تقارير البيان

دول الخليج تبادر إلى حل أزمات المنطقة

ت + ت - الحجم الطبيعي

فرض ذلك التغير الواضح في التناول الخليجي لمشاكل المنطقة العربية تساؤلات حول الأسباب التي أدت إلى حدوث مثل هذا التغير في السياسة الخليجية، ودخولها بهذا الشكل القوي إلى الساحة الإقليمية والدولية كلاعب أساسي ومؤثر في تحريك دفة سبل حل تلك الأزمات التي تفتك بالمنطقة، وهو الدور الذي كانت تلعبه الدول الخليجية فيما مضى، كمشارك. والآن تقوم بدور المبادر المحرك للأحداث، وأبرز الوقائع في هذا الصدد هو «عاصفة الحزم».

وتلقي الأزمات التي تحيط بالمنطقة العربية، والتي أصبحت تهدد كافة الدول دون أي استثناء، بظلالها على الجميع، وسط حديث لا ينقطع حول مؤامرات وتحركات لتوسيع دائرة هذه الأزمات لتشمل باقي دول المنطقة، هو ما دفع دول الخليج العربي إلى تبني سياسات قوية مبادرة تجاه حل هذه الأزمات..

وهو ما ظهر واضحاً في قيادة المملكة العربية السعودية لتنفيذ عملية عسكرية ضد معاقل الحوثيين في اليمن بناءً على طلب الرئيس اليمني عبدربه منصور هادي، فضلاً عن تلك المساعي السياسية الأخرى في حل احتواء وحل الأزمة السورية، واستضافة المملكة لاجتماعات أطراف المعارضة السورية في وقت لاحق.

سياسة جديدة

وفي هذا السياق، أكد المستشار السابق للأمين العام لجامعة الدول العربية طلعت حامد، أن دول الخليج بدأت تتجه في الفترة الأخيرة نحو اتخاذ سياسة تختلف عن تلك النمطية..

فهي اعتمدت على التروي، لكن الآن من الواضح تماماً أن الأمر تغير بسبب تبدل المعطيات على الأرض في المنطقة، حيث إن دول الخليج العربي، تقود تحركاً دولياً كبيراً لمكافحة الإرهاب ومحاولات تقسيم المنطقة، كما تسعى للحد من محاولات الهيمنة الإيرانية التي تمددت بشكل يثير التخوفات في المنطقة برمتها.

وأضاف حامد لـ«البيان» أن هذه التحركات يقابلها دعم دولي، وهو ما ظهر خلال اجتماع القمة الخليجية الأخير، والذي حضره الرئيس الفرنسي فرانسوا هولاند..

وأبدى خلاله استعداد بلاده لمساندة دول الخليج عسكرياً في الدفاع عن أمنها والدفاع عن المصالح الفرنسية هناك، فضلاً عن الاجتماع المنتظر عقده بين الرئيس الأميركي باراك أوباما وزعماء دول الخليج في كامب ديفيد، وإبداء استعداده أيضاً لنشر صواريخ للدفاع عن الأمن القومي لدول الخليج.

نجاح باهر

ويرى مراقبون أن دول الخليج العربي استطاعت أن تلعب دورها بنجاح في المنطقة وفرض سياستها الجديدة دون عرقلة دولية وخاصة من القوى العظمى، وتحقق نجاحاً في الوقوف إلى جانب الدول العربية التي تعاني من أزمات طاحنة، بسبب تلك المكانة الدولية القوية التي تجبر القوى الكبرى على الخضوع إلى سياسة دول الخليج، لا سيما أن ورقة الضغط الاقتصادية تُعد من أنجح أوراق الضغط التي تفرض هيمنتها على الساحة الدولية التي لا تعترف سوى بلغة المصالح.

Email