافظات والمدن الرئيسية في حين أصبحت قوات الشرطة تتولى الأعمال الإدارية فقط وإحالة القضايا والنزاعات إلى أجهزة القضاء. ولهذا، تحولت قوات الأمن المركزي إلى مواقع متقدمة وسهلت سيطرة الحوثيين على المدن.

معركة عدن

ومن الواضح أن الحوثيين يدركون جيداً أن معركة عدن هي الفاصلة في هذه المواجهة، لأنها أو مدينة تعز يمكن أن تتخذ كعاصمة مؤقتة لإدارة البلاد إلى حين استعادة صنعاء من أيديهم، دفعوا بكل قوتهم نحو المدينة وحشدوا مقاتلين من القبائل إلى جانب قواتهم في للهجوم على عدن وتعز.

جرائم حرب

أكد الناطق الرسمي للمقاومة الجنوبية عبدالعزيز الشيخ أن ميليشيات الحوثيين وقوات صالح ترتكب وتمارس جرائم حرب ضد المدنيين مستدلاً بذلك بما قامت به ميليشيا في عدن من استهداف للنازحين في ساحل التواهي. ودعا المنظمات الحقوقية إلى تحمل مسؤوليتها الأخلاقية والقانونية حيال تلك الممارسات والانتهاكات الإجرامية التي تدينها كل المواثيق والمعاهدات الدولية.

Email