عبدالله بن زايد: سعود الفيصل رجل الهمة وصمام التوازنات

ت + ت - الحجم الطبيعي

أكد سمو الشيخ عبدالله بن زايد آل نهيان وزير الخارجية أن الأمير سعود الفيصل شخصية من تلك الشخصيات النادرة التي صفحت كتب التاريخ الإسلامي والعربي والتي لا يملك المرء إلا أن يتوقف عند دهائها وشاعريتها ولطافة قولها وحزم فعلها.. وشدّد على أنّه كان رجل الهمة وصمام التوازنات السياسية في المنطقة.

وأضاف سموه في مقال له نشرته الزميلة «الشرق الأوسط» بعنوان «رجل الهمة» أن «من لا يعرفه سيقول وزيرا محنكا وسياسيا فذا.. ومن يعرفه سيقول إلى جانب ذلك.. معلما ومثقفا من طراز نادر». وقال: «عندما قرأت خبر تنحيه عن منصبه كوزير للخارجية قلت لزملائي الذين كنت جالسا معهم إن من وصف الأمير سعود الفيصل بأنه كيسنجر السياسة العربية قد ظلمه.. فهو سعود السياسة العربية وسعود السياسة الدولية.

رجل سلام

وأضاف سموه: «تعلمت من هذه القامة العظيمة أشياء كثيرة من أجملها تواضعه الجم وحرصه على ألا يعرف الناس إنجازاته حتى يبقى عمله خالصا وهو ما يتعارض مع شخصية وزراء الخارجية الذين يسعون للظهور الإعلامي والمشاركة في كل حدث والتباهي بإنجازاتهم حتى وإن كانت صغيرة.. إلا أن من أكثر ما كان يسعد سعود الفيصل أن ينجز مهمة ما ثم لا يعلم أحد أنه كان مهندسها وأداة نجاحها الحقيقية». وأضاف أن سعود الفيصل «كان على مر أربعة عقود صمام التوازنات السياسية في المنطقة ورجل السلام الذي تحققت بفضل جهوده - بعد فضل الله تعالى - توافقات بين أطراف لطالما تناحرت واختلفت لسنوات طويلة».

وأوضح أن «ما تعلمته منه أيضا الوضوح والصراحة المطلقة.. فعالم السياسي مليء باللف والدوران والمجاملات التي تقع في غير محلها.. إلا أن الأمير سعود صاحب الأدب الجم كان صاحب مواقف واضحة مع نظرائه يقول ما يمليه عليه ضميره ومصلحة المنطقة ولذلك كانت كلمته بمثابة اتفاقية دولية وكانت صراحته تدفع حتى بمن يختلفون معه في الرأي للاتصال به وقت الأزمات طلبا للمشورة والنصح».

Email